تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أين كان موضع المقام في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟]

ـ[الدكتور عبدالله الوهبي]ــــــــ[26 - 02 - 07, 11:54 م]ـ

[أين كان موضع المقام في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟]

- روى أبو زرعة في العلل (896)، والبيهقي (كما في تفسير ابن كثير 1/ 418، ومسند الفاروق له 1/ 319) من طريق أبي ثابت المديني، عن عبد العزيز بن محمد، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة " أن المقام كان في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وزمان أبي بكر ملتصقاً بالبيت، ثم أخره عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -.

وقال أبو زرعة: لا يروونه عن عائشة، إنما يروونه عن هشام، عن أبيه فقط.

- وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة 1/ 455 ح998 عن يعقوب بن حميد بن كاسب، عن الدراوردي به مختصراً، ولفظه: " أن المقام كان في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سقع البيت " وزاد: وقال بعض المكيين: كان بين المقام وبين الكعبة ممر العنز.

وقد شك في وصله بذكر عائشة، فقال: أُراه عن عائشة.

- وأخرجه الأزرقي في أخبار مكة 2/ 35.

والفاكهي في أخبار مكة - أيضاً - 1/ 456 ح1000.

وابن أبي حاتم في التفسير 1/ 226 ح1200 عن أبيه.

ثلاثتهم (الأزرقي، والفاكهي، وأبو حاتم) عن محمد بن أبي عمر، عن سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً في رواية الأزرقي والفاكهي، وفي أوله عندهما قصة، وهي: عن سفيان، عن حبيب بن أبي الأشرس قال: كان سيل أم نهشل قبل أن يعمل عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- الردم بأعلى مكة، فاحتمل المقام من مكانه، فلم يدرِ أين موضعه، فلما قدم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - مكة سأل: من يعلم موضعه؟ فقام المطلب بن أبي وداعة السهمي فقال: أنا يا أمير المؤمنين، قد كنت قدرته وذرعته بمقاطٍ وتخوفت هذا عليه، من الحِجْر إليه، ومن الركن إليه، ومن وجه الكعبة، قال: ائت به. فجاء به فوضعه في موضعه هذا وعمل الردم عند ذلك.

قال سفيان: فذلك الذي حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه قال: إن المقام كان عند سقع البيت، فأما موضعه الذي هو موضعه فموضعه الآن، وأما ما يقول الناس إنه كان هناك فلا، وذكر عمرو بن دينار نحو حديث ابن أبي الأشرس هذا لا أميز أحدهما من صاحبه. اهـ.

فهذا لفظ الأزرقي، والفاكهي عن ابن أبي عمر، وأما أبو حاتم فلم يذكر هذه القصة، وقد جعله من قول ابن عيينة، ولفظه: قال سفيان: كان المقام في سقع البيت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحوله عمر إلى مكانه بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعد قوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} [من الآية رقم 125 من سورة البقرة] قال: ذهب السيل به بعد تحويل عمر إياه من موضعه هذا، فرده عمر إليه، وقال سفيان: لا أدري كم بينه وبين الكعبة قبل تحويله، قال سفيان: لا أدري أكان لاصقاً بها أم لا.

وسبق الاختلاف في هذا الحديث على هشام بن عروة على وجهين:

الوجه الأول: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، وهذه رواية الدراوردي، وقد رواه عنه أبو ثابت المديني، ويعقوب بن حميد إلا أن يعقوب شك في وصله.

الوجه الثاني: عن هشام بن عروة، عن أبيه مرسلاً، وهذه رواية ابن عيينة.

وظاهر عبارة أبي زرعة أن الوجه الثاني هو المشهور عن هشام، وأن الوجه الأول خطأ، ويؤيد هذا القول أمران:

أولهما: أن ابن عيينة أثبت وأتقن من الدراوردي، وهذا أمر ظاهر.

ثانيهما: أن الدراوردي قد اختلف عليه، فرواه عنه أبو ثابت ولم يشك في وصله ورواه عنه يعقوب بن حميد وشك في وصله، وهذا يدل على أن وصل هذا الحديث غير مجزوم به حتى في رواية الدراوردي، وهذه قرينة قوية في ترجيح المرسل، فلعل الدراوردي كان يحدث به من حفظه فأخطأ في وصله.

وبهذا يتضح أن تصحيح بعض المتأخرين من الأئمة لهذا الحديث فيه نظر، كالحافظ ابن كثير، فإنه قال: هذا إسناد صحيح (تفسيره 1/ 418، ومسند الفاروق 1/ 319) والحافظ ابن حجر حيث ذكر أنه سند قوي، (الفتح 8/ 19) وتبعهما العلامة المعلمي اليماني (كما في مقام إبراهيم ص74).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير