تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و هذا معروف عن الشيخ فالشيخ حافظ من الحفاظ، قل أن يسأل عن حديث إلا و يسوق لك متنه كاملا، كم اندهشت من سرعة استخراجه للحديث من الكتب،؟، فإني كنت أجالس الشيخ طويلا في بيته، في مكتبته العامرة، فيدخل عليه صنوف الناس ما بين سائل و مسترشد و متحاكم إليه للإصلاح في أمور المنازعات، في الطلاق و غيره، فكان الشيخ موسوعة في استخراج الحديث من مظانه ... يمد يده إلى الكتاب فيخرج منه الحديث المسؤول عنه بسرعة عجيبة – حفظه الله -.

و كان كثيرا ما يكرر علينا مقولة بشر بن الحارث الحافي: (يا أصحاب الحديث، أدوا زكاة الحديث، قالوا: و ما زكاته؟ قال: أن تعملوا من كل مئتي حديث بخمسة أحاديث).

قلت: و هذا الأثر أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 337)، و الرافعي في التدوين (2/ 427) – و اللفظ له – و البيهقي في الشعب (1805) و هو صحيح عنه.

و لذلك كان الشيخ في بعض دروسه يشرح لنا خمسة أحاديث في مجلس واحد.

و الشيخ حفظه الله عالم مربٍّ يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، و لذلك أقبلت العامة بدمشق و غيرها من المدن عليه، حيث وجدت عنده أنس المستوحش، و حنان المربي ..

فالشيخ معروف بعلو أخلاقه و نزاهة باطنه ..

لا تسمعه يذكر أحدا بسوء أو يطعن فيه إلا مبتدعا مجاهرا مغاليا في بدعته ..

لا ترى و لا تسمع منه كلمة نابية ..

شيخنا حفظه مجمع فضائل .. كان صورة من شيخه العلامة محمد بهجة البيطار العالم السلفي التيمي رحمه الله

و قد تصدر شيخنا حلقة شيخه بعد وفاته، فصار يدرس في مسجده كتب العلم و منها التفسير و ذلك بعد صلاة الفجر من كل يوم.

شيخنا حفظه الله من المهتمين جدا بتراث شيخي الإسلام ابن تيمية و ابن القيم، و هو معروف لدى فقهاء الشام بأنه يفتي بما كان عليه شيخ الإسلام في مسائل الطلاق عدا مسألة طلاق الحائض فللشيخ فيها رأي عملي آخر، لأن فيها نظرا كبيرا يوقف عنده ..

و يذكر الشيخ عن نفسه أن من أول ما أثر في نفسه في مبتدأ الطلب كتاب الوابل الصيب لابن القيم ..

هذا و الحديث ... ستبع قريبا إن شاء الله تعال.


أبو تيمية إبراهيم16 - 08 - 2002, 06:29 PM
و شيخنا حفظه الله – سلفي صرف، يحب السلفيين و يجتمعون عنده، و هو بعد وفاة الشيخ ناصر رحمه الله - شيخ سلفيي الشام و محدثها، و يفرق عن الشيخ الألباني في طريقة الدعوة و الأسلوب المنتهج فيها ..
فقد قال هذا من يعرف الشيخين .. قالوا: إن الله جعل للشيخ عبد القادر القبول في دعوته بالشام ما لم يجعل للألباني رحمه الله .. و هذا لأن الشيخ حفظه الله كان ألين و أسهل مع المخالف ترغيبا له في الحق و الهدى، و هذا ليس مطردا مع المعاندين من أهل البدع ...
و أستطيع أن أقول – و العلم عند الله – إن الشبه بين ابن تيمية و شيخنا لكبير جدا – أعني في باب الدعوة و سبيلها – فإنك تندهش من اجتماع العامة على الشيخ عبد القادر، تماما كما يذكر أصحاب الشيخ عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله،،،
لكن الشيخ عبد القادر عندما يسأل هل أنت سلفي؟ يقول: أنا لا أقول عن نفسي إني سلفي بل لا أملك ذلك، و إنما أحاول قدر ما أستطيع أن أعمل بمنهج السلف و أقوالهم.هذا حال من هو سلفي حقيقة، فكيف حال من يدعيها و هي تفر منه؟؟؟ نسأل الله السلامة.
و فقهاء الشام مثل شيخنا الدكتور مصطفى البغا و غيره إذا جاءهم السائل في مسألة الطلاق بالثلاث، قالوا: اذهب إلى الشيخ عبد القادر، مع قولهم: إن الشيخ يفتي بهذا حسب قناعته، أخذا بالتيسير على العامة ..
و الشيخ عفيفُ اليد، لا يأخذ شيئا من أحد، بل لقد غضب ذات مرة غضبا شديدا من أحدهم لما أخرج له مالا مقابل الفتيا و أصر في هذا، ظنا من المسكين أن الشيخ كأشباه العلماء الذين عرفوا بالشام بأخذهم الأموال الكثيرة لأجل إفتائهم بإن الطلاق الثلاث بلفظ واحد أو في مجلس واحد: واحدة.
و شيخنا حفظه الله جواد كريم لم أر مثله و إن كان له نظائر – بحمد الله -، لا يرد أحدا من المحتاجين، كم و كم رأيناه يعطي طلبة العلم و ينفق عليهم، و بالأخص من الغرباء من الألبانيين و غيرهم.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير