[تريد أن تكون مجاب الدعوة؟ اقرأ]
ـ[ابن عمر عقيل]ــــــــ[18 - 02 - 07, 02:18 م]ـ
متى يستجاب الدعاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القريب المجيب دعوة الداعي إذا دعاه والصلاة والسلام على خير من دعاه نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد,
يتعجب بعض الناس عندما يسمع أو يقرأ أحاديث صحيحة تخبر عن أوقات إجابة الدعاء , فيتحرى هذه الأوقات بالدعاء والتضرع إلى الكريم المتعال سبحانه ثم يتشكك من صحة هذه الأخبار عند عدم تحقيق مطلوبه!!
فالأمر الذي يغيب عن هذا الصنف من الناس هو أن إجابة الدعاء حق تفضل به الله على عباده فقال تعالى {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} وقال سبحانه {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}
وقد جاء عن أبي هريرةَ رضيَ اللّهُ عنه أنَّ رسولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قال: «يَنزِلُ ربُّنا تباركَ وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدُّنيا حين يَبقى ثُلثُ الليل الآخرُ يقول: مَن يَدعوني فأستجيبَ له، مَن يسألني فأُعطِيَه، من يَستغفِرُني فأغفِرَ له».متفق عليه
وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: " وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ. فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ ".صحيح مسلم
وكذلك قوله عليه الصلاة والسلام: «الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد» صحيح خرجه أحمد وابوداود والترمذي وابن حبان وابن خزيمة
فمن تشكك في صريح القرآن وصحيح السنة فليراجع إيمانه وليطهر قلبه من الوسواس الخناس , فالواجب على المؤمن أن يوقن بعظمة هذه العبادة بل قال عليه الصلاة والسلام: " الدعاء هو العبادة " ومن أستكبر عن هذه العبادة فقد قال الله تعالى في حقه {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}
وأما الإجابة فهي قد تحصل في الحال وقد تتأخر وقد لا تحصل , ولهذا أسباب وموانع جعلها الله بيد الداعي نفسه وهذا من فضله وإحسانه , فمن أقبل على الله وأكل الحلال وتأدب في دعاءه ينال الإجابة , وأما من أساء فإنما يسيء لنفسه {وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا}.
فقد صح عنه عليه الصلاة والسلام قوله: ” ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها , قالوا: إذاً نكثر؟ قال: الله أكثر ”. مسند أحمد
يقول ابن القيم رحمه الله:
وكذلك الدعاء فإنه من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب ولكن قد يتخلف عنه أثره إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله وجمعيته عليه وقت الدعاء فيكون بمنزلة القوس الرخو جدا فإن السهم يخرج منه خروجا ضعيفا وإما لحصول المانع من الإجابة من أكل الحرام والظلم ورين الذنوب على القلوب واستيلاء الغفلة والسهو واللهو وغلبتها عليها. أهـ
فإجابة الدعاء متحققة ولا شك فيها , وإنما الذي يمنع الإجابة معاصي وآثام الداعي نفسه قال تعالى {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} وأي مصيبة في الدنيا أعظم من إعراض الله عن دعائك نعوذ بالله من ذلك.
يقول الزرقاني رحمه الله في شرحه للمؤطا:
وتخلُف الإجابة إنما هو لفقد شروط الدعاء التي منها أكل الحلال الخالص وصون اللسان والفرج. أهـ
وموانع الإجابة أهمها:
1 - الغفلة ومن أسبابها اقتراف المعاصي:
كما في جامع الترمذي من حديث أبى هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أدعو الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه ".
2 - أكل الحرام:
كما جاء في صحيح مسلم قوله صلى الله عليه وسلم: " الرَّجُلُ يُطِيلُ السَّفَرَ. أَشْعَثَ أَغْبَرَ. يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ. يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ. فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذ?لِك؟ ".
3 - ترك الدعاء عند استعجال الإجابة:
¥