[وصف عام للحنابلة وذكر السبب في عدم انتشار المذهب كبقية المذاهب]
ـ[إبراهيم السعوي]ــــــــ[25 - 02 - 07, 10:34 م]ـ
من خلال القراءة في أحد كتاب المحقق الحافط ابن رجب الذي رسوخ قدمه علوم عدة كعلم الرجال والتراجم؛ حيث جمع بين الاستقصاء والتتبع والانتقاء وهذا الكتاب هو " ذيل طبقات الحنابلة " التي من خلاله أبان على إمامة مؤلفه، فهو مؤلف من إمام في هذا الباب. وقفت على ملح ونوادر عن أحمد بن حنبل وأصحابه ومذهبه، أحببت أن يقف عليها الأخوة في هذا الملتقى المبارك
• وصف عام للحنابلة، وسبب عدم انتشار المذهب الحنبلي كبقية المذاهب
قال أبو الوفاء ابن عقيل: والغالب على أحداث طائفة أصحاب أحمد العفة، وعلى مشايخهم الزهادة والنظافة.
وكتب بعضُهم إليه يقول له: صِف لي أصحابَ الإمام أحمد على ما عرفت من الإنصاف.
فكتب إليه يقول: هُم قوْم خُشُنٌ، تقَلّصتْ أخلاقهم عن المخالطة، وغلظت طباعهم عن المداخلة، وغلب عليهم الجدّ، وقلَّ عندهم الهزل، وغربتْ نفوسهم عن ذل المراءاة، وفزعوا عن الآراء إلى الروايات، وتمسكوا بالظاهر تحرّجًا عن التأويل، وغلبت عليهم الأعمال الصالحة، فلم يدققوا في العلوم الغامضة، بل دققوا في الورع، وأخذوا ما ظهر من العلوم، وما وراء ذلك قالوا: الله أعلم بما فيها، من خشية باريها. لم أحفظ على أحد منهم تشبيهًا، إنما غلبت عليهم الشناعة لإيمانهم بظواهر الآي والأخبار، من غير تأويل ولا إنكار. والله يعلم أنني لا أعتقد في الإسلام طائفة محقة، خالية من البدع، سوى من سلك هذا الطريق. والسلام.
انظر الذيل (1/ 144، 152):
• سبب عدم انتشار المذهب الحنبلي كبقية المذاهب (1/ 157):
قال أبو الوفاء ابن عقيل: هذا المذهب " أي الحنبلي " إنما ظلمه أصحابه لأن أصحاب أبي حنيفة والشافعي إذا برع واحد منهم في العلم تولى القضاء وغيره من الولايات. فكانت الولاية لتدريسه واشتغاله بالعلم. فأما أصحاب أحمد: فإنه قل فيهم من تعلق بطرفٍ من العلم إلا ويخرجه ذلك إلى التعبد والتزهد لغلبة الخير على القوم، فينقطعون عن التشاغل بالعلم.
• الرد على من قال إن أحمد بن حنبل ليس بفقيه، لكنه محدث (1/ 156):
قال أبو الوفاء ابن عقيل: ومن عجيب ما نسمعه من هؤلاء الأحداث الجهال أنهم يقولون: أحمد ليس بفقيه، لكنه مُحَدِّث. وهذا غاية الجهل لأنه قد خرج عنه اختيارات بناها على الأحاديث بناء لا يعرفه أكثرهم. وخرج عنه من دقيق الفقه ما لا تراه لأحد منهم. وذكر مسائل من كلام أحمد، ثم قال: وما يقصد هذا إلا مبتدع، قد تمزق فؤاده من خمود كلمته، وانتشار علم أحمد، حتى إن أكثر العلماء يقولون: أصلي أصلُ أحمد، وفرعي فرع فلان. فحسبك بمن يرضى به في الأصول قدوة.