حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ الْأَسْوَدِ حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَنَسٍ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ أَخَذَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ الْتَفَتَ فَقَالَ اعْتَدِلُوا سَوُّوا صُفُوفَكُمْ ثُمَّ أَخَذَهُ بِيَسَارِهِ فَقَالَ اعْتَدِلُوا سَوُّوا صُفُوفَكُمْ
رواه ابو داود رقم573]
التعليق:
مدار إسنادهما على مصعب بن ثابت وهو ضعيف ..
ضعفه الإمام أحمد وابن معين، وقال أبو زرعة: ليس بقوي، وقال أبو حاتم: صدوق كثير الغلط ليس بالقوي.
وقال ابن معين مرة: ليس بشيء.
ومن العجيب قول ابن حبان في مشاهير علماء الأمصار (ص/138): من جلة أهل المدينة ومتقنيهم!!
===============================
ثم قال الأخ الشافعي: [وعند ابن ابى شيبة 128
8) ما قالوا في إقامة الصف (1) حدثنا أبو بكر قال: حدثنا هشيم بن بشير قال: أخبرنا حميد بن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اعتدلوا في صفوفكم فإني أراكم من وراء ظهري) قال: أنس لقد رأيت أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه ولو ذهبت تفعل ذلك لترى أحدكم كانه بغل شموس.]
التعليق:
هنا تصحفت كلمة عن إلى بن ..
فالصواب: حميد عن أنس ..
وقد رواه أيضاً: أبو يعلى في مسنده (رقم3721)،
والإسناد متصل صحيح ..
وقد رواه البخاري في صحيحه من طريق زَائِدَةُ بن قُدَامَةَ قال حدثنا حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ حدثنا أَنَسُ قال: أُقِيمَتْ الصَّلَاةُ فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ فقال: ((أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ من وَرَاءِ ظَهْرِي))
وهذا يدل على أن رواية: اعتدلوا بالمعنى ..
وله شاهد من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، رواه ابن حبان في صحيحه (رقم402) أَخْبَرَنَا ابْنُ خُزَيْمَةَ -وهو في صحيحه (رقم1548) - قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ -وهو الضحاك بن مخلد كما في رواية ابن خزيمة- قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم وورد فيه: ((فَإِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاعْدِلُوا صُفُوفَكُمْ وَسُدُّوا الْفُرَجَ))
وهذا الحديث بهذا الإسناد مُعَلٌّ عند من يغاير بين عبدالله بن أبي بكر وبين عبدالله بن محمد بن عقيل ..
فقد رواه الإمام أحمد وأبو يعلى وغيرهما من طريق عبد اللَّهِ بن مُحَمَّدِ بن عَقِيلٍ عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبي سَعِيدٍ الخدري به مرفوعاً ..
قال ابن ابي حاتم في العلل: سألت أبي عن حديث رواه أبو عاصم النبيل عن الثورى عن عبد الله بن أبي بكر عن سعيد بن المسيب عن أبي سعيد الخدري عن النبي e قال ألا أدلكم على شيء يكفر الخطايا ويزيد في الحسنات وذكر الحديث في اسباغ الوضوء في المكاره وكثرة الخطا إلى المساجد وفيه واذا قمتم إلى الصلاة فاعدلوا صفوفكم وسدوا الفرج واذا قال الامام سمع الله لمن حمده فقولوا ربنا لك الحمد وخير صفوف الرجال المقدم وفيه يا معشر النساء إذا سجد الرجال فاحفظن ابصاركن قال أبي هذا وهم أنما هو الثوري عن ابن عقيل وليس لعبد الله بن أبي بكر معنى روى هذا الحديث عن ابن عقيل زهير وعبيد الله بن عمرو.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في اتحاف المهرة أن البزار جزم بأن عبدالله بن أبي بكر هو ابن عقيل وإنما كناه الثوري بابن أبي بكر من باب التدليس أي تدليس الشيوخ لا أكثر ..
وهو مع ذلك إسناد حسن لحال ابن عقيل ..
وقد روى البخاري ومسلم من طريق شُعْبَةَ عن قَتَادَةَ عن أَنَسٍ قال: قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ ولا يَبْسُطْ أحدكم ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ)).
وقال الإمام أحمد في المسند (3/ 274): ثنا يَزِيدُ بن هَارُونَ أنا شُعْبَةُ ثنا قَتَادَةُ عن أَنَسٍ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قال اعْتَدِلُوا في الصَّلاَةِ وَلاَ يَبْسُطْ أحدكم ذِرَاعَيْهِ كَانْبِسَاطِ الْكَلْبِ هَكَذَا قال يَزِيدُ اعْتَدِلُوا في الصَّلاَةِ.
ثم قال: ثنا هَاشِمُ بن الْقَاسِمِ ثنا شُعْبَةُ عن قَتَادَةَ قال سمعت أَنَسَ بن مَالِكٍ يقول قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اعْتَدِلُوا في السُّجُودِ)) فَذَكَرَهُ ..
والخلاصة أن قول الإمام للمأمومين اعتدلوا أمر مشروع، لما ورد في ذلك، ولأن: استووا بمعنى اعتدلوا ..
قال في فيض القدير (4/ 115): [(سووا صفوفكم) أي اعتدلوا فيها على سمت واحد وسدوا فرجها]
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
¥