* يؤمن المسلمون ان عيسى ابن مريم رسول من عند الله وكلمته ألقاها إلى مريم ولد من غير أب
قال تعالى ((ما المسيح ابن مريم إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل)) الآية (المائدة:75)
وتفصيل حادثة ولادة عيسى ابن مريم في سورة مريم
قال تعالى ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِيّاً {16} فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ حِجَاباًفَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً {17} قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيّاً {18} قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَاماً زَكِيّاً {19} قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً {20} قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً
مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً {21} فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً {22} فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً {23} فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيّاً {24} وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً {25} فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيّاً {26}))
فسلم المسلمون بهذا المعتقد السليم من جفاء اليهود الذين جعلوا من عيسى ابن مريم (ابن زنا)
وحاشاه
ومن غلو النصارى الذين جعلوه ابن الله أو هو الله _ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً _
قال تعالى ((لقد كفر الذين قالوا إن المسيح ابن مريم)) (المائدة: 72)
وقال تعالى ((ما كان لله أن يتخذ من ولدٍ سبحانه إذا قضى أمراً فإنما يقول كن فيكون)) (مريم: 35)
اعتدال النبي صلى الله عليه وسلم في عبادته:-
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه فتعاتبه عائشة في ذلك قائلةً ((يا رسول الله، تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: يا عائشة أفلا أكون عبداً شكوراً)) رواه البخاري في كتاب التهجد من صحيحه (باب قيام النبي صلى الله عليه وسلم) ورواه مسلم في كتاب المنافقين (باب إكثار الأعمال والإجتهاد في العبادة) من حديث المغيرة بن شعبة
ومع ذلك لم يكن صلى الله عليه وسلم مبالغاً في الزهد والتقشف إلى الرهبانية أو تكليف النفس بما لا تطيق بل إنه نهى عن ذلك كما في حديث الثلاثة نفر الذين سالوا عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في السر فكأنهم تقالوها فقالوا: أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فقال أحدهم: أما أنا فأصوم ولا أفطر، وقال الثاني: أما أنا فأقوم ولا أرقد، وقال الثالث: وأما انا فلا أتزوج النساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ قالوا: نعم فقال: لكني أصوم وأفطر، وأقوم وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني)) رواه البخاري ومسلم كلاهما في كتاب النكاح من صحيحيهما
قال مقيده: في هذه التشريعات العظيمة ما يجعل العاقل الذي يحترم عقله يقف إجلالاً وإكباراً أمام الحكمة الإلهية،فإن فيها مراعاةً لما جبلت عليه النفوس البشرية من حب المباحات وما يحتاجه المرء من راحة لتأدية العبادات بنشاط، كما فيها دفعٌ للملل الذي قد يتسلل للنفس وإغلاقٌ لأبواب كثيرة يدخل منها الشيطان إلى نفوس الرهبان.
اعتداله صلى الله عليه وسلم في مسألة التكسب:-
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم مثالاً لرب الأسرة الجاد في طلب الرزق الحلال، فلم يكن منقطعاً للعبادة متكففاً أيدي الناس _ كما حال الكثير من أدعياء الزهد _
بل كان يكسب رزقه بيده حيث كان يعمل في رعي الأغنام، وهذا من المتواترات التي لا تحتاج إلى إطناب في التدليل عليها
¥