تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[هل الأصل في أفعال الصلاة الوجوب وهل هناك دليل للتفريق بين المسنون والواجب في الصلاة؟]

ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[04 - 03 - 07, 01:43 ص]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:

درج الفقهاء على تقسيم الصلاة إلى واجبات ومسنونات ..

فهل هذا التقسيم له مستند شرعي أم أن كل ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله وداوم عليه واجب ويدخل تحت قول النبي صلى الله عليه وسلم: صلوا كما رأيتموني أصلي.

وهنا أطرح ما وقفت عليه من أقوال العلماء وأدع المجال الحوار:

أولا: تقسيم أفعال الصلاة إلى سنة وفرض قد أنكره بعض كبار العلماء

قال ابن رجب الحنبلي في كتابه فتح الباري (5

34): وأنكر أحمد أن يسمى شيء من أفعال الصلاة وأقوالها سنة وجعل تقسيم الصلاة إلى سنة وفرض بدعة وقال: كل ما في الصلاة واجب وإن كانت الصلاة لا تعاد بترك بعضها.

وكذلك أنكر مالك تقسيم الصلاة إلى فرض وسنة ..

وكذلك ذكر الآبري في مناقب الشافعي بإسناده عن الواسطي قال سمعت الشافعي يقول: كل أمور الصلاة عندنا فرض.

وقال أيضا: قرأت عن الحسين بن علي قال سئل الشافعي عن فريضة الحج قال: الحج من أوله إلى آخره فرض فمنه ما إن تركه بطل حجه , فمنه الإحرام ومنه الوقوف بعرفات ومنه الإفاضة .. .

2 - الأصل في أفعال الصلاة التي داوم النبي صلى الله عليه وسلم عليها أنه واجبة وتدخل تحت أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: صلوا كما رأيتموني أصلي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وأما سؤال السائل عن المواظبة على ما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته وعادته هل هي سنة؟ أم تختلف باختلاف أحوال الراتبين؟ فيقال: الذي نحن مأمورون به هو طاعة الله ورسوله فعلينا أن نطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أمرنا به فإن الله قد ذكر طاعته في أكثر من ثلاثين موضعا من كتابه فقال تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وقال: {وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله}

وقد أوجب السعادة لمن أطاعه بقوله: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} وعلق السعادة والشقاوة بطاعته ومعصيته في قوله: {ومن يطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وذلك الفوز العظيم * ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين}

وكان صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته: [من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولن يضر الله شيئا] وجميع الرسل دعوا إلى عبادة الله وتقواه وخشيته وإلى طاعتهم كما قال نوح عليه السلام: {أن اعبدوا الله واتقوه وأطيعون} وقال تعالى: {ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون} وقال كل من نوح والنبيين: {فاتقوا الله وأطيعون}

وطاعة الرسول فيما أمرنا به هو الأصل الذي على كل مسلم أن يعتمده وهو سبب السعادة كما أن ترك ذلك سبب الشقاوة وطاعته في أمره أولى بنا من موافقته في فعل لم يأمرنا بموافقته فيه باتفاق المسلمين , ولم يتنازع العلماء أن أمره أوكد من فعله فإن فعله قد يكون مختصا به وقد يكون مستحبا وأما أمره لنا فهو من دين الله الذي أمرنا به , ومن أفعاله ما قد علم أنه أمرنا أن نفعل مثله كقوله: [صلوا كما رأيتموني أصلي] وقوله: لما صلى بهم على المنبر: [إنما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي] وقوله لما حج: [خذوا عني مناسككم.

الفتاوى الكبرى (2

153)

وهذا مذهب الحنابلة ولذلك أوجبوا أذكار الركوع والسجود وتكبيرات الانتقال استنادا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:صلوا كما رأيتموني أصلي

قال ابن قدامة:والمشهور عن أحمد أن تكبير الخفض والرفع وتسبيح الركوع والسجود وقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد وقول ربي اغفر لي بين السجدتين والتشهد الأول - واجب وهو قول إسحاق و داود وعن أحمد أنه غير واجب وهو قول أكثر الفقهاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعلمه المسيء في صلاته ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة ولأنه لو كان واجبا لم يسقط بالسهو كالأركان.

ولنا: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به وأمره للوجوب وفعله وقال: [صلوا كما رأيتموني أصلي] ...

المغني (1

353)

وقال شيخ الإسلام: وكذلك التشهد الأول يجب مع الذكر عند مالك وأحمد فإذا تركه عمدا بطلت صلاته وتسبيح الركوع والسجود كذلك أيضا عند أحمد وغيره وكذلك التكبير تكبير الانتقال فمذهب مالك من ترك من ذلك ثلاثا عمدا أعاد الصلاة ومذهب أحمد مشهور عنه مطلقا , وما يذكره أصحاب أحمد في مسائل الخلاف إن إيجاب هذه الأذكار من مفردات أحمد عن الثلاثة فذلك لأن أصحاب مالك يسمون هذه سننا , والسنة عندهم قد تكون واجبة إذا تركها أعاد هذه من ذلك فيظن من يظن أن السنة عندهم لا تكون إلا لما يجوز تركه وليس كذلك.

مجموع الفتاوى (22

381)

3 - فعليه فهل من دليل يدل على تقسيم الصلاة إلى واجب ومسنون وهل يقال بعد ذلك أن أفعال الصلاة وأقوالها التي واظب عليها النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته أنها سنة كالتشهد الأوسط وأذكار الركوع والسجود وتكبيرات الانتقال ودعاء الاستفتاح وغير ذلك مما واظب عليه النبي صلى الله عليه وسلم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير