سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الحرم المكِّي في دروسه التي كانت تقام ليالي العشر من رمضان وبعد الفجر أيضا
سئل عن حكم شحن الجوال من كهرباء الحرم فلم يبح ذلك وقال لا بد من الاستئذان من المسؤولين
وسئل عن حكم استخدام كاسات الماء التي توضع لشرب الماء لشرب الشاي والقهوة وغيرها مما يجلبه المكتعفون وغيرهم فلم يبح استخدامها في غير الماء إلا بإذن من المسؤولين
والأمر فيه سعة إن شاء الله فإن الشَّحن من كهرباء الحرم لو كان ممنوعا لما رأينا العساكر وغيرهم من المسؤولين لايبالون بمن يرونه يفعل ذلك وكذلك القول في كاسات الماء
فالمراقبون يرون النَّاس يفعلون ذلك بكميرات المراقبة بل يراه ولي الأمر وغيره على شاشات التلفاز ولم نسمع من أحد منهم منعا
جزاكم الله خيرا أيها الأفاضل
الخلاف في مثل هذه المسألة يجب أن لا يقودنا للتنافر فنحن جميعا نبحث عن الحق إن شاء الله
وأنا أتراجع عن قولي إن العساكر وغيرهم لا يمنعون ذلك، وما قلته والله كذبا أو رجما بالغيب فقد رأيته بأم عيني، وقد نبهني الأخ مجاهد وابن عقيل إلى ما خفي عليَّ ثم وضَّح الأمر نائب رئيس شؤون الحرمين كما سترون في الاتصال الذي كان معه
اتصلت يوم أمس الثلاثاء على رئاسة شؤون الحرمين وطلبت الرئيس الشيخ صالح بن عبد الرَّحمن الحصين فأخبرني مدير مكتبه وكذلك أخبرني من قبل أخي الشيخ عبد الرحمن الفقيه أن الشَّيخ شفاه الله أجريت له عملية في القلب.
وقد سألت مدير المكتب عن ذلك فقال اسأل المشايخ عن ذلك، فأخبرته بما سمعت من الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى وأني أريد أن أحصل على إجابة من رئاسة شؤون الحرمين لأنهم هم أهل الحل والعقد في هذه القضية، فأعطاني رقم مكتب نائب رئيس شؤون الحرمين الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، فاتَّصلت عليه فلم أجد الشيخ موجودا وأخبرني مدير مكتبه أنه سيكون موجودا في اليوم التالي، ثم اتصلت على مدير مكتب الرئيس وطلبت منه جوال الشيخ الحصين أو أي رقم استطيع أن أكلمه من خلاله فقال إن حالته لا تسمح بذلك ثم أعطاني رقم جوال الشيخ يوسف الوابل وقال إنه المشرف على الإدارات الدينية في الحرم وأنه سيجيبك إن شاء الله عن السؤال، فاتصلت به أكثر من خمس مرات يوم أمس فلم يرد على الاتصال.
ثم اتصلت اليوم الأربعاء (24/ 2/1428هـ) على مكتب نائب رئيس شؤون الحرمين الدكتور مُحَمَّد الخزيم، مرتين كان في اجتماع في المرة الأولى ثم اتصلت الثانية فأحالني مدير مكتبه عليه ثم قُلْتُ له بعد السَّلام والتَّحيَّة:
حصل نقاش بين بعض طلبة العلم عن مسألة شحن الجوال من كهرباء الحرم، وقد سَمِعْت الشيخ مُحَمَّد بن عثيمين رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى في الحرم سئل عن ذلك فَقَالَ إن الأمر يرجع إلى المسؤولين عن الحرم، وأنا أسألك الآن أريد الإجابة منكم حفظكم الله بشأن هذه المسألة لأنكم أهل الشأن فيها، ونحن نعلم أنكم تقدمون خدمات كثيرة للحجاج والمعتمرين، وأنَّ الذين يعتكفون في الحرم يحتاجون لذلك، فما قولكم؟
فَقَالَ الشيخ وفقه الله: إنهم لا يشجعون دخول الجوال إلى الحرم لما فيه من إزعاج للآخرين وقطع عباداتهم وإشغالهم عن طاعة الله تَعَالَى وقال أنت الآن تكلمني وأنا في الشوط الرابع من الطواف وهذا مثال على ذلك، وقال إن الأصل في المعتكف أنه لم يفعل ذلك إلا للانقطاع للعبادة والابتعاد عن أمور الدنيا
ثم قَالَ إنهم يمنعون شحن الجوالات من كهرباء الحرم وإن المشرفين يمنعون من يرونه يفعل ذلك، وقال نحن نعلم أن البعض يفعل ذلك لكنا لا نجيزه، وقال إن هذه المواضع الَّتِيْ يشحن منها البعض لم توضع لذلك وإنما وضعت لأمور خاصة.
وسألته عن استخدام الكاسات لغير شرب الماء فَقَالَ إن استخدامها في غير ما وضعت له يسبب مشاكل بالنسبة لهم، وقال لي إنه مرَّ في يوم على السطح فوجد شخصا من أهل الخير قد فرش سفرة لإفطار الصائمين ووزع التمر في قرابة مائتي كأس، فَقَالَ إني سألته من أباح لك هَذَا الفعل؟! منكرا على الرجل.
ثم قَالَ لي الشيخ إنه مرَّ في التوسعة الجديدة للملك فهد في أحد الأيام بعد الإفطار فلم يجد في حافظات الماء كأسا واحدا فسأل المسؤول عن ذلك في الحرم فأخبره أنهم وزَّعو أربعة ملايين ونصف مليون كأس لكن النَّاس يأخذونها للقهوة والشاي وغيرها والبعض يضع كأسين أو ثلاثة أو أربعة ليتقي بها حرارة الشاي والقهوة، وقال إن ذلك يسبب لنا مشاكل في تقديم الخدمة للناس، ثم قَالَ لو أن فاعل الخير الَّذِيْ يريد أن يوزِّع التمر في الحرم حينما يشتري التمر بثلاثين ريالا أو نحوها يشتري معها كيسا من الأكواب البلاستيكية بخمسة ريالات أو أقل ليوزع التمر فيها ليكتمل عمله للخير.
ثم سألته عن من فعل ذلك في الماضي سواء شحن الجوال أو استخدام الكاسات في غير ما وضعت له، ماذا يفعل، وماذا تطلبون منه؟
فَقَالَ الشيخ إنهم يجعلونه في حلٍّ بشرطين:
1 - أن لا يفعل ذلك في المستقبل.
2 - أن ينبه الآخرين إلى هذه القضيَّة.
وقلت له إني سأنقل هذا الكلام عنك في ملتقى أهل الحديث أحد المواقع على الانترنت فأجابني بالموافقة
هَذَا مجمل ما حصل في المكالمة.
أخوكم
خَالِدُ بْنُ عُمَرَ الفَقِيْهُ الغَامِدِيُّ
الأربعاء 24/ 2/1428 هـ
¥