تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[أنفاس الكلمات]

ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[17 - 03 - 07, 03:47 م]ـ

[أنفاس الكلمات]

سبحان الله العظيم

ما أبدع صنعه ... وما أكمل خلقه

(وفي أنفسكم أفلا تبصرون)

خلق الله جل وعلا الإنسان في هذه الدنيا ليعمرها بالطاعة .. وأحسن خَلْقه .. وأبدع تصويره

ومما هيأه الله للعبد .. تلك الأنامل

الصغيرة في خَلقها

الكبيرة في شأنها

نعم .. والله إن أمرها لعجيب .. بها استطاع الإنسان أن يعمر هذه الدنيا، فما الطائرات ولا السيارات ولا السفن ولا المنشآت ولا الآلات إلا نتاج من تلك الأنامل العجيبة

***********************

والأعجب من ذلك ... تلك الكلمات التي تُكتب بها

فلم نتعرف إلى حكم الله وأحكامه وشرعه ونحن في القرن الرابع عشر من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلا عن طريق الكتابة والتدوين

سبحان الله العظيم

(اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم)

قال القرطبي في تفسيره: " روى سعيد عن قتادة قال: القلم نعمة من الله تعالى عظيمة، لولا ذلك لم يقم دين، ولم يصلح عيش.

فدل على كمال كرمه سبحانه، بأنه علم عباده ما لم يعلموا، ونقلهم من ظلمة الجهل إلى نور العلم، ونبه على فضل علم الكتابة، لما فيه من المنافع العظيمة، التي لا يحيط بها إلا هو.

وما دونت العلوم، ولا قيدت الحكم، ولا ضبطت أخبار الأولين ومقالاتهم، ولا كتب الله المنزلة إلا بالكتابة، ولولا هي ما استقامت أمور الدين والدنيا " انتهى

وهكذا يعرف المسلم قدر تلك الكلمات التي تخطها أنامله

لا سيما .. وقد اتسعت الدائرة الآن بدخول عالم الإنترنت والمنتديات والماسنجر و ... و ...

فهل من وقفة مع تلك الكلمات .. وهل هي لنا أو علينا؟؟؟؟

وما من كاتب إلا سيفنى ... ويبقى الدهر ما كتبت يداه

فلا تكتب بكفك غير شيء ... يسرك في القيامة أن تراه

**********************

وإن تعجب فعجب ذلك النَفَس المستوحى من تلك الكلمات

فمن خلال ورقة صماء وحبر جاف تعيش أنفاس الكاتب ونفسياته

فرح وسرور .. هم وغم .. مشاكل وأحزان .. آهات وعبرات .. نصيحة .. جفاء ..

بل ربما وصلت إلى ما هو أعمق من ذلك بتحليل حياته الشخصية وبيئه

أمر آخر عجيب ... وهو سر من إسرار الإخلاص ..

نجد للكلمة تأثيراً على القارئ متى ما أخلص في نصحه وأراد وجه الله عز وجل

والعكس بالعكس .. فمهما بلغ الكاتب في البلاغة والفصاحة ... ولم يخلص في كتابته فلا تأثر ولا تأثير

عن عمر بن ذر أنه قال لوالده:

"يا أبي! مالك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء، وإذا وعظهم غيرك لا يبكون؟

فقال:

يا بنى! ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة "

عجائب لا تعد ولا تحصى .. فأين المتأمل والمتدبر!!!!

كتبه / أبو أيوب

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير