9 - طعنه في المغيرة بن شعبة رضي الله عنه وأنه لم يهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم , وإنما فر وهناك فرق بين الهجرة والفرار قال: ورجل فعل هذا لن تكون هجرته خالصة لله ورسوله لأن الأعمال بالنيات ولكل امريء ما نوى.
أقول: هذا الطعن في النيات دليل على سوء وخبث طوية لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وهذا المخالف منحرف على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , وخصوصا من كان منهم مع معاوية رضي الله عنه كما سيأتي بيانه.
ثانيا: إن الواقدي كذاب وضاع وعلى فرض ثبوت هذه القصة فيلزمك ما فيه.
وفيه قول النبي صلى الله عليه وسلم للمغيرة: الإسلام يجب ما كان قبله.
طبقات ابن سعد (4
286)
فلا يصح أن يعاب الصحابة بما عملوا في الجاهلية قبل إسلامهم.
10 - قول ابن عباس رضي الله عنهما قال: ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوم توفي على أربعة منازل؛ مؤمن مهاجر والأنصار وأعرابي مؤمن لم يهاجر إن استنصره النبي نصره وإن تركه فهو أذن له وإن استنصروا النبي صلى الله عليه وسلم كان حقا عليه أن ينصره والرابعة التابعين بإحسان.
وهذا من الاستدلال بالضعيف فابن جريج لم يسمع من ابن عباس وهو مدلس ولم يصرح بالتحديث كماذكر المخالف , ومع ذلك يستدل به.
10 - عن زيد بن أسلم أن عمر بن الخطاب جمع أناسا من المسلمين فقال: إني أريد أن أضع هذا الفيء موضعه فليغد كل رجل منكم علي برأيه؛ فلما أصبح قال: إني وجدت آية من كتاب الله تعالى - أو قال آيات - لم يترك الله أحدا من المسلمين له في هذا المال شيء إلا قد سماه قال الله {واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول} حتى بلغ {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا الآية} ثم قرأ {للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم إلى أولئك هم الصادقون} فهذه للمهاجرين ثم قرأ {والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم} حتى بلغ {ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون} ثم قال هذه للأنصار ثم قرأ {والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان حتى بلغ رؤوف رحيم} ثم قال: فليس في الأرض مسلم إلا له في هذا المال حق أعطيه أو حرمه.
عبد الرزاق في مصنفه (4
151)
قلت: وهذا إسناد ضعيف في إسناده عبد الله العمري وهو ضعيف.
11 - عن عبد الرحمن بن ميسرة قال: مر بالمقداد بن الأسود رجل فقال: لقد أفلحت هاتان العينان رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجتمع المقداد غضبا وقال: يا أيها الناس لا تتمنوا أمرا قد غيبه الله فكم ممن قد رآه ولم ينتفع برؤيته.
قلت: الذين لم ينتفعوا برؤيته هم الكفار والمنافقين وليس الصحابة
فعن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوما فمر به رجل فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لوددنا أنا رأينا ما رأيت وشهدنا ما شهدت فاستغضب فجعلت أعجب ما قال إلا خيرا ثم أقبل عليه فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيبة الله عنه لا يدرى لو شهده كيف يكون فيه , والله لقد حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم أقوام كبهم الله على مناخرهم في جهنم لم يجيبوه ولم يصدقوه أو لا تحمدون الله عز وجل إذ أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم فتصدقون بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم قد كفيتم البلاء بغيركم , والله لقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم على أشد حال بعث عليها نبي قط في فترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان فجاء بفرقان فرق به بين الحق والباطل , وفرق به بين الوالد وولده حتى إن كان الرجل ليرى والده أو ولده أو أخاه كافرا وقد فتح الله قفل قلبه بالإيمان, ويعلم أنه إن هلك دخل النار فلا تقر عينه وهو يعلم أن حبيبه في النار وأنها للتى قال الله عز وجل: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين}.
الأدب المفرد (87)
المسألة الثانية: عدالة الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين
¥