تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وحتى عندما بشر الملك أمه بولادته أخبرها أنها ستلد ابناً كما في إنجيل متى (1/ 31) ولم يقل لها إنك ستلدين إلهاً!! وكانت أمه تعامله كصبي، وليس كإله، فحين بلغ المسيح اليوم الثامن قامت أمه بختانه، كما يختن الصبيان (متى: 2/ 21).

وعندما بلغ الثلاثين عاماً وجاءته الرسالة الإلهية قام بتبليغها للناس، ولم يقل لهم: إني إلهكم وخالقكم، ولم يدعهم إلى عبادته والتقرب إليه، بل أوضح لهم أنه ابن إنسان، وليس إلهاً، بل حينما ناداه أحدهم بقوله: أيها المعلم الصالح، غضب - عليه السلام –وقال: " لماذا تدعوني صالحاً، ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله " (متى 19/ 17).

وكان - عليه السلام - حريصاً على إبداء حقيقة نفسه، فصرّح بأنه إنسان يوحى إليه، كما في يوحنا: 8/ 40: (وأنا إنسان قد كلّمكم بالحق الذي سمعه من الله)، وصرّح بأنه ابن إنسان في أكثر من ثمانين موضعاً. وأوضح - عليه السلام - أنه رسول الله، فقال: (من قبلني فليس يقبلني أنا بل الذي أرسلني) (مرقس: 9/ 37)، وقال كما في يوحنا (5/ 36): (أن الأب قد أرسلني)، وعندما سأله أهل بلده أن يشفي مرضاهم، قال: (الحق أقول لكم إنه ليس نبي مقبولاً في وطنه) (لوقا: 4/ 24) إذا فهو - وفق قوله وشهادته – إنسان كرمه الله بالوحي والنبوة والرسالة.

وقد صرّح عليه السلام بأنه نبي أرسله الله عز وجل لتجديد شرعه، فقد جاء في إنجيل لوقا أن الناس مجدوا الله قائلين: " قد خرج فينا نبي عظيم " (7: 16) فلم ينكر عليهم عيسى قولهم عنه إنه نبي، فضلا على أن يبين لهم أنه إله - كما تدعي النصارى -، كيف وهو يصرح أنه مرسل من عند الله كما جاء في إنجيل لوقا الإصحاح 9: 48 قوله عليه السلام: " مَنْ قَبِلَ بِاسْمِي هَذَا الْوَلَدَ الصَّغِيرَ، فَقَدْ قَبِلَنِي؛ وَمَنْ قَبِلَنِي، يَقْبَلُ الَّذِي أَرْسَلَنِي) فهذا تصريح منه عليه السلام بأنه مرسل من عند الله كغيره من الأنبياء والرسل.

ولما قيل له اهرب انج بنفسك: قال: " لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم. يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء، وراجمة المرسلين " (لوقا:13:23) فهو يصرح عليه السلام بأنه نبي، كما في هذا النص، وكما ورد في إنجيل يوحنا الإصحاح 11: 41 - 43 قول المسيح عليه السلام: -" أيها الآب أشكرك لأنك سمعت لي وأنا علمت أنك في كل حين تسمع لي…… ليؤمنوا أنك أنت أرسلتني " وكما في إنجيل يوحنا الإصحاح 17: 24 قول المسيح عليه السلام: - " وليعلم العالم أنك أرسلتني وأحببتهم كما أحببتني " فإذا هو يعلِّم الناس أنه مرسل من عند الله عز وجل.

وهذا هو ما كان شائعا عند الناس في زمنه فقد جاء في إنجيل متى: أنه: (10لَمَّا دَخَلَ يَسُوعُ أُورُشَلِيمَ، ضَجَّتِ الْمَدِينَةُ كُلُّهَا، وَتَسَاءَلَ أَهْلُهَا: مَنْ هُوَ هَذَا؟ 11فَأَجَابَتِ الْجُمُوعُ: هَذَا هُوَ يَسُوعُ النَّبِيُّ الَّذِي مِنَ النَّاصِرَةِ بِالْجَلِيلِ. وكذلك قالوا عندما رأوا بعض معجزاته: " إن هذا هو بالحقيقة النبي الآتي إلى العالم " يوحنا (6: 14).

إذا فعقيدة ألوهية المسيح لم تكن معروفة أبداً في زمن عيسى لا عند المؤمنين به، ولا عند غيرهم.

وكان عندما يُسأل عن أمرٍ لا سلطان له عليه يرده إلى الله، فقد جاءته إحدى النسوة بابنيها، طالبة منه أن يجلسهما عن يمينه وشماله في ملكوته، فردَّ الأمر إلى الله، قائلاً لها: (وأما الجلوس عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيه إلا للذين أُعدَّ لهم من أبي) (متى: 20/ 23).

وحين ذكر الساعة أخبر أنه لا يعلم وقت وقوعها إلا الله، ففي إنجيل متى: 20/ 23 (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد، ولا ملائكة السموات إلا أبي وحده).

وأوضح - عليه السلام - عقيدة التوحيد صافية نقية - عندما سئل عن أول الوصايا فأجاب: (أن أول كل الوصايا هي: اسمع يا إسرائيل، الرب إلهنا رب واحد) (مرقس: 12/ 29).

وحين وسوس له الشيطان قائلاً له: اسجد لي: امتنع وعلل ذلك بقوله: (لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد، وإياه وحده تعبد) (متى: 4/ 10)، وكان يخاطب تلاميذه وجميع الناس بالتوحيد قائلاً: (أبي وأبيكم وإلهي وإلهكم) (يوحنا: 20/ 17) إذا فهو يستوي وتلاميذه وسائر الناس بأن أباهم واحد، وإلههم واحد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير