تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:04 ص]ـ

حكم الإيثار بالقرب

جزء من محاضرة: (الأخوة الإيمانية وأثرها في حياة السلف) للشيخ:

(عائض القرني).

السؤال: ذكرتم أن من علامات الأخوة الإيثار، فهل يجوز الإيثار بالحسنات وبالسنن للإخوان، فمثلاً: إذا جاء إنسان يريد أن يؤذن فيؤثر أخاه في ذلك؟

وأما الإيثار بالحسنات، فهو مبحث تعرض له ابن القيم في كتاب الوابل الصيب من الكلم الطيب، كمن يؤثر أخاه المسلم بالصف الأول ويعود إلى الثاني ويترك مكانه له، فمن يأتي ليؤذن فيرى أخاه المسلم فيقدمه للأذان، وأهل العلم على رأيين: منهم من قال: لا يؤثر بالقرب لأن الله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى يقول: وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين:26] ويقول سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ [آل عمران:133] والمسارعة تقتضي ألا تؤثر، وقوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ [البقرة:148] والاستباق أن تكون الأول في كل شيء.

من لي بمثل سيرك المذلل ... تمشي رويداً وتجي في الأول

فكيف تترك الأول لتخرج من هذه النصوص ومن فضلها

.

وقالت طائفة: الإيثار بالقرب وارد، وقد آثر كثير من الصحابة بقربهم وبأعمالهم، مثلما فعلت عائشة عندما قتل عمر رضي الله عنه فسألها أن يدفن في قبرها الذي أعدته لنفسها بجانب أبي بكر والرسول صلى الله عليه وسلم ثم قالت: لأوترن به اليوم على نفسي. وكان بعض السلف يترك الأذان -كما في بعض الغزوات مثل القادسية- ولو أنهم أرادوا أن يقتتلوا عليه، لكنهم يتركونه لبعض الأخيار.

وقد آثر عمر أبا بكر في أكثر من موقف: بالكلام والحديث، بالدعوة، بالصدقة، بالنفع، وكثير من ذلك.

والصحيح أنه لا بأس بالإيثار في القرب التي تقبل الإيثار، مثل أن ترى من يستحق أن تؤثر له، ترى عالماً جليلاً دخل فلك أن تتأخر من الصف الأول إلى الثاني وتترك له مكانك، فيأجرك الله على ذلك، ترى شيخاً كبيراً مسناً تقدم يريد أن يؤذن وأراد أن يحتسب فتقدمه للأذان. لكن أهل المعاصي والفسقة لا يؤثرون، تجد رجلاً فاجراً فتقول: يا بركة الزمن، يا درة الدهر تعال وأذن بالناس .. ! تتحدث في المجلس وتورد عليهم قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدخل عليك ضال مضل مخرف فتقول: يا أيها العلامة الجهبذ، يا شيخ الإسلام .. خذ الميكرفون وتكلم .. ! هذا من الإيثار الخطأ، فلابد أن يكون الإيثار في القربات التي تقبل الإيثار، وأن يكون لمن يستحق الإيثار، وأما الذين هم متلبسون بالمعاصي أو مشتهرون بها، أو ضلال فسقة؛ فلا يؤثرون.

الشبكة الإسلامية/التسجيلات.

جزء من محاضرة: (الأخوة الإيمانية وأثرها في حياة السلف) للشيخ: (عائض القرني).

ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:17 ص]ـ

*تعريف الإيثار:

1 - تعريف الإيثار في اللغة:

الإِيثار: آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك وفلان أَثِيرٌ عند فلان وذُو أُثْرَة إِذا كان خاصّاً ويقال قد أَخَذه بلا أَثَرَة وبِلا إِثْرَة وبلا اسْتِئثارٍ أَي لم يستأْثر على غيره ولم يأْخذ الأَجود وقال الحطيئة يمدح عمر رضي الله عنه ما آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لها لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بها الإِثَرُ أَي الخِيَرَةُ والإِيثارُ. (1)

والمأثَُرة:بفتح الثاء وضمها المكرمة.

الأثَرة: استأثر بالشيءاستبد به.

فالإيثار إذن يأتي في اللغة بمعنى التفضيل والتكريم. (2)

2 - الإيثار في الاصطلاح:

1 - عرف القرطبي الايثار بأنه: هو تقديم الغير على النفس وحظوظها الدنياوية، ورغبة في الحظوظ الدينية. (3)

وقال:" وذلك ينشأ عن قوة اليقين، وتوكيد المحبة، والصبر على المشقة".

2 - وعرفه الشوكاني بأنه:" تقديم الغير على النفس في حظوظ الدنيا رغبة في حظوظ الآخرة". (4)

3 - وعرفه الشاطبي بأنه:" تقديم الغير على حظ النفس في حظوظ الدنيا رغبة في حظوظ الآخرة". (5)

4 - وعرفه الجرجاني بأنه:" أن يقدم غيره على نفسه في النفع له والدفع عنه، وهو النهاية في الأخوة". (6)

5 - وعرفه الزركشي بأنه: " أن يؤثر غيره بالشيء مع حاجته إليه". (7)

ـــــــــــــــــــ

1 - ابن منظور،لسان العرب:.

2 - الرازي، مختار الصحاح:

3 - القرطبي، تفسيره-الشوكاني، فتح القدير:.

4 - الشاطبي: الموافقات:.

5 - الجرجاني، التعريفات:

6 - الزركشي، المنثور في القواعد:

ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:39 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله:

لا يوجد إشكال من الأصل فالحافظ قال " جواز الايثار بالقرب "

و تحريمها لا أعلم أنه مشتهر كما تقول و المشتهر هو الكراهة و الجواز واقع حتى مع الكراهة و على من قال بتحريم ذلك الدليل وليس الدليل على من لم يقبل القول الذي ليس فيه حجة.

يعني يا أخي أطلب دليل تحريم الايثار بالقرب و ليس توجيه أقوال الرجال لأن الدين ليس في مجرد أقوالهم و قد روي - ولا أعلم عن ثبوته - عن الحسن و الحسين أنهما اختصما في يوم ما فقال قائل لأحدهما ألا تصالح أخاك فقال قد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " وخيرهما الذي يبدأ بالسلام " و إني أحب أن يكون هو ذلك.

والله أعلم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير