تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قلت: هو محتمل. فإن كان كذلك فقد أخطأ الحافظ ابن رجب. فإن علي بن المديني كان يظهر التشيع أمام أهل البصرة ويظهر التسنن أمام أهل الكوفة. وقيل في تبرير ذلك أن أهل البصرة عثمانيون (كذا!) وأن ذلك من مبدأ إسكات بدعة ببدعة أخرى، أي كما أظهر النسائي التشيع أمام أهل الشام لما شاهد عندهم انحرافاً عن علي. فهذه مسألة اجتهادية، والله أعلم.

أما عن قضية تلقينه للمعارض حجة (اعرابي بوال على عقبيه) فإن صحّت فهي قادح في عدالة ابن المديني لأنه ارتشى ونصر المعتزلة على السنة وافترى على أحد الرواة الثقات. لكن الذهبي أنكر هذا القصة في السير، وأنا أستبعد صحتها. والله أعلم.

قال الأخ مسدد2:

قلت: لم أجد في كلامه طعناً في الإمام أبي حنيفة. بل لعله أكثر من وثقه وأثنى على حفظه. وإذا عندك شيء آخر فأرجو أن تخبرنا به.

عقدة النقص موجودة. لكني لا أعلم أحداً (على حد علمي) من الأحناف صنف ابن معين منهم. لكن الذهبي جعله حنفياً متعصباً. أما التعصب فأستبعده، وأما أنه يكثر من الفتوى بمذهب أبي حنيفة فظاهر. ولا تنسى أنه كوفي، والكوفيون يميلون لمذهبي أبي حنيفة والثوري. كما أن ابن معين لما سأله رجل: يأخذ برأي أبي حنيفة أم برأي الشافعي، اختار ابن معين الأول.

ربما، لكن لا تنسى أن أبو يوسف القاضي (صاحب أبي حنيفة) كان شيخ أحمد بن حنبل. بل كان أحمد يثني عليه على مضض.

هذا صحيح. لكن لا تنسى أن أبا يوسف ومحمد بن الحسن قد خالفا أبا حنيفة في ثلثي المذهب كما ذكر ابن عابدين الدمشقي وغيره (المقصود في المسائل الخلافية). ولم يكن التقليد سائداً في ذلك الوقت. فكون الرجل يكثر من الفتوى بمذهب إمام ما، يجعله إجمالاً على مذهبه وإن خالفه في عدد من المسائل وكان مجتهداً.

والله أعلم.

ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[31 - 12 - 02, 01:19 ص]ـ

هذا رابط لمناقشة شيقة في ابن معين رحمه الله هل كان حنفيا أم لا؟

ولعله الرابط الذي عناه الشيخ محمد الأمين

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?s=&threadid=871&highlight=%CD%E4%DD%ED%C7

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[31 - 12 - 02, 02:04 ص]ـ

للفائدة لعلي أنقل الكلام الذي ذكره السخاوي في الجواهر والدرر،ثم أذكر كلام ابن رجب في فتح الباري، ثم توجيه هذه الأقوال

قال السخاوي في الجواهر والدرر (1/ 381) [تعقبه الحافظ ابن رجب الحنبلي]

ومنه وقف على حواشي كتبها ابن رجب على نسخه من ((القراءة خلف الإمام)) فيها وصفه له بالميل ونوع هوى وغلبة التعصب، وأن علي بن المديني ليس بفقيه، ولولزم البخاري أحمد وتفقه به، كان خيرا له من لزوم علي بن المديني وتخبيطه، إلى غير ذلك.

فكتب شيخنا ما نصه: الحواشي التى فيه بخط الشيخ زين الدين بن رجب الحنبلي البغدادي نزيل دمشق. ولقد أظهر فيها من التعصب والتهور ما كان ينبغي له أن يتنزه عنه. ولكن من يبلغ به الغضب إلى أن يقول في علي بن المديني: [إنه] ليس بفقيه، يسقط معه الكلام والسلام كأنه ما طرق سمعه قول البخاري: إنه ما رأى أعلم من علي بن المديني، وقد رأى أحمد وتلك الطبقة وطبقة قبلهم بقليل.

وقال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (3/ 115) (وكأن الحامل للبخاري رحمه الله على ما فعل،شدة إنكاره على فقهاء الكوفيين، أن سورة الفاتحة تصح الصلاة بدونها، في حق كل أحد، فبالغ في الرد عليهم ومخالفتهم، حتى التزم ما التزمه مما شذ فيه عن العلماء، واتبع فيه شيخه ابن المديني، ولم يكن ابن المديني من فقهاء أهل الحديث، وإنما كان بارعا في العلل والأسانيد) انتهى

وانظر فتح الباري (3/ 119) (ومن العجائب0000)

وانظر كذلك (3/ 363) (ولم يخرج البخاري الأحاديث المصرحة بتسليم النبي صلى الله عليه وسلم عن يمينه وشماله في الصلاة شيئا، ولعله كان يميل إلى قول من يقول بالتسليمة الواحدة، وقد كان شيخه ابن المديني يميل إلى ذلك متابعة لشيوخه البصريين) انتهى

ولعل أقرب ما يقال في توجيه هذه العبارات، أن ابن رجب يلوم البخاري في تركه التفقه على الإمام أحمد وميله لأقوال ابن المديني في الفقه، مع أن ابن المديني عالم بعلل الحديث ولكنه ليس بذاك الفقيه القوي، ولايقصد أنه لاعلم له بالفقه، وإنما يقصد أن أحمد كان معاصرا له، وكان الأولى بالبخاري أن يأخذ الفقه منه، ولعل قول ابن رجب مما يسمى عند أهل العلم بالتوثيق النسبي، فعند مقارنة ابن المديني باحمد في الفقه، يقال هذا، ولعل هذه وجهة نظر ابن رجب رحمه الله تعالى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير