ولد سنة 608هـ وتوفي سنة 696هـ، والرجل لم يكن عالماً قط، ولم يعدُّه أحدٌ من المترجمين له في عداد العلماء بل عدُّوه من الشعراء ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=560157#_edn2))، ومن عدَّه كذلك من المعاصرين لم يستطع أن يثبت ذلك، وإنما هي ألقاب تكال كيلاً كما هي عادة القوم ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=560157#_edn3)).
والبوصيري كان ممقوتاً لإطلاق لسانه في الناس بكل قبيح وذكره لهم بالسوء في مجالس الأمراء والوزراء ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=560157#_edn4))، سيء الخلق مع زوجته وغيرها، شحَّاذاً، مضطرباً في شخصيته، فتارة يمدحُ النصارى ويذُمُّ اليهود، وتارة يمدح اليهود إرضاءً للنصارى، وتارة يذم الاثنين معاً ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=560157#_edn5))، وكان كثير المدح للسلاطين طمعاً فيما عندهم وهذا ليس غريباً على الشعراء لكنه ليس من صنيع العلماء، أضف إلى ذلك أنَّ له أبياتاً كثيرة في البردة والهمزية وبقية قصائده الواردة في ديوانه، فيها من الغلو ما يصدِّق قول منتقديه فيه، وإليك جوانب مما ذكر:
أما سوء خلقه مع زوجته فقد ذمَّها وأشار إلى اتهامها بالفاحشة في قصيدة طويلة، وفي القصيدة من الفحش والفجور والفسق ما فيها، نسأل الله السلامة:
وَبَليَّتي عرسٌ بُليت بمقتها
والبعل ممقوت بغير قيامِ
جعلت بإفلاسي وشيبي حجة
إذا صرت لا خلفي ولا قدامي
بلغت من الكبر العِتي ونكِّست
في الخلق وهي صبية الأرحامِ
إن زرتها في العام يوماً أنتجت
وأتت بستة أشهر بغلامِ
أوَ هذه الأولاد جاءت كلها
من فعلِ شيخٍ ليس بالقوَّام؟!
وأظن أنهمُ لعظم بليتي
حملت بهم لا شك في الأحلامِ
أوَ كلَّ ما حَلِمت به حَمًلت به؟
من لي بأن الناس غير نيامِ؟
يا ليتها كانت عقيماً آيساً
أوْ ليتني من جملة الخدامِ
أوْ ليتني من قبل تزويجي بها
لو كنت بعت حلالها بحرام!
أوْ ليتني بعض الذين عرفتهم
ممن يحصِّن دينه بغلام! ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=560157#_edn6)).
والبوصيري كان شحَّاذاً يستخدم شِعره في استجداء ما عند الناس -وهذا ليس من صنيع العلماء- فها هو يشكو للصاحب بهاء الدين علي بن محمد بن حنا حاله وكثرة عياله بقوله:
أيها الصاحب المؤمل أدعو
كَ دعاء استغاثة واستجارة
أثقلتْ ظهري العيال وقد كنـ
تُ زماناً بهم خفيف الكارة
ولو أني وحدي لكنت مريداً
في رباطٍ أو عابداً في مغارة
أحسب الزهد هيِّناً وهو حربٌ
لست فيه ولا من النَّظَّارة
لا تكلْني إلى سواكَ فأخيا
رُ زماني لا يمنحون خيارة
ووجوهُ القصاد فيه حديد
وقلوبُ الأجوادِ فيه حجارة
فإذا فازت كفُّ حرٍّ بِبُرٍّ
فهو إما بنقضةٍ أو نشارة
إن بيتي يقول قد طال عهدي
بدخول التِّلِّيس لي والشكارة
وطعامٌ قد كان يعهده النا
سُ متاعاً لهم وللسيارة
فالكوانين ما تعابُ من البر
دِ بطباخةٍ ولا شَكَّارة
لا بساطٍ ولا حصيرٍ بدهليـ
ـــزٍ ولا مجلسٍ ولا طيارة ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=560157#_edn7)).
ويطلب من غيره كنافة في شهر الصوم فيقول:
ما أكلنا في ذا الصيام كنافة
آه وا بُعدها علينا مسافة
قال قوم إنَّ العماد كريم
قلت هذا عندي حديث خرافة
أنا ضيفٌ له وقد مت جوعاً
ليت شعري لم لا تعد الضيافة
وهو يطعم الطعام فما يُطْـ
ـعِمُه إلا بسمعةٍ أو مخافة ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=560157#_edn8)).
وقال يهجو أناساً سرقوا حمارته وبالغ في ذلك جداً من أجل حمارة! فقال:
أرى المستخدمين مشوا جميعاً
على غير الصراط المستقيم
معاشر لو وُلوا جناتِ عدن
لصارت منهمُ نار الجحيم
فما من بلدة إلا ومنهم
عليها كل شيطان رجيم
فلو كان النجوم لهم رجوماً
لقد خلتِ السماءُ من النجوم ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=560157#_edn9)).
¥