تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تقريب البعيد وقفات مع حديث أبي سعيد]

ـ[علي سليم]ــــــــ[04 - 03 - 07, 07:37 ص]ـ

سلسلة رسائل سلفية رقم الرسالة:176

تقريب البعيد

وقفات

مع حديث أبي سعيد

بقلم:

علي سعد سليم

حررت في 27 ربيع الاول 1427 الموافق 24 نيسان 2006


إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي له , و اشهد أن لا اله الاّ الله وحده لا شريك له و اشهد أن محمدا" عبده و رسوله.

(يايها الّذين آمنوا اتّقوا اللّه حقّ تقاته و لا تموتنّ الاّ و انتم مسلمون (

(يايها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بثّ منهما رجالا" كثيرا" و نساء" و اتّقوا الله الذي تتساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا (

(يايها الذين آمنوا اتّقوا الله و قولوا قولا" سديدا", يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا" عظيما (

أما بعد:
روى الامام معمر بن راشد في الجامع الملحق بمصنف عبد الرزاق (وصححه الالباني في مجلده الخامس من السلسلة الصحيحة تحت رقم2250) عن زيد بن اسلم عن عطاء ابن يسار عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:

) اذا خلص المؤمنون من النار وأمنوا فوالذي نفسي بيده ما مجادلة احدكم لصاحبه في الحق يكون له في الدنيا بأشد من مجادلة المؤمنين لربهم في اخوانهم الذي ادخلوا النار .... )

و لعلوّ المقام كمال الجمال لم يعدل صلوات ريي و سلامه عليه عن الحلف بذات الله تعالى و هو الصادق المصدوق ....
هذا وقد حلف المولى سبحانه و تعالى في عدد من اماكن متفرقة من كتابه الكريم و هو أي الكتاب لا يأتيه الباطل من يديه و لا من خلفه فقال كما في سورة الذاريات
((فورب السماء و الارض انه لحق مثل ما انكم تنطقون))

و لا خلاص لتلك الطائفة من المؤمنين الا و بعد ورودهم الصراط ... فيتحقق لهم الامان فتصفوا النفس لمجادلة الرحمن ...

و الجدل هو مقابلة الحجة بالحجة و المجادلة هي المناظرة و المخاصمة ....
و هو نوعان منه مذموم و منه محمدود فالاول منهما في قوله صلى الله عليه و سلم (ما أوتي الجدل قوم الا ضلوا)
و هذا ان كان الجدل مبني على الباطل و مناصرة النفس و يجب تركه و لو كنت محقا عندما يكون الخصم في واد التيه و الضلالة و لا يزيد مجادلتك اياه الا تيه و طغيان ...

و امر المولى نبيه صلى الله عليه و سلم مجادلة قومه بالتي هي احسن فقال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن)

و قد سمع الله تعالى مجادلة امرأة في زوجها فكانت سورة تحت مسمى المجادلة فقال تعالى (قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها و تشتكي الى الله و الله يسمع تحاوركما ان الله سميع بصير)

و نهى سبحانه و تعالى الجدال في الحج فقال تعالى (و لا جدال في الحج)

و خلاصة هذا كله ان الجدل و المجادلة من دين الله تعالى و عليه قامت الشرائع السماوية فانظر مجادلة ابراهيم قومه كما في سورة الانعام) و اذ قال ابراهيم لابيه ءازر اتتخذ اصناما آلهة اني اراك و قومك في ضلال مبين)
(و كذلك نري ابراهيم ملكوت السموات و الارض و ليكون من الموقنين)
(فلما جن عليه الليل رءا كوكبا قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الافلين)
(فلما راء القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لئن لم يهديني ربي لاكونن من القوم الضالين)
(فلما رءا الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم اني برئ مما تشركون)

و ايضا في سورة الانبياء حيث قال الله عن لسانه:

(فجهلهم جذاذا الا كبيرا لهم لعلهم اليه يرجعون)
(قالوا من فعل هذا بآلهتنا انه لمن الضالين)
(قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له ابراهيم)
(قالوا فاتوا به على اعين الناس لعلهم يشهدون)
(قالواءانت فعلت هذا بآلهتنا يا ابراهيم)
(قال بل فعله كبيرهم هذا فسئلوهم ان كانوا ينطقون)
(فرجعوا الى انفسهم فقال انكم انتم الظالمون)
(ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ... )

و غيره من الانبياء صلوات ربي و سلامه عليهم اجمعين ...

ثم لا ينبغي ان يكون الجدل مبنيّ على الظنّ و اتّباع الهوى ...

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير