وفي باب الصحابة الذين لم يحسنوا الصحبة في نظره
ذكر ص 177: وهناك أناس صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم قبل الحديبية لكنهم أساءوا الصحبة أو تغيروا وبعضهم نافق ...
مع اعترافه أنه لم يثبت اتهام أكثرهم من حيث الإسناد , وهنا نلمس مدى انحرافه وتعلقه بأي قول للطعن في الصحابة ومن الأمثلة على ذلك:
1 - حميد الأنصاري ذكر أنه صاحب الزبير الذي تشاجر معه ولم يرض بحكم النبي صلى الله عليه وسلم وقد اتهم بالنفاق – كذا قال –
قلت: لم يرتض ابن حجر رحمه الله أنه صاحب الزبير وتعقب من قال ذلك
قال ابن حجر: حميد الأنصاري يقال: هو الذي خاصم الزبير في شراج الحرة والحديث في الصحيحين من طريق الزهري عن عروة بن الزبير , ولم يسم فيه بل فيه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير أخرجه أبو موسى من طريق الليث عن الزهري فسماه حميدا قال أبو موسى لم أر تسميته إلا في هذه الطريق قلت: ويعكر عليه أن في بعض طرقه أنه شهد بدرا وليس في البدريين أحد اسمه حميد.
الإصابة (2
129)
2 - ثعلبة بن حاطب. قال المخالف: في قول بعضهم وفيه جدل كبير!
قلت: لا يصح أنه نزل فيه {ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله} الآية
مع شهرتها فسند الرواية ضعيف , وقد رد ابن حجر رحمه الله في الإصابة ذلك فقال: وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مات ولم يقبض منه الصدقة ولا أبو بكر ولا عمر وأنه مات في خلافة عثمان وفي كون صاحب هذه القصة إن صح الخبر ولا أظنه يصح .. وقد تأكدت المغايرة بينهما بقول ابن الكلبي: إن البدري استشهد بأحد ... والبدري اتفق على أنه ثعلبة بن حاطب وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل النار أحد شهد بدرا والحديبية , وحكى عن ربه أنه قال لأهل بدر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فمن يكون بهذه المثابة كيف يعقبه الله نفاقا في قلبه وينزل فيه ما نزل فالظاهر أنه غيره.
الإصابة (1
400)
3 - سمرة بن جندب قال المخالف: لم يؤثر عنه نفاق لكنه أساء السيرة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكان يبيع الخمر ويقتل البشر ويرضي معاوية في سخط الخالق ..
قلت: {ستكتب شهادتهم ويسئلون}
4 - معتب بن قشير قال المخالف اتهم بالنفاق وقد اتفقوا على ذكره في المنافقين وهو مذكور في أهل بدر فالله أعلم بحاله.
قلت: لم يجزم العلماء بنفاقه قال ابن حجر
وقيل إنه كان منافقا وإنه الذي قال يوم أحد لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا وقيل إنه تاب وقد ذكره بن إسحاق فيمن شهد بدرا.
الإصابة (6
175) وكذلك ذكر ابن عبدالبر في الاستيعاب ذلك بصيغة التضعيف.
4 - مخشي بن حمير قال المخالف: اتهم بالنفاق وقيل أنه تاب
قلت: قال ابن عبد البر: كان من المنافقين وسار مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى تبوك حين أرجفوا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم تاب وحسنت توبته وسمي عبد الرحمن , وسأل الله أن يقتله شهيدا لا يعلم مكانه؛فقتل يوم اليمامة فلم يوجد له أثر.
الاستيعاب (1
431)
كم أنه لما عدد التابعين بغير إحسان –على تقسيمه – وهم صحابة
قال: وأما التابعون بغير إحسان فهم الذين ظهر ظلمهم أو فسقهم وكان سوء السيرة غالبا على سيرهم كمعاوية بن أبي سفيان ....
قلت: ومثال هؤلاء الصحابة الذين أساؤوا السيرة في نظره
وحشي بن حرب! ولما نظرنا في ترجمة وحشي لم نجد له من ظلم أو فسق ولم يخض في حرب صفين أو الجمل ولم يلي لمعاوية ثم تذكرنا أنه قتل قبل إسلامه حمزة رضي الله عنه , فعلمنا أن إسلامه لم يرتضه حسن المالكي , ولم يرتض قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الإسلام يجب ما قبله.
وكذلك لما تتبعنا تراجم هؤلاء الصحابة الذين عددهم وجدناهم كانوا مع معاوية أو ولاة لمعاوية أو أقرباء له , وهذا فيه دليل على انحرافه على الصحابة وخصوصا من كان مع معاوية ومن هؤلاء:
1 - عتبة بن أبي سفيان وذنبه أنه أخ لمعاوية.
2 - أبو الأعور السلمي قال مسلم وأبو أحمد الحاكم في الكنى: له صحبة , وذكره البغوي وابن قانع وابن سميع وابن منده وغيرهم في الصحابة.
وقال عباس الدوري في تاريخ يحيى بن معين سمعت يحيى يقول: أبو الأعور السلمي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان مع معاوية.
3 - حمل بن سعدانة ,وفي ترجمته أنه شهد صفين مع معاوية.
¥