تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود و أبي مسلم الخولاني التابعي الجليل]

ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[03 - 02 - 07, 05:21 م]ـ

[مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود و أبي مسلم الخولاني التابعي الجليل]

1700 - (اتقوا زلة العالم و انتظروا فيئته) ضعيف جدا.

رواه ابن عدي (274/ 1) و البيهقي في " السنن الكبرى " (10/ 211) و الديلمي في " المسند " (1/ 1 / 43) عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده مرفوعا , و قال: " كثير هذا عامة أحاديثه لا يتابع عليها ". قلت: و هو ضعيف جدا , و في " الضعفاء " للذهبي: " قال الشافعي: ركن من أركان الكذب.

و قال ابن حبان: له عن أبيه عن جده نسخة موضوعة. و قال آخرون: ضعيف ". و من طريقه رواه الحلواني أيضا , كما في " الجامع الصغير " , و قال شارحه المناوي: " سكت عليه , فلم يرمز له بضعف و غيره , و من قال: إنه رمز لضعفه , فقد وهم , فقد وقفت على نسخته بخطه , و لا رمز فيها , إن سلم عدم وضعه , فقد علمت القول في كثير , و قال الزين العراقي: رواه ابن عدي من حديث عمرو بن عوف هذا و ضعفه. انتهى.

فعزو المصنف الحديث لابن عدي و سكوته عما أعله به غير مرضي , و لعله اكتفى بإفصاحه بكثير ". قلت: و سكت عنه المناوي أيضا في " التيسير " , أفلا يقال فيه ما قاله هو في السيوطي ?! هذا , و لعل أصل الحديث موقوف , فرفعه كثير عمدا أو خطأ , فقد رأيت الشطر الأول منه من قول معاذ بن جبل رضي الله عنه , في مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود و أبي مسلم الخولاني التابعي الجليل , لا بأس من ذكرها لما فيها من علم و خلق كريم , ما أحوجنا إليه في مناظراتنا ومجادلاتنا , و أن المنصف لا يضيق ذرعا مهما علا و سما إذا وجه إليه سؤال أو أكثر في سبيل بيان الحق , فأخرج الطبراني في " مسند الشاميين " (ص 298) بسند جيد عن الخولاني:

أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود , فتذاكروا الإيمان , فقلت: أنا مؤمن. فقال ابن مسعود: أتشهد أنك في الجنة ? فقلت: لا أدري مما يحدث الليل و النهار. فقال ابن مسعود: لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة. قال أبو مسلم: فقلت: يا ابن مسعود! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف: مؤمن السريرة مؤمن العلانية , كافر السريرة كافر العلانية , مؤمن العلانية كافر السريرة ? قال: نعم.

قلت: فمن أيهم أنت ? قال: أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية. قال أبو مسلم: قلت: و قد أنزل الله عز وجل: (هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن) , فمن أي الصنفين أنت ? قال: أنا مؤمن. قلت: صلى الله على معاذ. قال: و ما له ? قلت: كان يقول: " اتقوا زلة الحكيم ". و هذه منك زلة يا ابن مسعود!

فقال: أستغفر الله. و أقول: رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه , و أشد تواضعه , لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة , فابن مسعود نظر إلى المآل , و لذلك وافقه عليه أبو مسلم , و هذا نظر إلى الحال , و لهذا وافقه ابن مسعود , و أما استغفاره , فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه. و الله أعلم.

من كتاب عون الودود لتيسير ما في السلسلة الضعيفة من الفوائد والردود

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير