وقد روى أحمد وأبو داود والحاكم من حديث مجمع بن حارثة قال: شهدنا الحديبية فلما انصرفنا وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند كراع الغميم ,وقد جمع الناس قرأ عليهم: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} الآية فقال رجل:يا رسول الله أو فتح هو قال: أي والذي نفسي بيده إنه لفتح ثم قسمت خيبر على أهل الحديبية.
وروى سعيد بن منصور بإسناد صحيح عن الشعبي في قوله: {إنا فتحنا لك فتحا مبينا} قال: صلح الحديبية وغفر له ما تقدم وما تأخر وتبايعوا بيعة الرضوان وأطعموا نخيل خيبر وظهرت الروم على فارس وفرح المسلمون بنصر الله.
وأما قوله تعالى: {فجعل من دون ذلك فتحا قريبا} فالمراد الحديبية
وأما قوله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} وقوله صلى الله عليه وسلم: لا هجرة بعد الفتح. فالمراد به فتح مكة باتفاق؛ فبهذا يرتفع الإشكال وتجتمع الأقوال بعون الله تعالى
الفتح (7
442)
ثانيا:الفتح المقصود في سورة النصر هو فتح مكة لا صلح الحديبية وعليه تدل الأدلة:
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر فقال بعضهم: لم تدخل هذا الفتى معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إنه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم ودعاني معهم.قال: وما رأيته دعاني يومئذ إلا ليريهم مني فقال: ما تقولون في {إذا جاء نصر الله والفتح. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا} حتى ختم السورة فقال بعضهم: أمرنا أن نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا وقال بعضهم: لا ندري أو لم يقل بعضهم شيئا فقال لي: يا ابن عباس أكذلك قولك؟ قلت: لا قال: فما تقول؟ قلت:هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه الله له {إذا جاء نصر الله والفتح} فتح مكة؛فذاك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا}. قال عمر: ما أعلم منها إلا ما تعلم
البخاري (3627)
2 - عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة قال: قال لي ابن عباس تعلم آخر سورة نزلت من القرآن نزلت جميعا؟ قلت نعم إذا جاء نصر الله والفتح قال صدقت
مسلم (3024)
3 - عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه.قالت: فقلت: يا رسول الله أراك تكثر من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه؟ فقال: خبرني ربي أني سأرى علامة في أمتي؛فإذا رأيتها أكثرت من قول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه؛فقد رأيتها إذا جاء نصر الله , والفتح فتح مكة ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا.
مسلم (484)
وقال ابن حجر: وقد أخرج النسائي من حديث ابن عباس أنها آخر سورة نزلت من القرآن , وقد تقدم في تفسير براءة أنها آخر سورة نزلت والجمع بينهما أن آخرية سورة النصر نزولها كاملة بخلاف براءة كما تقدم توجيهه , ويقال إن إذا جاء نصر الله نزلت يوم النحر وهو بمنى في حجة الوداع وقيل عاش بعدها أحدا وثمانين يوما وليس منافيا للذي قبله بناء على بعض الأقوال في وقت الوفاة النبوية.
الفتح (8
734)
ثالثا:ما ذكره المخالف من استدلاله على نزول سورة النصر قبل فتح مكة ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4)) بما أخرجه البيهقي في الدلائل (7
142): عن عكرمة والحسن بن أبي الحسن قالا:أنزل الله من القرآن بمكة اقرأ باسم ربك ون والمزمل والمدثر و تبت يدا أبي لهب و إذا الشمس كورت و سبح اسم ربك الأعلى و الليل إذا يغشى والفجر والضحى و ألم نشرح والعصر والعاديات والكوثر و ألهاكم التكاثر و أرأيت و قل يا أيها الكافرون وأصحاب الفيل والفلق و قل أعوذ برب الناس و قل هو الله أحد والنجم وعبس و إنا أنزلناه و الشمس وضحاها و السماء ذات البروج و والتين والزيتون و لإيلاف قريش والقارعة و لا أقسم بيوم القيامة والهمزة والمرسلات وق و لا أقسم بهذا البلد و السماء والطارق و اقتربت الساعة وص والجن ويس والفرقان والملائكة وطه والواقعة وطسم وطس وطسم وبني إسرائيل والتاسعة وهود ويوسف وأصحاب الحجر والأنعام والصافات ولقمان وسبأ والزمر وحم المؤمن وحم الدخان وحم السجدة وحمعسق وحم الزخرف والجاثية والأحقاف والذاريات والغاشية وأصحاب الكهف والنحل ونوح وإبراهيم والأنبياء والمؤمنون وآلم السجدة والطور وتبارك
¥