أبو تيمية إبراهيم22 - 05 - 2004, 12:12 AM
الأخ الفاضل العوضي
و جزاكم كذلك خير الجزاء
وهذا لقاء مع شيخنا عبد القادر، أجرته مجلة الحرس الوطني، في عددها 261، و قد أجرى اللقاء: د. طارق الخويطر.
عبدالقادر الأرناؤوط شيخ المحققين في الشام:
أجرى اللقاء: د. طارق بن محمد الخويطر
هو أحد المحققين الضليعين والعلماء القديرين في الشام، الذي أنجز عدداً من الكتب المحققة في الحديث والفقه والآداب بلغت أكثر من خمسين كتاباً، فضلا عن الكتب الأخرى التي قدم لها، وقد شارك الشيخ الألباني- رحمه الله- في تحقيق كتاب (مشكاة المصابيح) للتبريزي، كما عمل مع الشيخ شعيب الأرناؤوط في عدة كتب في الحديث والفقه ...
ذلكم هو الشيخ المحقق عبدالقادر الأرناؤوط، الذي ولد بإحدى قرى إقليم كوسوفا في يوغسلافيا، وهاجر مع أهله صغيراً إلى الشام، وتلقى تعليمه منذ الصغر على يد عدد من المشايخ، وتتلمذ على يد الشيخ صبحي العطار والشيخ محمد الحلواني الكبير في دمشق- رحمهما الله تعالى.
وفي اللقاء التالي مع فضلية الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط نسمع منه الكثير عن مسيرته العلمية وجهوده التأليفيه. ومشايخه الذين تلقى العلم على يديهم منذ البداية، وذلك من منطلق تقديم القدوة الطيبة لشباب المسلمين الذين يحتاجون إلى الوقوف كثيراً أمام سير العلماء والدعاة وأصحاب العزائم العلمية والهمم الدعوية.
من كوسوفا إلى الشام
@ وقد رأينا أن نبدأ اللقاء مع فضيلة الشيخ عبدالقادر الأرناؤوط بالحديث عن سيرته الذاتية، منذ أن ولد في كوسوفا إلى أن هاجر إلى الشام، وكيف تغير اسمه من (قدري بن صوقل) إلى (عبدالقادر الأرناؤوط) حيث قال:
- ولدت في قرية فيرلا ( verla) من إقليم كوسوفا (1) في يوغوسلافيا، سنة 1928م، وكان اسمي (قدري بن صوقل الأرناؤوط) ثم أصبحت معروفاً باسم (عبدالقادر الأرناؤوط). وقد خرجت مع أهلي وأنا صغير من كوسوفا، سنة (1931م) وكان عمري وقتها ثلاث سنوات، ونشأت في دمشق الشام منذ ذلك الوقت حتى الآن، وكانت لي جولات وزيارات إلى كوسوفا، ولأني أتكلم اللغة الألبانية فكنت أخطب وأدرّس وأعظ الشعب المسلم في كوسوفا، وكانت آخر زيارة لي منذ ثلاث سنوات تقريباً.
ودرست في صغري في مدرسة ابتدائية تسمى مدرسة الإسعاف الخيري، وكانت في ذلك الوقت خمس سنوات ونلت الشهادة الإبتدائية، وقرأت على عدة مشايخ وأنا صغير.
@ كيف بدأت علاقتك بالقرآن الكريم تلاوة وحفظاً؟
- قرأت القرآن وتجويده على الشيخ صبحي العطار -رحمه الله- ثم قرأته مرة أخرى من أوله إلى آخره على الشيخ محمود فايز الديرعطاني تلميذ الشيخ محمد الحلواني الكبير في دمشق- رحمه الله- وقرأت شيئاً من علم الصرف على الشيخ سليمان غاوجي الألباني- رحمه الله- وأراد مني والدي- رحمه الله- أن أتعلم مهنة الساعات عند الساعاتي الشيخ سعيد الأحمر- رحمه الله-، وكان قد درس في الأزهر، فرضي الشيخ سعيد الأحمر أن أشتغل عنده في مهنة الساعات. ولكونه درس في الأزهر وتخرج فيه، أراد أن يمتحنني فطلب مني أن أقرأ شيئاً من القرآن، فقرأت عليه بعض الآيات، فأعجبته قراءتي، فقال لي: على من قرأت القرآن ودرست التجويد؟ فقلت له: على الشيخ صبحي العطار- رحمه الله- ثم الشيخ محمود فايز الديرعطاني تلميذ الشيخ محمد الحلواني الكبير- رحمه الله- وسألني: هل درست شيئاً من الصرف والتجويد على المشايخ، فقلت له: نعم درست شيئاً من الصرف والنحو على الشيخ سليمان غاوجي الألباني -رحمه الله.
فقال لي الشيخ: نحن الآن في شهر رمضان، من الذي يجب عليه الصيام في رمضان، ومن لا يجب عليه الصيام؟ وكنت قد حفظت بيتين من الشعر في الفقه الحنفي من الشيخ صبحي العطار وأنا صغير، فذكرتهما للشيخ الساعاتي:
وعوارض الصوم التي قد يُغتفر
للمرء فيها الفطر تسع تُستطر
حَبَل وإرضاع وإكراه سفر
مرض جهاد جوعه عطش كِبَر
فطلب مني أن أذكر معناهما، فذكرته له ففرح كثيرا وقال لي: أنت ينبغي أن تكون طالب علم، فشجعني على ذلك.
¥