وقد رواه البخاري في صحيحه من طريق زَائِدَةُ بن قُدَامَةَ قال حدثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ حدثنا أَنَسُ قال: أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ فقال: ((أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ من وَرَاءِ ظَهْرِي))
وهذا يدل على أن رواية: اعتدلوا بالمعنى ..
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، رواه ابن حبان في صحيحه (رقم402) أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ -وهو في صحيحه (رقم1548) - قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ -وهو الضحاك بن مخلد كما في رواية ابن خزيمة- قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم وورد فيه: ((فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ وَسُدُّوا الْفُرَجَ))
وهذا الحديث بهذا الإسناد مُعَلٌّ عند من يغاير بين عبدالله بن أبي بكر وبين عبدالله بن محمد بن عقيل ..
فقد رواه الإمام أحمد وأبو يعلى وغيرهما من طريق عبد اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن عَقِيلٍ عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبي سَعِيدٍ الخدري به مرفوعاً ..
قال ابن ابي حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث رواه أبو عاصم النبيل عن الثورى عن عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري عن النبي e قال ألا أدلكم على شيء يكفر الخطايا ويزيد في الحسنات وذكر الحديث في اسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وفيه واذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وسدوا الفرج واذا قال الامام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد وخير صفوف الرجال المقدم وفيه يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاحفظن ابصاركن قال أبي هذا وهم أنما هو الثوري عن ابن عقيل وليس لعبد الله بن أبي بكر معنى روى هذا الحديث عن ابن عقيل زهير وعبيد الله بن عمرو.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في اتحاف المهرة أن البزار جزم بأن عبدالله بن أبي بكر هو ابن عقيل وإنما كناه الثوري بابن أبي بكر من باب التدليس أي تدليس الشيوخ لا أكثر ..
وهو مع ذلك إسناد حسن لحال ابن عقيل ..
وقد روى البخاري ومسلم من طريق شُعْبَةَ عن قَتَادَةَ عن أَنَسٍ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ ولا يَبْسُطْ أحدكم ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ)).
وقال الإمام أحمد في المسند (3/ 274): ثنا يَزِيدُ بن هَارُونَ أنا شُعْبَةُ ثنا قَتَادَةُ عن أَنَسٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال اعْتَدِلُوا في الصَّلاَةِ وَلاَ يَبْسُطْ أحدكم ذِرَاعَيْهِ كَانْبِسَاطِ الْكَلْبِ هَكَذَا قال يَزِيدُ اعْتَدِلُوا في الصَّلاَةِ.
ثم قال: ثنا هَاشِمُ بن الْقَاسِمِ ثنا شُعْبَةُ عن قَتَادَةَ قال سمعت أَنَسَ بن مَالِكٍ يقول قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ)) فَذَكَرَهُ ..
والخلاصة أن قول الإمام للمأمومين اعتدلوا أمر مشروع، لما ورد في ذلك، ولأن: استووا بمعنى اعتدلوا ..
قال في فيض القدير (4/ 115): [(سووا صفوفكم) أي اعتدلوا فيها على سمت واحد وسدوا فرجها]
والله أعلم
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[24 - 02 - 07, 07:16 م]ـ
قال الأخ عبدالله الشافعي: [حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ إِسْمَعِيلَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ السَّائِبِ صَاحِبِ الْمَقْصُورَةِ قَالَ
صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ يَوْمًا فَقَالَ هَلْ تَدْرِي لِمَ صُنِعَ هَذَا الْعُودُ فَقُلْتُ لَا وَاللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضَعُ يَدَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ اسْتَوُوا وَعَدِّلُوا صُفُوفَكُمْ
¥