وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: - اجتنبوا السبع الموبقات قالوا: يا رسول الله وما هن؟ قال: - " الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات. " رواه البخاري ومسلم.
قوله: اجتنبوا أي ابعدوا، وهو أبلغ من قوله: دعوا واتركوا، لأن النهي عن القربان أبلغ، كقوله تعالى:" ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ".
- بعض وسائل السحرة في التّقرُّب إلى الشيطان:
من السحرة من يرتدي المصحف في قدميه يدخل به الخلاء، ومنهم من يكتب آيات من القرآن بالقذارة، ومنهم من يكتبها بدم الحيض، ومنهم من يكتب آيات من القرآن على أسفل قدميه، ومنهم من يكتب الفاتحة معكوسة، ومنهم من يصلي بدون وضوء، ومنهم من يظلّ جنباً، ومنهم من يذبح للشيطان فلا يذكر اسم الله عند الذبح ويرمي الذبيحة في مكان يحدده له الشيطان، ومنهم من يخاطب الكواكب ويسجد لها من دون الله، ومنهم من يأتي أمه أو ابنته، ومنهم من يكتب طلسماً بألفاظ غير عربية تحمل معاني كفريّة.
ومن هنا يتبين لنا أنّ الجنيَّ لا يساعد الساحر ولا يخدمه إلا بمقابل، وكلما كان الساحر أشد كفراً كان الشيطان أكثر طاعة له، وأسرع في تنفيذ أمره، وإذا قصّر الساحر في تنفيذ ما أمره به الشيطان من أمور كفريّة امتنع الشيطان من خدمته وعصى أمره.
فالساحر والشيطان قرينان التقيا على معصية الله تعالى.
وإذا نظرت إلى وجه الساحر تبيّن لك صحّة ما ذكرت حيث تجد ظلمة الكفر مسدولة على وجهه كأنها غمامة سوداء.
وإذا عرفت الساحر عن قُرب تجده يعيش في شقاء نفسيّ مع زوجته وأولاده بل مع نفسه، فهو لا يستطيع أن ينام هادئ البال مرتاح الضمير بل إنّه يفزع في النوم مرّات ومرّات، أضف إلى ذلك أنّ الشياطين كثيراً ما تؤذي أولاده وزوجته وتوقع بينهم الشقاق والخلاف.
علامات يعرف بها الساحر:
كثير من السلمين لا يفرّقوا بين العلاج القرآني و (العلاج!) بالسحر، فالأوّل إيمانيّ والثاني شيطانيّ، ويزيد الأمر غموضاً عند الناس أنّ بعض السحرة عندما يقول عزيمته الكفريّة يُسِرُّ بها، ويعلن فيما بينها بآيات قرآنيّة يُسمعها المريض فيظنّ أنّ علاجه بالقرآن وليس كذلك، ويُسلّم لكلّ أمر يأمره به الساحر.
وهذه علامات إذا وجدت واحدة منها في أحد المعالجين فهو ساحر بلا أدنى ريب:
1 - يسأل المريض عن اسمه واسم أمه (والسؤال عن اسم الأم لا الأب لأن الناس عندهم زناة لا يمكن التأكد من آبائهم فيسألون عن اسم الأم!).
2 - يأخذ أثراً من آثار المريض (ثوب – قلنسوة – منديل – فانيلة ... ).
3 - أحياناً يطلب حيواناً بصفات معينة ليذبحه ولا يذكر اسم الله عليه وربّما لطّخ بدمه أماكن الألم من المريض أو يرمي به في مكان خرِب.
4 - كتابة الطلاسم غير المفهومة أو قراءتها.
5 - إعطاء المريض (حجاباً) يحتوي على مربعات بداخلها حروف أو أرقام.
6 - أحياناً يطلب من المريض ألا يمسّ الماء لمدّة معيّنة.
7 - يعطي للمريض أشياء يدفنها في الأرض.
8 - يعطي للمريض أوراقاً يحرقها ويتبخّر بها.
9 - أحياناً يخبر المريض باسمه واسم بلده ومشكلته التي جاء من أجلها.
10 - يكتب للمريض حروفاً مقطّعة في ورقة (حجاب) أو في طبق من الخزف الأبيض ويأمر المريض بإذابته وشربه – وهذا يختلف عن قراءة القرآن على الماء وشربه فهو طريقة صحيحة -.
- حد الساحر:
يقول ابن تيمية: - " أكثر العلماء على أن الساحر كافر يجب قتله، وقد ثبت قتل الساحر عن عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وحفصة بنت عمر، وعبد الله بن عمر، وجندب بن عبدالله ... " مجموع الفتاوي 29/ 384.
فمن هذه الآثار ما جاء في صحيح البخاري " عن بجالة بن عبدة أنه قال: - كتب عمر بن الخطاب أن اقتلوا كل ساحر وساحرة. قال: فقتلنا ثلاث سواحر. "
يقول ابن قدامة – معلقاً على هذا الأثر -: - " وهذا اشتهر فلم ينكر، فكان إجماعاً. "
¥