تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حكم جعل الأذان والآيات القرآنية نغمة في الهاتف النقال]

ـ[الظافر]ــــــــ[02 - 03 - 07, 07:49 م]ـ

حكم جعل الأذان والآيات القرآنية نغمة في الهاتف النقال: الذي يظهر لي – والله تعالى أعلم – أن هذا لا يجوز فعله لأسباب منها:

1 - جاءت الشريعة بالأمر بتعظيم شعائر الله – تعالى –، وهذه من القواعد المقررة شرعاً، قال تعالى: {ذلك وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]. ويقول تعالى {ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} [الحج:30].

قال الإمام القرطبي – رحمه الله تعالى – في تفسيره (12/ 56): (الشعائر جمع شعيرة، وهو كل شيء لله – تعالى - فيه أمر أشعر به وأعلم ... فشعائر الله أعلام دينه لا سيما ما يتعلق بالمناسك ... ).

وقال الشوكاني في فتح القدير (3/ 646): (فشعائر الله أعلام دينه).

ولا يشك أحد أن القرآن الكريم، والأذان من أعظم شعائر هذا الدين وأعلامه التي يجب أن تصان من أن تكون نغمة هاتف سواءً كان للتذكير، أو للإشعار والتنبيه.

2 - إن الله - عز وجل - أنزل القرآن الكريم ليتعبد الناس به، ويتخذه الناس في عباداتهم لا ليجعل نغمات للهاتف، أو يعلق على الحيطان للزينة وغير ذلك.

3 - يظهر أن في جعل الآيات القرآنية، والأذان امتهان لهما، لأن صاحب الهاتف النقال لا يتحكم في زمن ومكان تلقي اتصالاته، ورنة هاتفه، فقد يتلقى رنة هاتفه وهو في المرحاض، وهذا أمر يرفع كلام الله، وشعائر دينه عنه.

بل الأدهى والأمر إذا كان الهاتف في جيب الإنسان وهو قاعد عليه، أو في جيب سراويله الخلفية فمن أين يأتي صوت الأذان والقرآن؟!! إنه لأمر كبار.

4 - ومن القواعد المتقررة عند أهل العلم أن كلام الله – عز وجل - مقدس ومحترم وينبغي التأدب عند سماعه كما قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأعراف:204]، قال العز بن عبد السلام – رحمه الله تعالى - في (فتاويه ص:485 - 486): (الاستماع للقرآن والتفهم لمعانيه من الآداب المشروعة المحثوث عليها)؛ وقال جلال الدين السيوطي – رحمه الله تعالى - في (الإتقان1/ 145): (يسن الاستماع لقراءة القرآن، وترك اللغط والحديث بحضور القراءة، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}).

فأي تأدب مع القرآن حين يجعل تنبه للهاتف؟!!

وأما الأذان فمن أحكامه وآدابه الترديد وحسن الاستماع فعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ «إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ».أخرجه البخاري (611)، ومسلم (874).

وعبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ». أخرجه مسلم (875)، وله أصل في البخاري.

وأي متابعة وترديد وتأدب معه هنا؟!!

5 - إن من الأسباب التي تمنع جعل مثل هذه النغمات جائزة أن الإنسان عندما يرن عليه هاتفه يبادر بالرد على المكالمة الهاتفية فيقطع الآية، والأذان، فلم يترك الآية والأذان تتم، فيخشى أن يكون قدم كلام الناس على كلام الله - عز وجل -.

6 - من القواعد المقررة أن الأذان مؤقت بوقت، ولا يجوز تقديمه على وقته، ولا تأخيره عن وقته إلا بعذر شرعي فعن مالك بن الحويرث – رضي الله عنه – النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم – قَالَ: «إِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا» أخرجه البخاري (658)، ومسلم (1570)؛ فكيف يجعل في الهاتف يؤذن كل حين وآن؟!!.

7 - ألفاظ الأذان ألفاظ شرعية جعلها الله في أماكن مخصوصة فكيف تجعل نغمات للهاتف؟!!.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير