تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(5) الرقص والوجد والاهتزاز والصياح عند الموعظة من سنة السامري وعبدة العجل.

قال رحمه الله (ص:221 - 222): ((فإن قيل: فالشطح والاهتزاز مما يحرك الخشوع ويهيج الوجد، فلم أنكرتموه؟

فالجواب: أن نقول الرقص والتواجد أول من أحدثه أصحاب السامري لما اتخذوا لهم عجلاً جسداً له خوار ظلوا يرقصون حوله ويغنون، وهو دين الكفار، وعباد العجل، وقد تقدم في حديث العرباض بن سارية أنه قال: وعظنا رسول الله موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، ولم يقل صرخنا ولا زعقنا، ولا ضربنا على رؤوسنا، ولا ضربنا على صدورنا، ولا رقصنا كما يفعل كثير من الجهال يصرخون عند الموعظة ويزعقون ويتناعقون.

وهذا كله من الشيطان لعنه الله يلعب بهم، وهذا كلّه بدعة وضلالة)).

(6) طريقة معرفة البدعة أن تنظر هل فعلها الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام أم لا؟.

قال رحمه الله (ص:222 - 223) بعد أن ذكر ما تقدم في الفائدة السابقة: ((يقال لمن فعل هذا: أكان النبي صلى الله عليه وسلم أصدق الناس موعظة، وأنصح الناس لأمته، وأرق الناس قلباً، وأصحابه أرق الناس قلوباً، وخير الناس ممن جاء بعدهم، ولا يشك عاقل في هذا، فما صرخوا عند موعظة ولا زعقوا ولا رقصوا، ولو كان هذا صحيحاً لكانوا أحق الناس بهذا أن يفعلوه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه بدعة وباطل ومنكر بيّن)).

(7) البدعة من أسباب سوء الخاتمة.

قال رحمه الله (ص:225): ((إن المبتدع الذي يموت على بدعته يبتليه الله بسوء الخاتمة ... وقال أبو حامد: الأسباب التي تورث سوء الخاتمة، فذكر منها: البدعة، وذكر أبو الليث ذلك أيضاً)).

(8) زيارة أهل البدع محرمة، لأن فيها تشجيع لهم.

قال رحمه الله (ص:227): ((وكذلك الزيارة جائزة بين أهل السنة، ولها فضل عظيم، وأما بين أهل البدعة فهي حرام؛ لأن ذلك يهيج بدعتهم وضلالتهم)).

(9) حال من يبتدع بدعة وينسبها للدين كالذي يدعي نقص الرسالة وخيانة الرسول صلى الله عليه وسلم.

قال رحمه الله (ص:227 - 228): ((ويقال للمبتدع الذي أحدث ما ليس عليه الأمة مثل ما ذكرنا من التحريم في اللقمة والاجتماع للتوبة وغير ذلك، فيقال له: هذا دين أو ليس بدين؟ فإن قال: دين فقد كفر بالله ورسوله؛ لأنه كذب الله عز وجل في كتابه، إذ قال عز وجل: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)، وجعل الرسول عليه الصلاة والسلام خائناً في رسالته إذ يقول فعله ولسان مقاله هذا من الدين لم يكمل ولم يأت به الرسول، ولو لم يقله بلسانه قاله بفعله ولسان حاله)).

(10) وجوب هجر أهل البدع غضباً لله وخوفاً من الشبه.

قال رحمه الله (ص:232): ((فإن قيل: لأي شيء أنكرتم السلام على المبتدعة، ومخالطتهم ومحبتهم والجلوس معهم، وهل في ذلك إثم أم لا؟

فالجواب: أن نقول إنما أنكرنا ذلك لما تقدم –وذكر حديثاً ضعيفاً ثم قال- وقال الفضيل: ((من جالس صاحب بدعة أورثه الله العمى)) أي عمى القلب عن الطاعة والهدى.

وقال: ((من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه))، بل يهجرون زجراً وردعاً وغضباً لله تعالى، ولأنه لا يؤمن على مخالطهم أن يلقوا عليه شبهة فتتمكن من قلبه، لذلك قال بعضهم: لا تمكن زائغ القلب من دينك)).

(11) لا تغتر بنفسك فتجلس مع أهل البدع وتسكت عن باطلهم فتهلك.

قال رحمه الله (ص:233): ((وإن قال قائل: عرفت بدعتهم ولا تغتر نفسي بغرورهم، بل نأكل معهم ونأخذ من أموالهم وأسكت عن حالهم، وندعهم في أهوائهم، وأي شيء علي في ذلك واستسخاري بهم؟

فالجواب: إن هذا المسكين غرّه سراب الطمع، ووقع في مهوات لا قعر لها، فأهلكته شهوته مع الهالكين وخسر مع الخاسرين ... وأي شيء أعظم من المداهنة على عرض الدنيا، وكذلك الجاه عندهم به يهلك، وفي فتاوى بعض الفاسيين: أن من جلس معهم أو مشى معهم أو تكلم معهم أو أكل معهم أو حضر مجلسهم فقد نقض الإسلام عروة عروة.

قال: وكان أهل السنة وأهل الشرع والورع إذا نظروا إليهم يَثِبُون منهم كما يثب البعير إذا انحل عقاله)).

(12) لا غيبة لأهل البدع، والمحذّر منهم ومن بدعهم مأجور.

قال رحمه الله (ص:237 - 238): ((فإن قيل: قد نهي عن الغيبة، ولِمَ تغتابوهم؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير