واعلم أخي أن أي سائر على درب الالتزام تهاجمه وساوس من نوع ما، فإذا علم الإنسان هذه الوساوس، واستشار أهل الخير في سبل مقاومتها، وصدق مع الله، وجاهد نفسه فهو على خير كبير.
بالنسبة لما يخفى على الناس من الفعل القبيح فهو ستر من الله، فيجمل بالمؤمن أن يشكر هذا الستر بالإقلاع عن هذا الذنب الخفي.
إن التخلص من هذه الفعال يتطلب منك ممارسة بعض السلوكيات التي -بإذن الله- تساعدك على التخلص، ومنها:
أولاً: اجتهد في الدعاء خصيصا لهذه المشكلة في كل سجدة ادعُ: اللهم نقِ قلبي من شهوة النظر المحرم.
ثانيا: اتخذ خطوة جريئة وتخلص من جميع الصور والأفلام في حوزتك، ولا تفكر في أنك ستعود إليها، بل افعل واترك المستقبل حتى يأتي؛ لأنك لو اجتهدت في التخلص منها فسوف يصعب عليك الحصول عليها مرات متكررة، واعلم أن من شروط التوبة الإقلاع عن الذنب، ومن الإقلاع عن هذا الذنب التخلص من هذه الأفلام.
ثالثا: إذا كنت تحصل على هذه الصور من مواقع على الشبكة، فأرسل الرابط فقط إلى مدينة العلوم والتقنية ليقوموا بحجبه، وهذا من أنفع الأساليب في تضييق الخناق على مصادر الصور، فإذا لم يجد الشخص الصور فماذا سيرى؟! سيضيع الوقت وهو يبحث عن موقع يرى فيه صورة ولا يجد، وبالتالي يكون حمى نفسه وغيره ممن لا يعلمهم، ولعل الله يهديه بسبب هدايتهم.
رابعا: حاول وضع الكمبيوتر في مكان بارز؛ بحيث يجتمع على النفس المانع الداخلي والمانع الخارجي، فيقل الوقت المتاح للمشاهدة، ثم بمجاهدة النفس تقلل هذه الشهوة حتى تزول بإذن الله.
خامسا: اسأل أهل الاختصاص عن كيفية زيادة المتعة مع الزوجة، فذلك يعزز وبقوة اللذة في الحياة الزوجية، بدلا من اللذة المتوهمة في النظر المحرم.
سادسا: استغل وقت فراغك في أعمال تكون بعيدة عن الكمبيوتر، بحيث لا تجد الوقت للانجرار وراء نوازع الشيطان للنظر المحرم.
سابعا: الآن الإكثار من سماع القرآن وتدبره، وسماع الأشرطة التي تشرحه لهو من أنفس وأقوى ما يزاحم هذه الشهوات.
ثامنا: حافظ على المظهر الخارجي الملتزم، لا لأن الناس ينظرون إليك، ولكن اتباعاً للسنة، وأيضا لما للمظهر الخارجي من انعكاس على الداخل، فمثلا سيجد الملتحي (اتباعاً للسنة وليس تجملا أو عادة) في إعفاء لحيته مانعاً ولو جزئيا من اقتراف بعض الآثام.
وفيما يخص تمنى العمى أو ما شابه فإن المسلم منهي عن تمني المصيبة، ومأمور بمجاهدة النفس.
أسأل الله لنا جميعا الهداية.
المجيب:
اسكندر محمد هوساوي ( http://www.islamtoday.net/questions/expert_questions_IstasharatD.cfm?id=722)
مستشار مجموعة صناع الحياة في مكة
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=117747 (http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=117747)
ـ[أبو سالم الشمري]ــــــــ[25 - 02 - 07, 04:30 ص]ـ
وهذه فتوى أخرى متعلقة بالموضوع:
السؤال: يذكر أهل العلم النظر المحرم كمثال عند ذكر الذنوب الصغائر التي يكفرها الوضوء، والصلوات الخمس، والصيام، وغيرها من الأعمال، كما ورد في (تفسير ابن كثير) في معنى اللمم، وذكره أيضاً الإمام ابن القيم في (مدارج السالكين) عند الكلام عن أنواع الذنوب وأقسامها. والسؤال: هل النظر المحرم سواء في الحكم؟ بمعنى: هل النظر إلى امرأة في السوق وغيره من الأماكن العامة كالنظر إلى الصور العارية والخليعة في التلفاز والإنترنت؟ وإذا كان الحكم يختلف، فهل النظر إلى الصور الخليعة والعارية من الكبائر؟
الجواب:
إن الله –سبحانه وتعالى- جعل العين مرآة القلب، فإذا غض العبد بصره غض القلب شهوته، وإذا أطلق العبد بصره أطلق القلب شهوته، فالنظرة تزرع في القلب الشهوة، لذلك أمر الله –سبحانه وتعالى- بغض الأبصار قبل حفظ الفروج، فقال –تعالى-: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون" [النور:30]، "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ... " الآية [النور:31].
فالنظر هو الباب الأكبر للقلب، والنظر المحرم بريد الزنا، ورائد الفجور، وداعية الفساد.
وكنت إذا أرسلت طرفك رائداً ... لقلبك يوماً أتعبتك المناظر
رأيت الذي لا كله أنت قادر ... عليه ولا عن بعضه أنت صابر
¥