ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 03 - 07, 10:59 م]ـ
قال الشيخ / عبدالله المنيع حفظه الله:
مقدمة البحث:
اقتضت حكمة الله تعالى في خلقه وفي تنظيم شؤون عباده أن يعتمد هذا التكوين على التقدير الدقيق. قال تعالى: سورة الرعد الآية 8 وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ، وقال تعالى: سورة الرحمن الآية 7 وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ سورة الرحمن الآية 8 أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ سورة الرحمن الآية 9 وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ، وقال تعالى: سورة الحديد الآية 25 لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ.
وتوعد تعالى المطففين بالويل والثبور حينما يكون منهم الإخلال بميزان القسط فيكون لهم كيلان؛ كيل لشرائهم وكيل لبيعهم، قال تعالى: سورة المطففين الآية 1 وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ سورة المطففين الآية 2 الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ سورة المطففين الآية 3 وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ.
وأرسل الله رسوله شعيبا عليه السلام في قومه لما استمرأوا الظلم والعدوان، وغمط الناس حقوقهم ببخسهم المكاييل والموازين، فدعاهم عليه السلام فقال: سورة الشعراء الآية 181 أَوْفُوا الْكَيْلَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُخْسِرِينَ سورة الشعراء الآية 182 وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ سورة الشعراء الآية 183 وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ.
وقد جاءت السنة محذرة من التطفيف في الكيل والوزن، لما في ذلك من الظلم والعدوان وأكل أموال الناس بالباطل عن طريق التطفيف وبخس الكيل والوزن.
ففي سنن ابن ماجه في كتاب الفتن باب العقوبات بإسناده إلى ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سنن ابن ماجه الفتن (4019). يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان، ولم يمنعوا زكاة أموآله م إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله ورسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا بما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم اهـ.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعا وموقوفا، والوقف أصح أنه قال لأصحاب الكيل والوزن: سنن الترمذي البيوع (1217). إنكم قد وليتم أمرين هلكت فيه الأمم السابقة قبلكم يعني بهما الكيل والوزن.
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يمر بالبائع فيقول: " اتق الله وأوف الكيل والوزن بالقسط فإن المطففين يوم القيامة يوقفون حتى أن العرق ليلجمهم إلى أنصاف آذانهم " تفسير القرطبي 19\ 254. هذه النصوص من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وما جاء عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم صريحة في أن بخس الكيل والوزن عدوان وأكل للمال بالباطل ويعتبر سرقة موجبة للعقاب الزاجر والرادع من حبس وجلد وتغريم حسبما يقتضيه نظر ولي الأمر ونوابه القضاة وأولو الحسبة والاختصاص.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:06 م]ـ
ما شاء الله، بارك الله.
أحسنت أخي المفيد المسيطير، موضوع مفيد جدا، أفادك الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 03 - 07, 11:12 م]ـ
فصل: في ذكر بعض ما جاء في الكتاب والسنة من المكاييل والموازين والمقاييس:
جاء في القرآن الكريم ذكر القنطار من الموازين في قوله تعالى: سورة النساء الآية 20 وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا وفي قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 75 وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ.
وجاء في القرآن الكريم ذكر الدينار من الموازين في قوله تعالى: سورة آل عمران الآية 75 وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا.
¥