قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الفتح: وَدَلَّ حَدِيث الْبَاب عَلَى صِحَّة الصَّلَاة مَا لَمْ يَتَيَقَّن الْحَدَث، وَلَيْسَ الْمُرَاد تَخْصِيص هَذَيْنِ الْأَمْرَيْنِ بِالْيَقِينِ؛ لِأَنَّ الْمَعْنَى إِذَا كَانَ أَوْسَع مِنْ اللَّفْظ كَانَ الْحُكْم لِلْمَعْنَى قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ.اهـ كلامه رحمه الله
قال المناوي رحمه الله في فيض القدير: (إن الشيطان ليأتي أحدكم وهو في صلاته فيأخذ بشعرة من دبره فيمدها فيرى) أي يظن المصلي (أنه أحدث) بخروج ريح من دبره فإذا وقع ذلك (فلا ينصرف) من صلاته أي لا يتركها ليتطهر ويستأنف (حتى يسمع صوتا) أي صوت ريح يخرج منه (أو يجد ريحا) أو يشم رائحة خرجت منه وهذا مجاز عن تيقن الحدث لأنها سبب للعلم به فالمدار على تيقن الحدث بذلك أو بغيره ولا يشترط السماع والشم بإجماع المسلمين كما في الديباج لأنه قد يكون أصم أو أخشم فذكر ذلك إنما هو جري على الغالب أو خروج على سؤال. اهـ كلامه رحمه الله
قال أبو يحيى الْأَنْصَارِيُّ الشَّافِعِيُّ في أسنى المطالب معلقا على حديث الباب: وَالْمُرَادُ الْعِلْمُ بِخُرُوجِهِ لَا سَمْعِهِ وَلَا شَمِّهِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ حَصْرُ النَّاقِضِ فِي الصَّوْتِ وَالرِّيحِ بَلْ نَفْيُ وُجُوبِ الْوُضُوءِ بِالشَّكِّ فِي خُرُوجِ الرِّيح. ِ اهـ كلامه رحمه الله.
فتوى اللجنة الدائمة:
الفتوى رقم 10450
س: هل كل ما يطلع من الإنسان من رائحة مبطلة (أنا أعرف أنها مبطلة) لكن السؤال متى تكون مبطلة أي هل هي مبطلة عند الصوت والشم والحس معا أم عند الصوت والشم ولا يدخل معها الإحساس؟ أرجو أن تبينوا لي هذه المسألة وفقك الله تعالى ولأن الأمر اختلط علي.
جـ: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه .. وبعد:
أن ما ذكرته من نواقض الوضوء إذا تيقن على أنه خرج منه شيء بسماع صوت أو وجود رائحة أو غير ذلك مما يحصل به تيقن خروج الحدث لقول النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن الرجل يجد الشيء في الصلاة قال: صحيح البخاري الوضوء (175) ,سنن أبو داود الطهارة (176). لا ينصرف حتى يسمع صوتا أو يجد ريحا متفق على صحته.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز.اهـ
هذا وإن تيسر للإخوة مراجعة فضيلة الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله فسيكون ذلك أحسن وأقوم والعلم عند الله سبحانه وتعالى.
ـ[أبو الحسن السكندري]ــــــــ[03 - 03 - 07, 11:21 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي محمد بن سليمان، وكل من شارك من الإخوة.
فلقد فهمت أنا أيضاً أن هذا مذهب الشيخ - وقد أكون مخطئاً في فهمي - وأردت أن أستوثق، خاصة وأن الشيخ ذكر ذلك كما نقلت في دروس زاد المستقنع، وكذلك في شرح سنن الترمذي.
وهو رأي ربما يكون له وجاهته، إن صح هذا الفهم عن الشيخ، خاصة مع حديث الترمذي، الذي ذكر الشيخ بمناسبته هذا الكلام ألا وهو:
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي الْمَسْجِدِ فَوَجَدَ رِيحًا بَيْنَ أَلْيَتَيْهِ فَلَا يَخْرُجْ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ وَعَلِيِّ بْنِ طَلْقٍ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَابْنِ مَسْعُودٍ وَأَبِي سَعِيدٍ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ وَهُوَ قَوْلُ الْعُلَمَاءِ أَنْ لَا يَجِبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ إِلَّا مِنْ حَدَثٍ يَسْمَعُ صَوْتًا أَوْ يَجِدُ رِيحًا و قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ إِذَا شَكَّ فِي الْحَدَثِ فَإِنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْوُضُوءُ حَتَّى يَسْتَيْقِنَ اسْتِيقَانًا يَقْدِرُ أَنْ يَحْلِفَ عَلَيْهِ وَقَالَ إِذَا خَرَجَ مِنْ قُبُلِ الْمَرْأَةِ الرِّيحُ وَجَبَ عَلَيْهَا الْوُضُوءُ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَإِسْحَقَ
فهذا الحديث لم يشر فيه إلى الشك أو التخيل كالرويات الأخرى. مجرد ملاحظة، والله أعلى وأعلم.
ـ[طالب شريف]ــــــــ[03 - 03 - 07, 11:30 م]ـ
¥