أرشيف ملتقى أهل الحديث - 1

[من أقدم خطب عيد النحر (تنشر أول مرة) يوجد صورة المخطوطة]

ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 03 - 07, 04:18 م]ـ

http://www.9q9q.org/index.php?image=O6eTVSfiE5a1Tq

الجمعه 5 صَفر 1428هـ - 23 فبراير 2007م - العدد 14123

من أقدم خطب عيد النحر في بلد الحريق (تنشر أول مرة)

عبدالله بن سعد بن راشد الدريس

نص الخطبة: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، الله أكبر عدد ماكبّره المكبرون، الله أكبر عدد ماذكره الذاكرون الذي خلق الحركة والسكون، وفجر الأرض اليابسة بالعيون الذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، الله أكبر عدد ماحطت في المواقيت الأحمال وتأهبوا للإحرام والاغتسال وجرى الوادي بالتلبية وسال، وسمع لبيك اللهم لبيك من رؤوس الجبال، الله أكبر عدد ما تقدم وفد الله شعثا غبرا وطافوا طواف القدوم حمدا وشكرا، وسعى ساع بين الصفا والمروة وترا، الله أكبر عدد ماتوجه الحاج من مكة إلى عرفات، ووقفوا بها مخلصين الضمائر والنيات، وتحدر على صفحات الخدود عقود العبرات، ورمى جمرات العقبة يوم النحر سبع حصيات، الله أكبر عدد ما مضى من خلقه وماهو آت، الله أكبر عدد ماطاف طائف بالبيت العتيق، الله أكبرعدد ما أتى ضامر من كل فج عميق، سبحان من أمر الخلائق بالاجتماع في هذا المحضر ليذكروا باجتماعهم ههنا يوم المحشر مثل يوم عيد يعود عليهم ويتكرر، وشرع لكم فيه الضحايا وقاية من النار حين تسعّر، وندبنا للتكبير على هدايته لنا فأجزل لنا ثواب من كبر، الله أكبر الله أكبر، واعلموا عباد الله أن يومكم هذا يوم شريف وعيد منيف فيه الأجر والثواب موقرّ، فسبحان من أوضح لنا السبيل وقادنا إلى معرفته بالدليل، وخص محمدا صلى الله عليه وسلم بالغر والتحجيل، وامتحن نبيه إبراهيم الخليل بذبح ولده إسماعيل لما نام عن خدمته لحظة عين من الليل فجاءه الوحي من الله أتنام عن خدمتنا أيها الخليل فاستعد لهذا البلاء العظيم والكرب الوبيل فندم وحمل أمره على الإجمال والتفصيل وجاد لله بالكثير والقليل، وأطعم الطعام وكفّل الأيتام وزود أبناء السبيل، الله أكبر فلما جاد لله بماوجد امتحنه الله تعالى بذبح الولد فذهب بحشاشة لبّه وريحانة قلبه إلى بعض الجبال ممتثلا طائعا لأمر ذي الجبال، فأسرع بولده مبادرا وفي يده الحبال فبينما هم ذاهبون في الطريق إذ عرض الشيطان للصبي طمعا في الإزلال وقال ياخليل الرحمن: من أجل أضغاث أحلام تذبح هذا الغلام فنهره إبراهيم وقال: انصرف ياعدو الإنسان أتريد مني مخالفة الديّان، ففر منه وأتى إسماعيل وقال له إن أباك يريد أن يذبحك وما أتيتك إلا لأنصحك فقال إسماعيل: إن أبي ما يفعل ذلك من قبل نفسه وإنما فعله بأمر الله سبحانه وتعالى وأبي قد أطاع وسمع فمنه أنء اسمع وأطع فسار إبراهيم عليه السلام إلى محل التقريب وأطلع ولده النجيب على ما أمره الحبيب فقال له يابني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت أنا وإياك على أمر مولانا من المثابين يا أبت افعل ما تؤمرستجدني إن شاء الله من الصابرين إنا لله وإنا إليه راجعون الله أكبر، فلما سمع الخليل كلام ولده إسماعيل فاض دمعه وتغرغر، وكاد قلبه من مكانه يتفطر وقال يارب ما هذا القضاء والقدر ابتليتني في ثمرة الفؤاد وقرارة النظر فنودي يا إبراهيم هذا جزاء من نام عن حبيبه وسهر فاندهش إبراهيم من هذا الكلام وتحير وقال صبرا على قضى الله وقدر فعند ذلك أوثق إسماعيل شدا ووضعه على اليمين وأخذ السكين باليمين ورأى بين يديه ولده المسكين فأهوى بالسكين إلى نحره امتثالا لله رب العالمين فأمرّها على حلقها ثلاثا فما (1) حدها ولا أثر فارتجت القلوب وحارت وانشقت الأكباد وطارت وأقبلت الملائكة تضج بالدعاء إلى الله وتجأر فعندذلك نظر إبراهيم إلى السكين وهي تن كأنين صوت الحزين فقال لها: أيها السكين الجازعة أين حدك وقوتك القاطعة قالت قوتي أذهبها حزني على هذا المطروح فعند ذلك نظر إبراهيم إلى السماء بطرفه وقال: يامدبر الخلائق بلطفه أَيذبَحُ الخليل ولده بكفه فاهتزت قوائم العرش، واضطربت وانكسفت الشمس واحتجبت، والأفق قد أظلم والخليل قد تألم وإبراهيم لايتحرك ولايتكلم وهم يقولون: ربنا ارحم هذا الطفل

¥