تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- ومن ذلك تعيين هذه الفرق فإنه وإن كان حقا فقد يثير فتنة كما تبين تقريره فيكون من تلك الجهة ممنوعا بثه.

- ومن ذلك علم المتشابهات والكلام فيها فإن الله ذم من اتبعها فإذا ذكرت وعرضت للكلام فيها فربما أدى ذلك إلى ما هو مستغنى عنه وقد جاء فى الحديث عن علي: " حدثوا الناس بما يفهمون أتريدون أن يكذب الله ورسوله " وفى الصحيح عن معاذ أنه عليه الصلاة والسلام قال: " يا معاذ تدرى ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله " الحديث إلى أن قال: قلت: يا رسول أفلا أبشر الناس قال: لا تبشرهم فيتكلوا " وفى حديث آخر عن معاذ فى مثله قال: يا رسول الله أفلا أخبر بها فيستبشروا فقال إذا يتكلوا قال أنس فأخبر بها معاذ عند موته تأثما " ونحو من هذا عن عمر بن الخطاب مع أبى هريرة أنظره فى كتاب مسلم والبخاري فإنه قال فيه عمر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أبعثت أبا هريرة بنعليك من لقي يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا به قلبه بشره بالجنة قال: نعم قال: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهم يعملون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فخلهم "

وحديث ابن عباس عن عبد الرحمن بن عوف قال:" لو شهدت أمير المؤمنين أتاه رجلا فقال:

إن فلانا يقول لو مات أمير المؤمنين لبايعنا فلانا فقال عمر: لأقومن العشية فأحذر هؤلاء الرهط الذين يريدون يغضبونهم قلت: لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس ويغلبون على مجلسك فأخاف أن لا ينزلها على وجهها فيطيروا بها كل مطير وأمهل حتى تقدم المدينة دار الهجرة ودار السنة فتلخص بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين والأنصار ويحفظوا مقالتك وينزلوها على وجهها فقال: والله لأقومن فى أول مقام أقومه بالمدينة الحديث.

ومنه حديث سلمان مع حذيفة وقد تقدم.

- ومنه أن لا يذكر للمبتدئ من العلم ما هو حظ المنتهى بل يربي بصغار العلم قبل كباره وقد فرض العلماء مسائل مما لا يجوز الفتيا بها وإن كانت صحيحة فى نظر الفقه كما ذكر عز الدين بن عبد السلام فى مسألة الدور فى الطلاق لما يؤدى إليه من رفع حكم الطلاق بإطلاق وهو مفسدة.

- من ذلك سؤال العوام عن علل مسائل الفقه وحكم التشريعات وإن كان لها علل صحيحة وحكم مستقيمة ولذلك أنكرت عائشة على من قالت: لم تقضى الحائض الصوم ولا تقضى الصلاة وقالت لها: أحروية أنت؟ " وقد ضرب عمر بن الخطاب صبيغا وشرد به لما كان كثير السؤال عن أشياء من علوم القرآن لا يتعلق بها عمل وربما أوقع خيالا وفتنة وإن كان صحيحا وتلا قوله تعالى: {وفاكهة وأبا} فقال: هذه الفاكهة فما الأب؟ ثم قال: ما أمرنا بهذا إلى غير ذلك مما يدل على أنه ليس كل علم يبث وينشر وإن كان حقا وقد أخبر مالك عن نفسه أن عنده أحاديث وعلما ما تكلم فيها ولا حدث بها وكان يكره الكلام فيما ليس تحته عمل وأخبر عمن تقدمه أنهم كانوا يكرهون ذلك فتنبه لهذا المعنى.

وضابطه أنك تعرض مسألتك على الشريعة فإن صحت فى ميزانها فانظر فى مآلها بالنسبة إلى حال الزمان وأهله فإن لم يؤد ذكرها إلى مفسدة فاعرضها فى ذهنك على العقول فإن قبلتها فلك أن تتكلم فيها إما على العموم ان كانت مما تقبلها العقول على العموم وإما على الخصوص إن كانت غير لائقة بالعموم وإن لم يكن لمسألتك هذا المساغ فالسكوت عنها هو الجاري على وفق المصلحة الشرعية والعقلية).

ـ[أبو ذر الفاضلي]ــــــــ[06 - 03 - 07, 10:07 م]ـ

أحسنت باختيار قول الشاطبي للإجابة عن الموضوع.

ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[07 - 03 - 07, 02:29 ص]ـ

وقال أبن كثير في تفسيره (1/ 201)

((إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون))

يعنى دواب الأرض ورواه ابن ماجه عن محمد بن الصباح عن عامر بن محمد به وقال عطاء بن أبى رباح كل دابة والجن والإنس وقال مجاهد إذا أجدبت الأرض قال البهائم هذا من أجل عصاة بني آدم لعن الله عصاة بني آدم وقال أبو العالية والربيع بن أنس وقتادة ويلعنهم اللاعنون يعنى تلعنهم ملائكة الله والمؤمنون وقد جاء في الحديث أن العالم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر وجاء في هذه الآية أن كاتم العلم يلعنه الله والملائكة والناس أجمعون واللاعنون أيضا وهم كل فصيح وأعجمي إما بلسان المقال أو الحال.أنتهى

قال ابن المبارك: إذا كتم العالم علمه ابتلي إما بموت القلب أو ينسى أو يتبع السلطان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((إذا ظهرت البدع في أمتي وشتم أصحابي فليظهر العالم علمه فإن لم يفعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))

رواة أبو بكر الآجر ي في الشريعة

وأبو عمر الداني في السنن الواردة في الفتن

والربيع في مسنده (1/ 365)

والديلمي في الفردوس (1/ 321)

قال السيوطي في الدر المنثور (2/ 402)

والخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي (2/ 118)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير