تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

من خرج منه الريح ولم يسمع صوتاً أو يجد رائحة

ـ[أبو الحسن السكندري]ــــــــ[01 - 03 - 07, 07:54 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

إخواني أعضاء الملتقى، وخاصة طلبة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله، أو من لديهم الفرصة للقائه أو السماع منه، هل يشترط سماع الصوت، وشم الرائحة للانصراف من الصلاة، هل من خرج منه الريح بدون صوت أو رائحة لا يخرج من الصلاة، وصلاته صحيحة. هذا ما فهمته من كلام الشيخ، حفظه الله، وإليكم بعض النقول من دروس الشيخ، من موقعه، وكما تعلمون لا يستقبل الشيخ أي أسئلة عبر البريد الإلكتروني وليس عندي هاتف الشيخ حتى أسأله، لذا أعرض الأمر على إخواني:

1 - من دروس الترمذي بَاب مَا جَاءَ أَنَّ مِفْتَاحَ الصَّلَاةِ الطُّهُورُ (لم يراجع من قبل الشيخ)

السؤال الأول:

ماحكم من يخالجهم من شعور بانتقاض وضوئهم،فهل هذا من وسوسة الشيطان وحكمه كما في حديث زيد بن عاصم في شكواه إلى رسول الله- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -؟

الجواب:

بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن وآلاه أما بعد:

فمن وجد في نفسه أنه خرج منه مايوجب انتقاض وضوئه فإنه لا يخلومن حالتين:

إما أن يجد علامة على الخروج، وإما ألا يجد علامة على ذلك، فإن لم يجد علامة فإنه يبقى على الحكم بكونه متوضئاً ولايلتفت إلى هذا الحديث والوسوسة؛ لأنه من الشيطان ففي الصحيح من حديث عبدالله بن زيد - t وأرضاه – قال شُكِىَ إلى النبي- r- الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في الصلاة فقال- r- : (( لاينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا)) فلو أن إنسانا وجد حركة في بطنه فلايخلو من حالات:

الحالة الأولى: أن يجد الحركة ولايسمع صوتاً ولايجد ريحاً، ففي هذه الحالة يحكم بكونه متوضئاً وصلاته صحيحة ولو قويت الحركة وسمع الصوت من بطنه ولم يسمعه من الموضع.

الحالة الثانية:أن يسمع الصوت من الموضع فإذا سمع الصوت فإنه لايخلو من حالتين:

إما أن أن يكون معه من يشك في أنه هو المحدث ولايجزم بحدث نفسه أو يكون وحيداً فريداً، فإذا سمع الصوت وهو وحيد فريد حكم بانتقاض وضوئه وجهاً واحداً:

أما لو كان مع غيره وَشَكَّ هل هذا الصوت خرج منه أو من غيره فإنه يبقى على اليقين من كونه متوضئاً حتى يجزم بأن الخارج منه؛ لأنه على يقين من الطهارة وهذا الصوت يشك من خروجه فإذا لم يجد الحركة في الموضع فإنه قرينة إلى انصرافه إلى الغير، ولكن في هذه الحالة لايجوز له أن يأتم بهذا الغير الذي اتهمه بخروج الخارج منه.

الحالة الثالثة: أن يجد الريح ولايسمع الصوت فإذا وجد الريح لا يخلو أيضاً من ضربين:

إما أن يجد الريح وهو وحيد بحيث يحزم بكونه خارجاً من نفسه فحينئذ لا إشكال ويحكم بانتقاض وضوئه، أو يجد الريح ومعه الغير ويشك في خروج الريح من الغير فإنه يبقى على كونه متوضئاً حتى يجزم بأن هذا الريح قد خرج منه، ولايجوز له أن يأتم بهذا الغير فالأصل فيه أنه متوضئ، ولو فرضنا أن ظنه هذا باطل وأنه هو الذي أحدث فإن الله يقبل صلاته ويجزئه هذا الفعل ولايأثم؛ لأن الشرع علق الأمر على وجود اليقين واليقين وغالب الظن غير موجود فصلاته صحيحة ومجزئه، والله تعالى أعلم.

2 - من دروس الترمذي بَاب مَا جَاءَ فِي النَّضْحِ بَعْدَ الْوُضُوءِ"و"بَاب مَا جَاءَ فِي إِسْبَاغِ الْوُضُوءِ " (لم يراجع من قبل الشيخ)

السؤال الثالث:

إذا كنت في الصلاة وتيقنت بخروج الريح و لكن لم أسمع صوتاً و لم أشم ريحاً، فماذا أفعل .. ؟؟

الجواب:

لست بمتيقن إذ لو كنت متيقناً لما قال-عليه الصلاة والسلام-: ((لا ينصرف حتى يسمع صوتاً أو يجد ريحاً)) هذا ليس بيقين؛ وإنما هو عبث من الشيطان ولو فرضنا أنه خرج منك ريح بالفعل ولم تشمه ولم تسمع الصوت فصلاتك صحيحة فكما أن المستحاضة يجري معها الدم والشرع يصحح صلاتها مع جريان الدم للعذر، كذلك أنت معذور بحكم الشرع و صلاتك صحيحة فلا يلبس الشيطان عليك ويقول لك أنت على يقين لوجود الحركة، و الله تعالى أعلم.

3 - من دورس الترمذي تابع بَاب مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مِنَ الرِّيحِ "و"بَاب مَا جَاءَ فِي الْوُضُوءِ مِنَ النَّوْمِ " (لم يراجع من قبل الشيخ)

فقد ذكر المصنف-رحمه الله-حديث أبي هريرة-1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وأرضاه-، وهذا الحديث في حكم الحديث الذي تقدم معنا، وذلك أن الأصل في شريعة الإسلام الرجوع إلى اليقين؛ والإنسان إذا شك هل خرج منه شيء أولم يخرج منه شيء؟ فإنه ينبغي عليه أن يبقى على الأصل، ولذلك قرر العلماء القاعدة الشرعية المشهورة التي تقول "الأصل بقاء ماكان على ماكان"، فمن توضأ واستيقن أنه متوضىء فإنه إذا شك هل خرج منه الريح أو لم يخرج فإنه ينبغي عليه أن يبقى على الأصل، وبهذا تندفع الواسوس الشيطانية والخطرات الإنسانية التي تكون في نفس الإنسان؛ حيث إن المسلم إذا توضأ فإن الشيطان لايتركه، ولذلك يوسوس له في خروج الريح، وقد رد النبي- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - الأمة إلى اليقين، وذلك بأمرين واضحين بينين على الحدث:

الأمرالأول: خروج الريح ووجودها. والأمرالثاني: سماع الصوت.

فمن لم يسمع الصوت، ولم يشم الرائحة فإنه يحكم بأنه متوضىء، ولوشككت في خروج الريح ثم صليت وأنت على يقين بأنك متوضىء فإن صلاتك صحيحة، ولو كان الإنسان خرج منه الريح ثم لم يسمع الصوت ولم يجد الرائحة فصلى وهو منتقض الوضوء لكنه لم يسمع الصوت ولم يجد الريح فصلاته تعتبرصلاة شرعية معتبرة لايطالب بقضائها، وهذا كله من رحمة الله- I- وإحسانه إلى عباده، ولو أننا تعبدنا بالوساوس والخطرات، لكان في ذلك من المشقة والحرج ما الله به عليم، فالحمد لله على رحمته وجميل إحسانه ولطفه بعباده.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير