[الشعوبية ومشاهير أهل السنة]
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[05 - 02 - 07, 08:24 ص]ـ
معروف أن حركة الشعوبية حركة خبيثة تقوم على انتقاص العرب وتفضيل العجم. وهي حركة برزت أشد ما تكون في خراسان وكان لها تأثير سلبي على التاريخ الإسلامي. وسؤالي هو عن مدى صحة اتهام مشاهير من أهل السنة بهذه التهمة. مثلا اتهام أبو عبيد بأنه شعوبي. وهناك من يتهم الأصمعي بهذه التهمة. بل الجاحظ المعتزلي اتهم بالشعوبية مع أن المشهور أنه كان يرد عليهم. هل من يحرر لنا هذه المسألة؟
ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[05 - 02 - 07, 08:43 ص]ـ
إذا كانت هذه التهم لا تستند على شيء يستحق الذكر؛ فسقوطها يغني عن تحرير القول فيها.
و إذا كان فيها (من الشبهات أو الدلائل) ما يرقى للاستشكال فاطرحه أخي محمد الأمين لننظر فيه.
و قبل هذا أسأل هل تحرر لدينا مفهوم (الشعوبية) قبل البحث عمن اتصف بها من أعلام المسلمين؟
أول من اعتنى بالتصدي لظاهرة الشعوبية فيما اطلعت عليه هو الإمام ابن قتيبة الدِّينَوَري.
و الانطباع الذي أخرج به من كلامه أن الشعوبية تفشت في الصدر الأول من الإسلام بين الأعاجم و الموالي نتيجةً للمد الإسلامي (العربي) للفتوح.
و كثير من هؤلاء الشعوبيين كانوا يضمرون السخط و الانزعاج في نفوسهم من هذا الدين الجديد
الذي اكتسح حضارات و تواريخ لأممٍ عظيمة فوحّدها، من أناس بدو (أي: العرب) لا حضارة عندهم و لا علوم أو فنون أو صناعات!! (هذا في منظورهم الأعوج)
فالشعوبية كانت أثراً لتغيّظ نفوسهم و ليطعنوا بهذا الدين الذي ما قبلوه إلا نفاقاً (و كثير منهم زنادقة) بأسلوب خفي غير ظاهر!
و السؤال: هل هذه الأوصاف (على التسليم بأنها هي الشعوبية) موجودة متوفرة فيمن ذكرتَ من الفضلاء و النبلاء؟؟ .. أراه بعيداً.
و هذه خواطر سنحت بالبال أكتبها لإثارة الموضوع و تحريكه،و المجال مفتوح للتعقيب و الإفادة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 02 - 07, 09:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
قال شيخ الإسلام في "اقتضاء الصراط المستقيم":
[فإن الذي عليه أهل السنة والجماعة اعتقاد أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم رومهم وفرسهم وغيرهم، وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وافضلهم نسبا.
وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك ثبت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أفضل نفسا ونسبا وإلا لزم الدور، ولهذا ذكر أبو محمد حرب بن إسماعيل بن خلف الكرماني صاحب الإمام أحمد في وصفه للسنة التي قال فيها: " هذا مذهب أئمة العلم وأصحاب الأثر وأهل السنة المعروفين بها المقتدى بهم فيها وأدركت من أدركت من علماء أهل العراق والحجاز والشام وغيرهم عليها فمن خالف شيئا من هذه المذاهب أو طعن فيها أو عاب قائلها فهو مبتدع خارج عن الجماعة زائل عن منهج السنة وسبيل الحق وهو مذهب أحمد وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد وعبد الله بن الزبير الحميدي وسعيد بن منصور وغيرهم ممن جالسنا وأخذنا عنهم العلم
فكان من قولهم: أن الإيمان قول وعمل ونية وساق كلاما طويلا إلى أن قال ونعرف للعرب حقها وفضلها وسابقتها ونحبهم لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حب العرب إيمان وبغضهم نفاق ولا نقول بقول الشعوبية وأراذل الموالي الذين لا يحبون العرب ولا يقرون بفضلهم فإن قولهم بدعة وخلاف.
ويروون هذا الكلام عن أحمد نفسه في رسالة أحمد بن سعيد الأصطخري عنه- إن صحت - وهو قوله وقول عامة أهل العلم.
وذهبت فرقة من الناس إلى أن لا فضل لجنس العرب على جنس العجم، وهؤلاء يسمون الشعوبية لانتصارهم للشعوب التي هي مغايرة للقبائل كما قيل القبائل للعرب والشعوب للعجم.
ومن الناس من قد يفضل بعض أنواع العجم على العرب.
والغالب أن مثل هذا الكلام لا يصدر إلا عن نوع نفاق إما في الاعتقاد وإما في العمل المنبعث عن هوى النفس مع شبهات اقتضت ذلك ولهذا جاء في الحديث حب العرب إيمان وبغضهم نفاق مع أن الكلام في هذه المسائل لا يكاد يخلو عن هوى للنفس ونصيب للشيطان من الطرفين وهذا محرم في جميع المسائل؛ فإن الله قد أمر المؤمنين بالاعتصام بحبل الله جميعا ونهاهم عن التفرق والاختلاف وأمر بإصلاح ذات البين وقال النبي صلى الله عليه وسلم مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر وقال صلى الله عليه وسلم لا تقاطعوا ولا تدابروا ولا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله وهذان حديثان صحيحان وفي الباب من نصوص الكتاب والسنة مالا يحصى
والدليل على فضل جنس العرب ثم جنس قريش ثم جنس بني هاشم ما رواه الترمذي .... ].