ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 02 - 07, 08:48 ص]ـ
جاء فى الحديث ان ابليس لعنه الله قال يارب مازلت اغوى عبادك مادامت ارواحهم فى ابدانهم
قال الله تعالى (مازلت اغفر لهم ماداموا يستغفروننى) اوكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
وسئل الحسن البصرى عن رجل ترك الامر والنهى لانه كثير المعاصى فقال رحمه الله
0 (ود الشيطان ان يظفر بذلك منا)
اثر المستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزىء بربه غير صحيح
وعلى فرض صحته فهو محمول على من يستغفر وهو يباشر المعصيه والله تعالى اعلم
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[22 - 02 - 07, 08:55 ص]ـ
اعلم ايها الحبيب انه ما من انسان الا وله ذنوب وانه لا مفر له منها الا من عصم الله من خلقه جعلنا الله واياك منهم
ثم اعلم ان الواقع في الذنب على مراتب فمنهم الغافل الذي ختم الله على قلبه فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا فهو ساه لاه لا يتذكر حتى ولو ذكر نسأل الله العافية
ومنهم قليل الذنوب معدودها فاذا وقع في الذنب ندم وتحسر واعقبه بالحسنات والمكفرات وهو خاشع ذليل يخشى العقوبة وعدم القبول ولكنه راج لرحمة ربه موقن بانه الغفور الرحيم فهذا هو صاحب القلب الحي والنفس اللوامة والمطمئنة ايضا وهذا من علامة محبة الله للعبد فانه سبحانه اذا احب عبده جعل له زاجرا من نفسه وقلبه كما ورد في الاثر وهذا تجده في غالب اوقاته محتهدا في طاعته لربه مجتنبا لمعاصيه و هذا من اولياء الله ولا يمنع من كونه وليا لله ان يقارف الذنب في حال ولايته كما قرره شيخ الاسلام رحمه الله بل ربما وقع في الكبيرة في حال ولايته وهؤلاء هم اهل القلوب الحية جعلنا الله منهم جميعا
وبين هذين مراتب من اهل الايمان حسب ما يقوى في قلبه من الزجر وما يلقاه من تأنيب نفسه
اذا تقرر هذا فاعلم اخي ان صاحب القلب الحي تجده في عراك وسجال مع نفسه اذا دعته للذنب قبل ان يقع فيه فان كان زاجره قويا انتهى عن ماهو فيه فلم يقارف الذنب وان كان دون ذلك استمكنت منه نفسه الامارة بالسوء فاوقعته في الذنب , ثم هو اذا وقع في الذنب تحركت نفسه اللوامة فتجده يقارف الذنب وهو متردد فيحاول ان يظهر لنفسه انه كاره فيذهب يستغفر في حال المقارفة - كنوع من ارضاء الذات - كمن ينظر الى الحرام وهو يستغفر! فهذا وان كان مقصده حسنا الا انه قد وقع في حبال ابليس فاخذ يلعب به من حيث لا يدري وسبب ذلك ان للذنوب سكرة تغشي القلب فتسلبه ارادته فيصبح في قبضة الشيطان يقلبه كيف شاء حال الوقوع في المعصية - وهذا يا اخي هو المقصود بقول السلف انه كالمستهزيء بربه اي الذي يستغفر حال المقارفة للذنب ثم هو مع استغفاره لا ينتهي ولا ينزجر وليس المقصود هو الاستغفار والتوبة (بعد) الوقوع في المعصية والانتهاء منها فهذا لا يقول به احد بل هذا هو المطلوب والمامور به شرعا - ثم لاحظ قوله كالمستهزيء ولم يقل انه مستهزيء فعلا لان الفاعل لهذا في الغالب لا يفعله عن سوء قصد فيكون المقصود من هذه المقولة هو الزجر والتوبيخ ولبيان ان ذلك لا يعد استغفارا بل ولا يقبل منه وانما هو من تلبيس الشيطان عليه ومصيدة من مصائده لأن الفاعل لذلك يتوهم انه على خير فتهون في عينه المعصية فيمضي فيها ولا ينتهي
فاذا تقرر هذا فالاستغفار في هذه الحال: عبث , ووجه كونه كالاستهزاء - والله اعلم - لأنه شعيرة يجب ان تعظم فيعرف له قدره وموضعه , واما هذا فكأنه مستهين به حيث اتى به في غير موضعه فعد كالمستهزيء اذ حقيقة الاستهزاء هي السخرية والحط من قدر الشيء وانزاله في غير منزلته
وفي هذه الحال لا يقال: لا تستغفر! وانما يقال: اقلع اولا ثم استغفر , اذ لا بد للاستغفار من محل وشرط وانتفاء مانع حتى يقبل , ومحله هو القلب المقبل على الله لا المتلبس بالمعصية فتمكنت منه سكرتها , وشرطه هو الاقبال والندم , ومانعه المطلوب انتفاءه هو الكذب والمخادعة وعدم العزم على ترك المعصية
اذا تقرر هذا فليعلم اخي ان حال من ذكرت لا شك انه على خير ان شاءالله فهذا هو الواجب على العبد في كل حال وهكذا امرنا بالتسديد والمقاربة وهذه هي حال المؤمن بين الرجاء والخوف
¥