تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[انحراف عقدي لقول الشاعر: إذا الشعب يوما أر]

ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[16 - 03 - 07, 01:15 ص]ـ

{انحراف عقدي لقول الشاعر: إذا الشعب يوما أراد الحياة. تنبيه لقناة المستقلة ولعموم المسلمين}

http://www.asserat.net/report.php?linkid=6949

بقلم / أحمد بوادي

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

أما بعد:

فلقد طالعتنا قناة المستقلة بمسابقة " شاعر العرب " لاكتشاف وتكريم شعراء الفصحى في العالم العربي

وجعلوا للفائز فيها جائزة قيمتها (300,000) دولار أمريكي، أي ما يعادل: مليون ومائة وخمسة وعشرون ألف ريال سعودي

واشترطوا على المرشحين للمسابقة إرسال ثلاث قصائد في ثلاثة موضوعات مختلفة

وكان من هذه المواضيع الثلاثة موضوع عن أشواق الحرية وحب الأوطان وحقوق الإنسان،

ومثلوا لهذا الموضوع للتقريب والتشبيه بقصيدة أبي القاسم الشابي

"إذا الشعب يوما أراد الحياة ..... فلا بد وأن يستجيب القدر "

وهنا وقفه لا بد للمرء أن يقف عندها لمعرفة حكم هذا القول، فالسكوت وغض الطرف لا ينبغي والساكت عن بيانه آثم إن عرف الحق وكتمه.

يقول الشاعر أبو القاسم الشابي:

"إذا الشعب يوما أراد الحياة ..... فلا بد وأن يستجيب القدر "

قد تتعجب كثيرا وأن تقرأ هذه الأبيات تسمع من يصفها بالأبيات الرائعة، ويستشهد بإشعارها في بعض المناسبات

والكتابات ويجعلها دليلا على صحة كلامه، بل وذهبت قناة المستقلة بأبعد من هذا عندما جعلت مطلع هذه القصيدة: تلك الأبيات ليكون مضرب مثل للتشبيه والتقريب، وكل هؤلاء للأسف الشديد قد غفلوا عن الحكم الشرعي لهذه الأبيات

فأقول وبالله التوفيق:

ما معنى القدر الذي أخضع الشاعر استجابته لإرادة الشعوب:

قال الحافظ: قال الكرماني

القدر: حكم الله.

فالقدر سر من أسرار الله تعالى اختص العليم الخبير به وضرب دون الأستار وحجبه عن عقول الخلق، ومعارفهم لما علمه من الحكمة، فلم يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب. انتهى من كلام السمعاني

قال الحافظ: أخرج الطبراني بسند من حديث ابن مسعود رفعه: " إذا ذكر القدر فأمسكوا "

قال الشيخ ابن باز رحمه الله:

أن الإيمان بالقدر يتضمن أربعة أمور:

أولها: أن الله سبحانه قد علم ما كان وما يكون وعلم أحوال عباده وعلم أرزاقهم وآجالهم وأعمالهم وغير ذلك من شؤونهم

ثانيها: كتابته سبحانه لكل ما قدره وقضاه قال تعالى: {قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ} (4) سورة ق

ثالثها: الإيمان بمشيئته النافذه، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، قال تعالى: {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء*} (18) سورة الحج، {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (29) سورة التكوير

رابعها: خلقه سبحانه لجميع الموجودات لا خالق غيره ولا رب سواه، قال تعالى " الله خالق كل شيء وهو على كل شيء قدير " انتهى كلامه رحمه الله.

إذن يفهم من هذا أن الاستشهاد بهذا البيت وإشعاره واتخاذ قصيده مطلعها ذلك البيت مثلا فيه انحراف عقدي

والله تعالى يقول: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (29) سورة التكوير

فالخلق هو الخاضع لمشيئة الله عز وجل، وليس قدر الله الذي هو إرادته ومشيئته من يخضع لإرادة البشر

وبيت الشعر هذا فيه تألي على الله عز وجل، وكأن ارادة الشعوب تفوق ارادة الله، عياذا بالله

قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء "

فينبغي التحذير والتنبيه من إشعار هذا البيت، أو الاستشهاد به، أو اتخاذه مثلا يضرب، أو يتشبه به لتسلم للمسلم عقيدته

كما ينبغي على القائمين في تلك القناة النصح لهم وحذف هذا البيت واستبداله بما هو خير منه.

وما أجمل قول الشافعي رحمه الله على نقيض بيت الشعر هذا:

دَعِ الأَيّامَ تَفعَلُ ما تَشاءُ ........ وَطِب نَفساً إِذا حَكَمَ القَضاءُ

وَلا تَجزَع لِحادِثَةِ اللَيالي ....... فَما لِحَوادِثِ الدُنيا بَقاءُ

كما أتمنى من تلك القناة وضع موضوع بالشعر يتضمن الدفاع عن الدين والمعتقد الإسلامي، ويكون الدفاع عن الأوطان انطلاقا من مبدأ ديني إسلامي، يعتز فيه بالبطولات الإسلامية، وأهمية الدين في النصر، ويرثي فيه حال الأمة الإسلامية اليوم وتخاذلها عن نصرة دينها وشعوبها والحال المزري التي وصلت إليه الأمة الإسلامية

كقصيدة الشاعر محمود غنيم:

إني تذكرت والذكرى مؤرقة ... مجداً تليدا بأيدينا أضعناه

أنى اتجهت للإسلام في بلد ... تجده كالطير مقصوصاً جناحاه

كم صرفتنا يد كنا نصرفها ... وبات يحكمنا شعباً ملكناه

كما أرجو من جميع الأخوة الذين قرؤوا الموضوع أن يرسلوا به لتلك القناة، وخاصة أننا عرفنا أنه يعرض فيها بعض الدروس لبعض الدعاة، فلعل ذلك يكون سببا في التأثير عليهم ونصحهم

لعلها تتراجع عن بيت الشعر ذلك وتنبه المشاهدين على الخطأ الذي وقعوا فيه فلربما كان استشهادهم في هذا البيت فرصة ثمينه لتنبيه الناس على عدم التعلق به، وإن كنت قد راسلتهم ولكن من باب التعاون على الخير

وهذا بريدهم لمن أراد ابداء النصح لهم:

[email protected]

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير