تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحور العين أزواج المتقين.]

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:29 م]ـ

يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: {وزوجناهم بحورٍ عين} وقال تعالى: {وحور عين؛كأمثال اللؤلؤ المكنون}؛والحور جمع حوراء؛وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء؛ شديدة سواد العين؛والعِين.؛:اللائي جمعت أعينهن صفات الحسن والملاحة فهي واسعة العين مع شدة سوادها وصفاءبياضها وطول أهدابها وسوادها؛من صفات هؤلاء الزوجات الحسناوات أنهن عفيفات وقاصرات الطرف على أزواجهن؛لا ينظرن لغير أزواجهن؛ولا تتعلق قلوبهن بغيرهم كما قال تعالى {فيهن قاصرات الطرف}.

ومن صفاتهن الطهارة من الحيض والنفاس والبول والغائط؛وكلما يكون في نساء الدنيا من الأكدار؛وكذلك طهارة بواطنهن من الغيرة والكيد؛وكل مايعتري البشر من الأخلاق المذمومة قال تعالى: {وأزواج مطهرة}، ومن صفاتهن أنهن جمعن المحاسن كلها ظاهرا وباطنا خلْقا وخُلُقا؛ كما قال تعالى: {فيهن خيرات حسان} يعني خيرات الأخلاق حسان الوجوه؛ ومن صفاتهن:صفاء لون أجسادهن وبياضها وكونها في غايةالحسن والجمال والنعومة والرقة؛فقد شبههن الله –تبارك في علاه- باللؤلؤ المكنون وبالبيض المكنون وبالياقوت و المرجان.قال تعالى: {وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون} وقال تعالى: ((و عندهم قصرات الطرف عين كأنهم بيض مكنون)). وقال تعالى (كأنهن الياقوت و المرجان)،و ما شبههن الله تبارك و تعالى بذلك إلا ليدلك على عظمة جمال ما أعد الله لك من النساء أيها العبد إن كنت من المتقين بلهَ ما أعد لك من النعيم المقيم و الرضوان من الله،قال تعالى – بعد أن ذكر شهوات الدنيا من النساء و البنينو المال – قال سبحانه: ((قل أؤنبئكم بخير من ذلك للذين اتقوا عند ربهم جنت تجري منتحتها الأنهر خلدين فيها و أزواج مطهرة ورضوان من الله، والله بصير بالعباد)) وأزواج مطهرة جمالهن يفوق كل جمال،ولا أن يخطر في البال أو يدور في الخيال، فأعظم بذلك الجمال الذي لا يبلى و لا يزول،و لا ينقص بل يزداد، بل من صفة ذلك الجمال حسن الصدور و نعومتها،بثديين تفلكا كأنهما حبتا رمان من أحسن الرمان،وقد وصف ذلك الله سبحانه و تعالى في القرآن ((إن للمتقين مفازا،حدائق و أعنابا،و كواعب أترابا)) كواعب أي نواهد،جمع كاعب ناهد.

و من صفاتهن أنهن أبكار لم يفضضن،و شابات على سن واحد لايهرمن, مغنوجات متحببات لأزواجهن على كل حال قال تعالى (إنا أنشأنهن إنشاءً،فجعلنهن أبكارا،عربا أترابا،لأصحاب اليمين) قال العلامة السعدي رحمهالله في تفسيره: والعروب:هي المرأة المتحببة إلى بعلها ...... إلى أن قال: إن نظرإلى أدبها وسمتها ودلها ملأت قلب بعلها فرحا وسرورا؛وإن انتقلت من محل إلى آخر؛ امتلأ ذلك الموضع منها ريحاً طيبا ونورا .... إلى أن قال: والأتراب اللاتي على سن واحدة ثلاث وثلاثين سنة؛التي هي غاية ما يُتمنى؛أكمل سنّ الشباب؛ فنساؤهم عرب أتراب؛متفقات مؤتلفات؛راضيات مرضيات؛لا يَحزن ولا يُحزن؛بل هُنّ أفراح النفوس؛ وقرة العيون؛وجلاء الأبصار.انتهى كلامه رحمه الله.

ومن صفاتهن أن الله عز وجل وهبهن أصواتا جميلة؛لم تسمع الخلائقُ بمثلها قط؛أخرج الطبراني عن ابن عمر -رضي الله عنهما- بسند صحيح قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسنِ أصوات ما سمعها أحد قط؛إن مما يغنين:نحن الخيرات الحسانُ أزواجُ قومٍ كرامْ

ينظرن بقرةِ أعيان؛ وإن مما يغنين به:نحن الخالدات فلا يمتنهْ

نحنُ الآمناتُ فلا يخفنهْ نحنُ المقيمات فلا يظعنهْ.

قال ابن القيم – رحمه الله- في نونيته العظيمة –واصفا الحور العين:

فاسمع صفاتِ عرائسِ الجناتِ

ثم اختر لنفسك ياأخا العرفانِ.

حورٌ حسان قد كملنَ خلائقاً

ومحاسنا ًمن أجملِ النسوانِ

حتى يحارالطرفُ في الحسنِ الذي

قد أُلبست فالطرفُ كالحيرانِ

ويقول لما أنْ يشاهد حُسْنها

سبحان معطي الحسنِ والإحسانِ

والطرفُ يشرب من كؤوس جمالها

فتراه مثل الشارب النشوانِ

كملت ْ خلائقها واُكمل حسنها

كالبدر ليلَ الستِ بعد ثمانِ.

والشمس تجري في محاسن وجهها

والليلُ تحتَ ذوائبِ الأغصانِ.

إلى أن قال ...

حمرُ الخدود ثغورهن لآلأً

سود العيونِ فواتر الأجفانِ

والبرقُ يبدو حين يَبْسمُ ثغرهُا

فيضىءُ سقف القصربالجدرانِ

إلى آخر أبياته وهي أبيات جميلة في وصف الحور العين.فنسأل الله أن يستعملنا في طاعته وأن يجنبنا معصيته وأن يرزقنا جنته.

وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 03 - 07, 04:55 م]ـ

بارك الله فيك على الموضوع الرائع والجميل والمشوق .....

هذا من أكثر المواضيع حبا للرجال المؤمنين (إبتسامة)

ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 03 - 07, 05:28 م]ـ

بارك الله فيك على الموضوع الرائع والجميل والمشوق .....

هذا من أكثر المواضيع حبا للرجال المؤمنين (إبتسامة)

إي والله إي والله:)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير