تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

موقف وعِبرة

ـ[محمود بن محمد ريان]ــــــــ[12 - 02 - 07, 11:58 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

كتبت هذه القصة وأردت عرضها على الإخوة، وبما أني لم أجد مكانًا خاصًا بالقصص الوعظية القصيرة فقد وضعتها على المنتدى العام، لعل الله ينفع بها ويتقبلها

وأرحب بتعليقات الإخوة

والقصة بعنوان موقع وعبرة:

في إحدى شركات القطاع الخاص، جلس الموظف أمام مديره الذي كان ممسكًا بتقرير عن أدائه في العمل.

وبينما هو يستعرض التقرير

ويتصفح سجل ساعات العمل الخاص بهذا الموظف، لفت انتباه المدير شيء غير عادي وهو أن ساعات العمل الخاصة بالموظف كانت مطابقة تمامًا لعدد ساعات العمل الرسمية المتفق عليها في الشركة

نظر المدير إلى التقرير ثم إلى الموظف وقال له في لهجة قريبة من العتاب "إنك بالكاد تؤدي ساعات عملك ولا تكاد تحقق أية ساعات إضافية!!!

عليك أن تعلم أن هذا لن يكون له أحسن الأثر عند إجراء التقييم السنوي للموظفين"

انظر إلى عدد ساعات العمل الإضافية التي تم تسجيلها لك، وقارن بين هذا السجل وذاك

يبدو لي أنك الموظف الوحيد الذي يؤدي ساعات عمله فقط بدون أية زيادات!!!

وقتها اعتري ذلك الموظف شعور بالحياء وهو يرى سجل أعماله في الشركة وكم هي ضئيلة ساعات عمله مقارنة بساعات عمل الزملاء.

يا الله!! كل هذا الفارق يا له من موقف .......... ودارت هذه التساؤلات في ذهنه في الحال

- "كيف أواجه الرجل وكيف أبرر تقصيري (لم رضيت بأن أؤدي ما هو مطلوب مني فقط ولم أستزد لأفوز برضاه ولأحصل على أعلى المناصب)

- ثم ما الذي سيترتب على ذلك؟؟

ما الذي سيقولونه عني!!! وما هو التقويم الذي سأحصل عليه

ولكن أنا معذور فقد كانت لدي مسؤوليات أخرى وكنت مشغولاً بأمور أسرتي وأهلي وغير ذلك!

يا له من شعور بالحسرة .....

هل أستطيع محو ذلك السجل من أمامه!!!

هل أستطيع تغييره!!!

يا ليتني لم أر هذا السجل ....

إنه شعور بالفشل، شعور بالتضاؤل!!!

عندما تشعر أنك أقل القوم أداءً وأنه كان بإمكانك أن تؤدي المزيد ....

لم رضيت بالدون في الوقت الذي كان الجميع فيه يتنافسون للحصول على القمة!!!

"أنا فعلاً مقصر؟؟ "

صحيح أن العقد الذي بيني وبينهم ينص على عدد ساعات معينة وقد أتممتها كما هو المفترض علي، ولكن

لم كانت هذه همتي؟

إن هؤلاء القوم بذلوا أكثر مما بذلت، وهم الآن يأخذون أجرهم.

- وبينما هو في ذلك الصراع الصامت إذا بصوت المدير وهو يقول له

"ما هذا الذي ألحظه أيضًا، لقد تغيبت كثيرًا عن العمل هذا العام،بل وكنت تأتي متأخرًا في بعض الأحيان وهذا شيء سينعكس بالتأكيد على درجتك في التقييم السنوي"

انظر إلى هذا التقرير الآخر, انظر إلى هؤلاء الزملاء الذين كانوا يأتون إلى العمل مبكرًا في كل يوم بل ويظلون إلى بعد دوام العمل لساعات كل يوم.

أتظن أنك تستوي معهم في الأجر عند إجراء التقييم السنوي؟

وهنا بدأ الصراع مرة أخرى

"بم أجيب، وأنا لم أفق بعد من الصدمة الأولى

سبحان الله أنا لم أكن مقصرًا، إنما هو حقي وقد كنت أستغله ولم أحاول تجاوزه!!!

إن لي رخصة ومن حقي أن أستغل تلك الرخص فقد كنت في بعض الأيام مريضًا أو كانت هناك ظروف خاصة لدى أسرتي, ثم إني لم أتجاوز عدد أيام الأجازات المسموح لي بها.

ولكن ماذا عن الآخرين, ما هذه السجلات التي أراها أمامي .....

يبدو أنني الوحيد الذي كنت أترخص وأستغل حقوقي لقد كان الأَولى لي أن أضع في حسابي ذلك اليوم وذلك الموقف

أن أعلم أنه سيأتي يوم وأحاسب فيه عن تصرفاتي

لم رضيت لنفسي أن أكون في هذا الموقف!!!

لقد قنعت بالدون وها أنا الآن أجني ثمار تصرفاتي ..

يا له من موقف ...

وهنا شرد ذهني بعيدًا عن ذلك كله، حيث الآخرة, وتذكرت موقفي أمام الله عز وجل وقت تطاير الصحف وتوزيع الكتب، يا ترى ماذا سيكون في كتابي؟

هل كنت بالكاد أؤدي فرائض ربي ولا أزيد؟

ألم أسجل أية ساعات إضافية في صلاة أو زكاة أو قراءة قرآن أو أي من الطاعات التي يرضى عنها الله؟

وماذا عن الأيام التي تخلفت فيها عن صلاة الجماعة والأيام التي كنت أحضر فيها إلى الصلاة متأخرًا

هل أستطيع أن أمحو تلك العلامات من السجل؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير