قال الإمام النووي رحمه الله: بعد أن نقل كلام أبي الطيب الباقلاني في هذه المسألة ونقل الخلاف فيها .. قال: هذا كلام القاضي المجمع على أمانته وجلالته وفيه تقرير للمذهبين ويستدل به على ترجيح مذهب المحدثين؛فإن هذا الإمام قد نقل عن أهل اللغة أن الاسم يتناول صحبة ساعة , وأكثر أهل الحديث قد نقلوا الاستعمال في الشرع , والعرف على وفق اللغة فوجب المصير إليه , والله أعلم.
مقدمة الإمام مسلم –شرح النووي - (1
36)
4 - إن العرف لا ضابط له فما هو الضابط في العرف وإلى أي عرف يتحاكم
قال السخاوي في فتح المغيث (3
85): ثم إن القائلين بالثاني لم يضبط أحد منهم الطول بقدر معين كما صرح به الغزالي وغيره؛ لكن حكى شارح البذدوي عن بعضهم تحديده بستة أشهر!.
قلت:فإذا قلنا بما حده شارح البذدوي يدخل جل من أخرجهم المخالف من مسمى الصحبة فتأمل!
ثانيا: ذكرالمخالف في ص 20: أما المذهب الأول – وهو الأقرب للصواب – الذي لا يكتفي بالرؤية واللقيا فهم جمهور علماء المسلمين المتقدمين من محدثين وفقهاء على حد سواء! - كذا قال -
ومن أبرز الذاهبين إلى هذا المذهب من الصحابة والعلماء عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأم المؤمنين عائشة بنت الصديق وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله والأسود بن يزيد النخعي وسعيد بن المسيب ومعاوية بن قرة وشعبة بن الحجاج وعاصم الأحول والواقدي وأحمد بن حنبل في قول والبخاري في قول ومسلم وابن مندة ويحيى بن معين وأبو حاتم وأبو زرعة والعجلي وأبو داود والخطيب البغدادي وابن عبد البر والبغوي وابن الجوزي والباقلاني والماوردي وأبو المظفر السمعاني والمازري والعلائي وابن الملقن وابن عماد الحنبلي وغيرهم ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)) وأصحاب هذا المذهب وهو مذهب الأصوليين في الجملة ...
أقول مستعينا بالله وفي كلامه تهويل وتدليس:
أما التهويل فهو مجازفته في إطلاقه أن هذا القول هو قول جمهور علماء المسلمين المتقدمين من محدثين وفقهاء على حد سواء – كذا قال –
وهو في هذه النسبة بعيد عن الصواب
قال السخاوي في فتح المغيث (3
79)
إذا علم هذا ففيه عشرة مسائل
الأولى: في تعريف الصحابي وهو لغة يقع على من صحب أقل ما يطلق اسم صحبة فضلا عمن طالت صحبته وكثرت مجالسته.
وفي الاصطلاح (راء النبي صلي الله عليه وسلم) اسم فاعل من رأى حال كونه (مسلما) عاقلا (ذو صحبة) على الأصح كما ذهب إليه الجمهور من المحدثين والأصوليين , وغيرهم اكتفى بمجرد الرؤية ولو لحظة وإن لم يقع معها مجالسة ولا مماشاة ولا مكالمة لشرف منزلة النبي صلى الله عليه وسلم وممن نص على الاكتفاء بها أحمد.
وقال أيضا: وما حكاه عن الأصوليين إنما هو طريقة لبعضهم وجمهورهم على الأول
فتح المغيث (3
84)
ثم إن كلمة أصوليين كلمة يدخل فيها جم غفير من المنحرفين على بعض الصحابة كالمعتزلة وغيرهم.
ولذلك قال السخاوي (3
84): وقال الكياء الطبري هو من ظهرت صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم صحبة القرين قرينه حتى يعد من أحزابه وخدمه المتصلين به قال صاحب الواضح وهذا قول شيوخ المعتزلة.
قلت: فلا يسلم له إطلاق ذلك على جمهور الأصوليين لأن المنحرف لا يقبل منه ما يقوي بدعته وانحرافه.
وقال الشوكاني: إذا عرفت أن الصحابة كلهم عدول فلا بد من بيان من يستحق اسم الصحبة , وقد اختلفوا في ذلك فذهب الجمهور إلى أنه من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ولو ساعة سواء روى عنه أم لا ,وقيل هو من طالت صحبته وروى عنه فلا يستحق اسم الصحبة إلا من يجمع بينهما , وقيل هو من ثبت له أحدهما أما قول الصحبة أو الرواية , والحق ما ذهب إليه الجمهور.
إرشاد الفحول (101)
وقال شيخ الإسلام: ولهذا قال أحمد بن حنبل في الرسالة التي رواها عبدوس بن مالك عنه من صحب النبي صلى الله عليه وسلم سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه مؤمنا به فهو من أصحابه له من الصحبة على قدر ما صحبه.
وهذا قول جماهير العلماء من الفقهاء وأهل الكلام وغيرهم يعدون في أصحابه من قلت صحبته ومن كثرت , وفي ذلك خلاف ضعيف.
منهاج السنة (8
383)
وأما تدليسه فهو نسبة هذا القول الذي ذهب إليه إلى علماء هم قائلون بخلافه وكذلك نسبة هذا القول إلى بعض الصحابة.
¥