تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

القول الثاني: أن تخليل اللحية واجب في الغسل دون الوضوء وهو قول الشافعي وأبي حنيفة وأصحابهما والثوري والأوزاعي والليث وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبي ثور وداود والطبري وهو رواية أشهب عن مالك. ويرى الشافعي وأبو يوسف أنه سنة في الوضوء خلافا لأبي حنيفة ومحمد.

القول الثالث: أن تخليل اللحية ليس بواجب لا في الغسل ولا الوضوء وهو رواية عن مالك وهو قول أكثر أصحابه.

وحجة من رأى الوجوب في الغسل والوضوء قوله تعالى: (فاغسلوا وجوهكم) وهو من الوجه وقد بينه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بفعله من حديث عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيره كما سيأتي.

ومن رأى الوجوب في الغسل فقط استدل ببيان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لقوله تعالى: (وإن كنتم جنبا فاطهروا) بفعله كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها: " أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان إذا اغتسل من الجنابة بدأ فغسل يديه ثم يتوضأ كما يتوضأ للصلاة ثم يدخل أصابعه في الماء فيخلل بها أصول شعره ثم يصب على رأسه ثلاث غرف بيديه ثم يفيض الماء على جلده كله " رواه البخاري وفي رواية للترمذي: " ثم يشرب شعره الماء ".

واستدلوا بما روي عن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال:

قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن تحت كل شعرة جنابة فاغسلوا الشعر وأنقوا البشر " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وهو ضعيف فيه الحارث بن وجيه تكلموا فيه والراجح إرساله عن الحسن، وقد ضعفه الشافعي والبخاري وأبو داود والترمذي والدارقطني وغيرهم.

وأما من رأى عدم مشروعية التخليل لا وجوبا ولا ندبا فاستدل بالأحاديث الصحيحة التي لم تذكر التخليل وأعلوا الأحاديث الواردة بالتخليل إذ لا يخلو حديث منها من مقال وأصح ما روي في ذلك حديث عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - _ عند الترمذي وغيره _ كما قال أحمد والبخاري، وقد ذكر غير واحد من الأئمة أنه لا يثبت في التخليل حديث ومنهم الإمام أحمد وأبو حاتم.

قال ابن عبد البر في التمهيد (20/ 120): (روي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه خلل لحيته في وضوئه من وجوه كلها ضعيفة)

وقد روي التخليل مرفوعا من حديث ثلاثة عشر صحابيا وهم: عثمان، وأنس، وعمار بن ياسر، وعائشة، وأبو أيوب، وأبو أمامة، وابن عباس، وابن عمر، وعبد الله بن أبي أوفى، وكعب بن عمرو، وأبو بكرة، وأم سلمة، وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم.

ينظر في هذه الأحاديث البدر المنير لابن الملقن (3/ 394 - 407) جنة المرتاب للحويني (2/ 205 - 224)

ـ[محمدحجازي]ــــــــ[16 - 02 - 07, 09:37 م]ـ

************

ـ[حسن كفتة]ــــــــ[19 - 02 - 07, 05:00 م]ـ

الشيخ أبو حازم الكاتب وفقه الله

إذا جاءك عامي أمي كث اللحية، و سألك عن الحكم الشرعي للتعامل معها عند الوضوء، فماذا ستقول له؟

لو طرحت عليه مشاركتك السابقة فهو لن يخرج بشئ و سيظل لا يدري!!

ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[20 - 02 - 07, 11:12 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

أخي الفاضل حسن بارك الله فيك:

نحن هنا في منتدى علمي نتدارس العلم مع طلبته ولذلك كتبت ماسبق ولست هنا مفتيا، والعامي يذهب ليسأل أهل الفتيا فيجد الجواب والله أعلم.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير