صحيح أن الألبانيين اعتنقوا الإسلام، وكذلك البوشناك، ولكن لم يقل أحد أنهم فعلوا ذلك بالقوة، في واقع الحال اعتنقوا الإسلام ليتمتعوا بمركز أفضل في الحكومة ولقطف ثمارها.
في سنة 1099 احتل الصليبيون القدس وذبحوا مسلميها ويهودها بدون تفريق، وكان ذلك باسم المسيح اللطيف، وفي هذا الوقت وبعد 400 سنة من احتلال المسلمين لفلسطين، كان المسيحيون يشكلون غالبية السكان فيها، وطوال هذه الفترة الطويلة، لم يبذل أي جهد لفرض الإسلام عليهم.
فقط بعد طرد الصليبيين من البلاد أخذت غالبية السكان في اعتماد اللغة العربية واعتناق الإسلام وهؤلاء كانوا هم أجداد الفلسطينيين الحاليين.
· * *
لا يوجد هنالك أي دليل على الإطلاق بأية محاولة لفرض الإسلام على اليهود، فكما هو معروف، اليهود الأسبان تحت حكم المسلمين تمتعوا بازدهار لم ينالوه إطلاقا في أي مكان آخر إلى أيامنا هذه.
هنالك شعراء يهود مثل يهودا حليفي والذي كان يكتب باللغة العربية وكما كان يفعل الميمونيين. اليهود في أسبانيا المسلمة كانوا وزراء وشعراء وعلماء.
في أسبانيا المسلمة كان العلماء اليهود والمسلمين والمسيحيين يعملون جنبا إلى جنب وقاموا بترجمة النصوص الإغريقية في الفلسفة والعلوم، كان ذلك فعلا عصرا ذهبيا.
كيف يمكن لهذا أن يحدث إذا كان الرسول قد أمر باستخدام السيف في نشر العقيدة؟
ما حدث بعد ذلك ينبيء بالسوء فعلا، فعندما استولى الكاثوليك على أسبانيا من جديد وانتزعوها من المسلمين أقاموا حكما إرهابيا دينيا، قدموا لليهود والمسلمين خيارا في منتهى القسوة: إما أن يعتنقوا المسيحية أو يذبحوا أو يتركوا البلاد.
ونسأل أين ذهب مئات آلاف اليهود من الذين رفضوا التخلي عن ديانتهم وإلى أين فروا؟
معظهم تقريبا استقبلوا بأذرع مفتوحة في البلدان الإسلامية.
اليهود السيفارديم (يهود أسبانيا) استقروا في عالم المسلمين من المغرب إلى غرب العراق في الشرق، من بلغاريا (التي كانت جزء من الامبراطورية العثمانية)، استقروا كذلك في شمال السودان جنوبا، لم يقم أحد أبدا باضطهادهم، لم يعرفوا أبدا جلسات التعذيب في محاكم التفتيش أو التعذيب بالنار لكي يعترفوا ويتوبوا لم يعرفوا القتل الجماعي والطرد الجماعي وهو ما كانوا يعانون منه في جميع بلدان أوروبا المسيحية ... في معظمها ... وإلى حين حدوث المحرقة الكبري في تاريخنا المعاصر.
لماذا وكيف حصل هذا؟
لأن الإٍسلام يمنع نصا وتحديدا اضطهاد "أهل الكتاب"
في المجتمعات الإسلامية هنالك دائما مكانا محفوظا لليهود والنصارى، لم يكن لديهم حقوقا مساوية تماما، ولكن تقريبا كان لهم حقوقا كاملة، كان عليهم دفع ضريبة الجزية عن كل فرد وبالمقابل كانوا معفيين من أداء الخدمة العسكرية، وهذا الإعفاء كان مقبولا به للعديد من اليهود، بل يقال أيضا أن العديد من الحكام المسلمين كانوا يمليون إلى اعتناق اليهود للإسلام حتى بواسطة الإقناع اللطيف لأن ذلك سوف يحرمهم من دخل الجزية المنشود.
كل يهودي نزيه وعارف بتاريخ شعبه لا يستطيع إلا أن يشعر بالعرفان للدين الإسلامي، فهو الدين الذي حمى اليهود عبر خمسين جيلا، بينما النصارى اضطهدوهم وحاولوا المرات العديدة "بواسطة حد السيف" إجبارهم على اعتناق المسيحية والتخلي عن ديهنهم.
· * *
إن الرواية التي تقول "بنشر الدين بحد السيف" ماهي إى خرافة وأسطورة شريرة، وهي من الأساطير التي نشأت في أوروبا خلال الحروب الكبرى ضد المسلمين في سبيل استعادة أسبانيا من قبل النصارى، وكذلك الحروب الصليبية وصد وطرد الأتراك، الذين كادوا أن يحتلوا فيننا.
أنا أشك بأن البابا الألماني، يعتقد فعلا بهذه الترهات وهذا يعني بأن زعيم العالم الكاثوليكي، وهو عالم الدين المسيحي عن جدارة، لم يبذل الجهد اللازم لدراسة تاريخ الأديان الأخرى.
لماذا إذا نطق بهذه الكلمات علنا ولماذا الآن؟
لا مفر من رؤية الحدث ضمن منظور وخلفية حرب بوش الصليبية ومسانديه من الإنجيليين، وبشعارات "الفاشية الإسلامية" و "الحرب الكونية على الإرهاب" ... بينما الإرهاب أصبح صنوا ملازما للمسلمين.
الذين يديرون الامبراطور بوش، بالنسبة لهم، الموضوع هو محاولة ساخرة سيئة لتبرير الهيمنة على موارد العالم النفطية، وهذه ليست المرة الأولى في التاريخ الذي يستعمل فيه رداء ديني لتغطية عري وفضحية "المصالح الاقتصادية"، وليست هي المرة الأولى عندما تصبح حملة اللصوصية حملة صليبية.
إن خطبة البابا تمتزج جيدا مع هذا الجهد (حملة اللصوصية)، من يستطيع أن يخبرنا بالنتائج المرعبة المرتقبة؟
ـ[عبد]ــــــــ[15 - 03 - 07, 01:09 م]ـ
صحيح أن الرسول دعا لاستخدام السيف في حروبه ضد القبائل المعارضة (اليهودية وغيرها في الجزيرة العربية) عندما كان يشيد دولته، ولكن ذلك كان عملا سياسيا ولم يكن عملا دينيا، في الأساس هذه الحروب كانت في سبيل الأراضي ولم تكن أبدا لنشر العقيدة.
المسيح قال: " سوف تتعرفون عليهم بثمارهم" ...
هذا الفصل بين السياسة والدين مفهوم مستقر عند الغربيين و استورده كثير من المفكرين في بلاد الإسلام ورضوا به. وأراه مشكل و معارَض بنصوص الشرع. لقد كان الهدف بالفعل هو نشر العقيدة و الحفاظ على حوزة الدين ولكن لنفرق بين هذ الذي ذكرت وإرغام الناس على اعتناق الملة. ولم يكن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأبي هو وأمي ممن يفرق بين سياسة و دين لعدم وجود مفهوم السياسة على صورته النظرية التي نعرفها اليوم.
أقول هذا الكلام لأنه خلط فيه كتاب إسلاميين - كالدكتور محمد الأحمري و غيره - وهذا مستغرب في الحقيقة إذ يأتي أحدهم فيقول: ((المشكلة أن الإسلاميين لا يفرقون بين السياسة والدين)) أو يقول ((المشكلة في تسييس الدين)) أو ((استخدام الدين لأغراض سياسية)). والإسلام في الحقيقة ليس دين مساجد وحلق ذكر وإنما دين دولة كذلك ولا بد أن يكون له بصمة على سياستها.
أما رد هذا اليهودي ففيه حق ... منهم أمة مقتصدة وكثير منهم فاسقون.
¥