[ماذا يترتب على قول أهل الكلام ..... ؟]
ـ[طلال العولقي]ــــــــ[25 - 12 - 02, 02:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني بارك الله فيكم من معتقد أهل السنة والجماعة أن الموت مخلوق لكن ماذا يترتب على قول اهل الكلام أن الموت عدم محض،وطرحي لهذه المسألة من باب ضبط العلم وجزاكم الله خير؟
ـ[ابن أبي حاتم]ــــــــ[25 - 12 - 02, 04:31 م]ـ
أخي الموفق .. طلال العولقي ..
بالنسبة لمسألة: هل الموت صفة وجودية أو عدمية، فالخلاف ليس فيها مع أهل الكلام، بل المخالف فيها الفلاسفة؛ كما ذكر ذلك شارح الطحاوية (1/ 93)؛ حيث زعموا أن الموت صفة سلبية، بمعنى أن الموت هو سلب الحياة.
ومن المعلوم بالضرورة من دين المسلمين أن الموت حال ينتقل فيها الإنسان إلى حال أخرى، وهي حياة البرزخ، وهي حياة لها تعلق خاص يختلف عن حال الحياة الدنيوية.
والمقصود أن الخلاف مع هذه الطوائف يرجع إلى قولهم في مسألة المعاد، حيث إن المتفلسفة لما نظروا إلى كتب الحكمة التي أخذوها عن أسلافهم من فلاسفة اليونان، وأرادوا مداهنة دين المسلمين، فأنكروا معاد الأبدان، وقالوا: إن الرسل صلوات الله وسلامه عليهم: خاطبوا الناس بإظهار أمور من الوعد والوعيد لا حقيقة لها في الباطن، وإنما هي أمثال مضروبة؛ لتفهم حال النفس بعد المفارقة، وما أظهروه لهم من الوعد والوعيد وإن كان لا حقيقة له فإنما يعلق لمصلحتهم في الدنيا؛ إذ كان لا يمكن تقويمهم إلا بهذه الطريقة.
والله أعلم.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[25 - 12 - 02, 06:56 م]ـ
قضية خلق الموت من حيث هي مسألة يجب الإيمان بها كما نطق القرآن
حيث قال الله تعالى: (هو الذي خلق الموت والحياة .. ) ليست قضية
معتقد مع الفلاسفة .. وقولهم بمعاد الأرواح دون الأبدان ليس مبنيا
على القول بأن الموت عدم محض فيما أعلم، بل قولهم في معاد الأرواح
دون الأبدان مبني على الاستحالة العقلية وهي نفس شبهات المشركين،
ولذلك فشيخ الإسلام يسميهم الملاحدة لأن لهم شبه بالمشركين في إنكار
الغيبيات بردها إلى المعقول ...
أما قول الفلاسفة أن الموت صفة سلبية وهي عدم الحياة فإنما هو في
نفس الموت، وليس في المعاد الذي هو من لوازم الموت، وقولهم
بأن الموت صفة سلبية فلأنهم بنوه على أصل عندهم وهو أن الموت
لو كان ضدا لكان وجوديا، والوجود له صفات، وليس للموت منها
شيء، ولذلك آثروا أن يقولون إن الموت هو سلب الحياة فاعتبروه
نقيض الحياة،فالنقيض عدمي، والعدم ما افتقد إلى صفات الوجود،
وهم يعتبرون الموت عدميا لأنه غير محسوس وغير معقول وما كان كذلك
لا يمكن أن يكون وجوديا، فلم يقولوا عن الموت إنه ضد الحياة،
بل قالوا نقيضه أي سلب الحياة .. هذاما بدا لي والله اعلم ..