3 ــ عن أبي ذر قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم زم الشتاء والورق يتهافت فأخذ بغصنين من شجرة قال أبو ذر: فجعل الورق يتهافت قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يا أبا ذر قلت: لبيك يارسول الله قال إن العبد المسلم ليصلي الصلاة يريد بها وجه الله فتهافت عنه ذنوبه كما يتهافت هذا الورق عن هذه الشجرة)
أخرجه أحمد في المسند برقم 5/ 180
أخي المبارك: انظر إلى أسلوب النبي في الدعوة واستغلاله الاحوال التي حوله من جوٍ وشجر وورق وغيره ليبلغ دين الله بأوضح صورة.
4ـ من الاحاديث:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من صلى البردين دخل الجنة) أخرجه البخاري برقم574ومسلم 1436
قال ابن قدامة في المغني ج2 ص20وهما الفجر والعصر) وكذا قال الحافظ ابن حجر ج2 ص53
وقال الخطابي سميتا بردين لانهما تصليان في بردي النهار وهما طرفاه حين يطيب الهواء، وتذهب سورة الحر) نقله الحافظ عنه في المصدرالسابق.
وتامل أخي رعاك الله:
حينما سمى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر (صلاة البرد) وأنه من صلاها والعصر كذلك فله الجنة وانظرحال كثير من الناس في تهاونهم بصلاة الفجر في الشتاء القارس مثل هذه الأيام.
5 ــ عن عبد الرحمن ابن ابي ليلى قال: كان أي يسمر مع علي ابن ابي طالب وكان علي يلبس ثياب الصيف في الشتء وثياب الشتاء في الصيف فقيل له: لو سالته! فسأله فقال: إن الرسول صلى الله عليه وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين (مرض في عينيه) يوم خيبر فقلت: يارسول الله إني ارمد العين
قال: فبصق في عيني وقال اللهم أذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حرا ولا بردا منذ يومئذ وقال: (اعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار) فتشرف لها أصحاب رسول الله فأعطانيها أخرجه أحمد برقم 1/ 99 وابن ماجه برقم 117
6 ـ حديث علي وانه كان مذاءً وهوفي الصحيحين لكن جاء في رواية عند أحمدبرقم1/ 109
قال علي:كنت رجلا مذاء فجعلت أغتسل في الشتاء حتى تشقق ظهري (أي من البرد) فذكرت ذلك له فامره أن يغسل مذاكيره ويتوضأ)
أخي رعاك الله:ربما هذا قبل أن يدعوَ له النبي صلى الله عليه وسلم أن يقيه الله البرد والحر.
وتأمل .... حرص الصحابة على سلامة دينهم فهاهو علي يغتسل كل يوم حتى تشقق ظهره من البرد وتأمل أنه ليس عندهم وسائل تسخين الماء مثل ماعندنا فرضي الله عن أصحابه.
7 ـ النبي يطلق أزراره في الشتاء:
عن معاوية بن قرة عن ابيه قال:أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في رهط مزينة فبايعناه وإن قميصه لمطلق قال عروةبن عبدالله بن قشير أبو مَهل الجعفي: فما رأيت معاوية ولا ابنه
في شتاء قط ولا حر إلا مطلقي إزارهما لايزرَّان أخرجه احمد برقم 5/ 35
وإطلاق الأزرار من عادات العرب وجرى فعل النبي صلى الله عليه وسلم على فعل قومه ولذلك يجعل كثير من أهل العلم هذا الأمر من التأسي العام أي من قبيل العادات وليس سنة ينبغي اتباعها إلا لمن يريد أن يتأسى به في كل شئ مثله مثل إطالة الشعر ولبس الخاتم هكذا بنحوه سمعت من الشيخ العلوان فرج الله عنه. ـ
8ـ قصة طريفة:
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ احْتَلَمْتُ فِى لَيْلَةٍ بَارِدَةٍ فِى غَزْوَةِ ذَاتِ السَّلاَسِلِ فَأَشْفَقْتُ إِنِ اغْتَسَلْتُ أَنْ أَهْلِكَ فَتَيَمَّمْتُ ثُمَّ صَلَّيْتُ بِأَصْحَابِى الصُّبْحَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ «يَا عَمْرُو صَلَّيْتَ بِأَصْحَابِكَ وَأَنْتَ جُنُبٌ». فَأَخْبَرْتُهُ بِالَّذِى مَنَعَنِى مِنَ الاِغْتِسَالِ وَقُلْتُ إِنِّى سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ (وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم
أخرج أبو داوود برقم334 وقواه ابن حجر في الفتح وحسنه المنذري قاله الأرنؤطيان في تحقيق زاد المعاد ج3 ص 388
9ـ معجزة في البرد:
¥