[أن الأمثال تضرب لصحة المعاني]
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[02 - 03 - 07, 09:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا.
ثم اما بعد ..
إن من الشعر لحكمة
عن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
قال الشيخ الألباني: صحيح سند الحديث
إن من البيان لسحرا أو إن بعض البيان لسحر
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال الشيخ الألباني: صحيح سند الحديث:
وحكى الحسن بن محمد، قال:
قال أحمد بن أبي داؤد: ما رأيت رجلاً قط نزل به الموت، وعاينه، فما أدهشه، ولا أذهله، ولا أشغله عما كان أراده، وأحب أن يفعله، حتى بلغه، وخلصه الله تعالى من القتل، إلا تميم بن جميل الخارجي، فإنه كان تغلب على شاطئ الفرات، فأخذ، وأتي به إلى المعتصم بالله.
فرأيته بين يديه، وقد بسط له النطع والسيف، فجعل تميم ينظر إليهما، وجعل المعتصم يصعد النظر فيه، ويصوبه.
وكان تميم رجلاً جميلاً، وسيماً، جسيماً، فأراد المعتصم أن يستنطقه، لينظر أين جنانه ولسانه، من منظره ومخبره.
فقال له المعتصم: يا تميم، تكلم، إن كان لك حجة أو عذر فابده.
فقال: أما إذ أذن أمير المؤمنين بالكلام ...
فأقول: الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه، وقد خلق الإنسان من طين، ثم جعل نسله من سلالة من ماء مهين، يا أمير المؤمنين، جبر الله بك صدع الدين، ولم شعث المسلمين، وأخمد بك شهاب الباطل، وأوضح نهج الحق، إن الذنوب تخرس الألسنة، وتعمي الأفئدة، وأيم الله، لقد عظمت الجريرة، وانقطعت الحجة، وكبر الجرم، وساء الظن، ولم يبق إلا عفوك، أو انتقامك، وأرجو أن يكون أقربهما مني وأسرعهما إلي، أولاهما بإمامتك، وأشبههما بخلافتك، وأنت إلى العفو أقرب، وهو بك أشبه وأليق، ثم تمثل بهذه الأبيات:
أرى الموت بين السيف والنطع كامناً
يلاحظني من حيثما أتلفّت
وأكبر ظنّي أنّك اليوم قاتلي
وأيّ امرئ مما قضى اللّه يفلت
ومن ذا الذي يدلي بعذرٍ وحجّةٍ
وسيف المنايا بين عينيه مصلت
يعزّ على الأوس بن تغلب موقفٌ
يهزّ عليّ السيف فيه وأسكتْ
وما جزعي من أن أموت وإنّني
لأعلم أنّ الموت شيء موقّت
ولكنّ خلفي صبية قد تركتهم
وأكبادهم من حسرة تتفتّت
كأنّي أراهم حين أنعى إليهم
وقد خمشوا حرّ الوجوه وصوّتوا
فإن عشت عاشوا سالمين بغبطة
أذود الأذى عنهم وإن متّ موّتوا
فكم قائل لا يبعد اللّه داره
وآخر جذلان يسرّ ويشمت
قال: فتبسم المعتصم ..
ثم قال: أقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من البيان لسحراً.
ثم قال: يا تميم كاد والله أن يسبق السيف العذل، إذهب، فقد غفرت لك الهفوة، وتركتك للصبية، ووهبتك لله ولصبيتك.
ثم أمر بفك قيوده، وخلع عليه، وعقد له على ولاية على شاطئ الفرات، وأعطاه خمسين ألف دينار.
الفرج بعد الشدة
يتبع ان شاء الله ..