تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

الصغير، ربنا ارحم هذا الشيخ الكبير، وإذا بالنداء من الملك القدير (أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا إنا كذلك نجزي المحسنين وفديناه بذبح عظيم) فالتفت الخليل فإذا هوبكبش أقرن أملح سمين ينحدر من الجبل وهو يقول: يانبي الله خذني فاذبحني فداءً لولدك إسماعيل، فحمد الله وأثنى عليه وكبر وكبرت معه الملائكة أجمعين، الله أكبر فعظموا رحمكم الله تعالى فضل هذا اليوم فما عمل ابن آدم من عمل يوم النحرأحب إلى الله تعالى من إهراق لدم، وقد أخرج الشيخان أن النبي صلى الله عليه وسلم (ضحى بكبشين أقرنين ذبحهما بيده) وعظموا ضحاياكم واختاروا ماطاب منها من الضحاياواجتنبوا العمياء، والعوراء، والضعيفة، والجرباء، والهزيلة، ومقطوعة الاذن ومكسورة القرن، ووقت ذبحها في يوم النحر وآخره إلى أيام التشريق وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته ولا يعطي الجزار منها أجرته وليذبحها بيده فإن لم يحسن الذبح حضرها حين تنحر واذكروا اسم الله عليها فهو أجل أن يذكر، واقصدوا بها وجه الله تعالى، وأكثروا من قول لاإله إلا الله فإنها لقاح الإيمان ومفتاح الجنان

الله أكبرالله أكبر، أعاد الله علينا وعليكم من بركة هذا العيد وأمنني وإياكم من الفزع الأكبر يوم الوعيد وأدخلنا وإياكم في جنات الخلود وحمانا وإياكم من النيران ذات الوقود والله سبحانه وتعالى يقول وبقوله يهتدي المهتدون أعوذ بالله قال (عيسى بن مريم اللهم ربنا أنزل علينا ... الآية) بارك الله لي ولكم ...

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وهو الكفيل بالزيادة لمن شكر، وأشهد ألا إله الله وحده لاشريك له إرغاما لمن جحد به وكفر وأشهد أن محمداً عبده ورسوله سيد البشر صلى الله عليه وعلى آله ما اتصلت عين بنظر وأذن بخبر، عباد الله اتقوا الله فيما أمر وانتهوا عن مانهى عنه وزجر وأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم كما ورد عنه في الخبر فإن الله سبحانه وتعالى أمركم بالصلاة عليه فامتثلوا ما أمر قال الله تعالى (إن الله وملائكته يصلون على النبي ... ) اللهم أصلح من وليته أمور المسلمين، واجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم اغفر لنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك قريب مجيب الدعوات (ربنا آتنا في الدنيا حسنة ... الآية) عباد الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان ... الآية). تمت هذه الخطبة المباركة ... إلخ.

تعد هذه الخطبة شاهدا حياً على قدم الحركة العلمية والفكرية في منطقة الحريق، وما صاحبها من تطور في الكتابة والقراءة، ووعظ ديني في الجمع والأعياد والمناسبات الأخرى، ومدى إفادة علمائها ببركة ونشاط الدعوة السلفية في نجد، وهناك ثمة إشارات سبقت هذه الخطبة لعل من أقدمها فيما اطلعت عليه إشارتين؛الأولى: مخطوط في باب النكاح على مذهب الإمام أبي حنيفة كتبه أحد علماء القرن الثاني عشر الهجري القاضي سابقا ببلد الحريق الشيخ أحمد بن عتيق مخاطبا الشيخ محمد حسن بن عبدالرحمن القاضي العدساني ورد في كتاب (فتاوى علماء الأحساء ومسائلهم) (2) مما يدل على مطالعة أهل البلد لكتب الأحناف وآرائهم، والإشارة الثانية: ماذكره ابن بسام في ترجمة في علماء نجد للشيخ دخيل بن جذلان بن محمد بن ناصر بن علي الكثيري المولود في الحريق عام 1174ه الذي درس وتعلم في الكتاتيب على علماء البلد آنذاك قبل رحيله للشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب- رحمه الله - في الدرعية (3) ثم إن تلك الجهود العلمية المباركة ولقيا العلماء داخل المنطقة وخارجها أثمرت-ولله الحمد- كوكبة من المشايخ وطلبة العلم والفلكيين والنساخ والوراقين والمقرئين وأئمة المساجد الذين اطلعت عليهم من خلال طرر المخطوطات والمراسلات والتملكات والأوقاف العلمية والشهادات والتزكيات والوثائق من غير المشهورين نحو:

1 - الشيخ أحمد بن عتيق في الحريق ونعام.

2 - الشيخ دخيّل بن جذلان الكثيري في الحريق والأفلاج.

3 - الشيخ سعيد بن حجي في الحريق ونعام.

4 - الشيخ محمد بن نشوان في الحريق ونعام.

5 - الشيخ حسين بن الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الحريق.

6 - الشيخ محمد بن إبراهيم بن عجلان وابنه سعود وحفيده عبد اللطيف في الحريق ونعام.

7 - الشيخ ناصربن عبدالرحمن الحوطي وأبناؤه الثلاثة: حسين وناصر وإبراهيم في الحريق ونعام.

8 - الشيخ عبدالرحمن بن ناصر بن بشر في الحريق.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير