لقد نسب إلى شيخ الإسلام ابن تيمية عدة أقوال هو منها براء براءة الذئب
من دم ابن يعقوب [عليهما السلام]، بل هو يقول بخلافها!! ويهمنا الآن
بيان فرية واحدة من تلك الفريات، فقال في مقدمة رسالته المشار إليها (ص 2 - 3)
بعد أن نسب إليه عدة فريات:
"ويقول: إن المقام المحمود الذي وعدنا به نبينا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو جلوسه بجنب الله على
العرش في المساحة المتبقية، والمقدرة عند هذه الطائفة بأربع أصابع (1)!!! وغير ذلك
من الترهات".
وفي الحاشية قال:
" (1) انظر "منهاج سنته" (!) (1/ 260) وكتاب "بدائع الفوائد" لتلميذه ابن
قيم الجوزية (4/ 39 - 40) ".
وإحالته فيما نسبه إلى الشيخ مما يزيد القراء قناعة بدجله، وأنه يتعمد
الكذب والافتراء عليه، وأنه لا يبالي بقرائه إذا اكتشفوا {تشابهت قلوبهم}،
وهذا نص كلامه رحمه الله منقولاً بطريقة التصوير، ليكون القراء على يقين من
ذلك الإفك المبين:
(((وأما قوله إنه يفضل عنه العرش من كل جانب أربع أصابع فهذا
لا أعرف قائلاً له ولا ناقلاً ولكن روى فِي حَدِيثِ عبدالله بن خليفة أنه ما يفضل من العرش أربع
أصابع يروى بالنفى ويروى بالإثبات والحديث قد طعن فيه غير واحد من المحدثين كالإسماعيلي
وابن الجوزي ومن الناس من ذكر له شواهد وقواه ولفظ النفى لا يرد عليه شيء فإن مثل هذا اللفظ
يرد لعموم النفى كقول النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ما في السماء موضع أربع أصابع إلا وملك
قائم أو قاعد أو راكع أو ساجد أي ما فيها موضع ومنه قول العرب ما في السماء قدر كف سحابا
وذلك لأن الكف يقدر به الممسوحات كما يقدر بالذراع وأصغر الممسوحات التي يقدرها الإنسان
من أعضائه كفه فصار هذا مثلا لأقل شيء فإذا قيل إنه ما يفضل من العرش أربع أصابع كان
المعنى ما يفضل منه شيء والمقصود هنا بيان أن الله أعظم وأكبر من العرش ومن المعلوم أن الحديث
إن لم يكن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قاله فليس علينا منه وإن كان قد قاله فلم يجمع بين النفي
والإثبات وإن كان قاله بالنفى لم يكن قاله بالإثبات والذين قالوه بالإثبات ذكروا فيه ما يناسب
أصولهم كما قد بسط في غير هذا الموضع فهذا وأمثاله سواء كان حقا أو باطلا لا يقدح في مذهب
أهل السنة ولا يضرهم لأنه بتقدير أن يكون باطلاً ليس هو قول جماعتهم بل غايته أنه قد قالته طائفة
ورواه بعض الناس وإذا كان باطلاً رده جمهور أهل السنة كما يردون غير ذلك فإن كثيراً من
المسلمين يقول كثيراً من الباطل فما يكون هذا ضار لدين المسلمين وفي أقوال الإمامية من
المنكرات ما يعرف مثل هذا فيه لو كان قد قاله بعض أهل السنة))).
هذا كلام الشيخ رحمه الله، فأين فيه ما عزاه السقاف وأعوانه إليه؟!
سبحانك هذا بهتان عظيم. بل فيه حكايته الخلاف في صحة حديث الأصابع،
وعدم جزمه هو بصحته، وإن كان هذا مستغرباً منه، لأن علته الجهالة والعنعنة
- كما كنت بينته هناك -.
وختاماً: لكمة حق لا بد لي منها:
إذا كان حقاً أن الله تعالى أعظم من العرش، ومن كل شيء - كما بينه شيخ
الإسلام فيما تقدم -، فيكون اعتقاد أن الله يُجلس محمداً معه على العرش باطلاً
بداهة.
وأما إجلاسه على العرش دون المعية، فهو ممكن جائز لأن العرش خلق من
.
خلق الله، فسواء أجلسه عليه، أو على منبر من نور - كما جاء ذلك في المتحابين
في الله، وفي المقسطين العادلين - لا فرق بين الأمرين، لكن لا نرى القول
بالإجلاس على العرش؛ لعدم ثبوت الحديث به، وإن حكاه ابن القيم عن جمع
- كما تقدمت الإشارة إلى ذلك-. والله سبحانه وتعالى أعلم " انتهى.
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 04:14 م]ـ
وفيكم بارك الله أخي علي الفضلي
ـ[عبد الرحمن الشامي]ــــــــ[10 - 02 - 07, 04:41 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (9/ 143) - حديث 4138 - :
"
وقلده - الضمير للحافظ العسقلاني - ذاك السقافُ الإمعةُ
في كتاب أخرجه حديثاً، أسماه - معارضة لكتابي "صفة
الصلاة" -: "صحيح صفة النبي صلي الله عليه وسلم من التكبير
إلى التسليم كأنك تنظر إليها"!! وهو في الحقيقة حري باسم:
"صفة صلاة الشافعية ... "؛ لأن تقيلده فيه لهم جلي جداً عند
العارفين بمذهبهم، ومن ذلك ما دل عليه هذا الحديث الواهي
¥