ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 06:22 م]ـ
فائدة 29 - السؤال: قال أحد طلاب العلم لطلابه، إنه يجوز الخروج على ولي الأمر الفاسق، ولكن بشرطين: الأول: أن يكون عندنا القدرة على الخروج عليه. والثاني: أن نتيقن أن المفسدة أقل من المصلحة رجحانا؛ وقال هذا منهج السلف! نرجو توضيح هذه المسألة. حيث إنه ذكر الفاسق! ولم يقل: ما رأينا عليه الكفر البواح!، أوضحوا ما أشكل علينا يرعاكم الله.
وقال إن مسألة تكفير من لم يحكم بما أنزل الله اجتهادية، وقال: إن أكثر أئمة السلف يكفرون من لم يحكم بما أنزل الله مطلقا! أي: لم يفصلوا فيمن حكم، والسؤال مهم جدا .... فنريد الجواب هذه الليلة.
الجواب:
[قل لهم – بارك الله فيك – إن هذا الرجل لا يعرف عن مذهب السلف شيئا! والسلف متفقون على أنه لا يجوز الخروج على الأئمة أبرارا كانوا أو فجارا، وأنه يجب الجهاد معهم، وأنه يجب حضور الأعياد والجُمَع التي يصلونها هم بالناس – كانوا بالأول يصلون بالناس – وإذا أرادوا شيئا من هذا فليرجعوا إلى " العقيدة الواسطية " حيث ذكر (أن أهل السنة والجماعة يرون إقامة الحج والجهاد والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا)، هذه عبارته – رحمه الله تعالى -.
فقل له: إن ما ذكر أنه منهج السلف هو بين أمرين:
إما كاذب على السلف!، أو جاهل بمذهبهم،
فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة ***** وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم.
وقل: إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: [ .. إلا أن تروا منهم كفرا بَواحا عندكم فيه من الله برهان].
فكيف يقول هذا الأخ: إن منهج السلف الخروج على الفاسق؟!! يعني أنهم خالفوا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام صراحة!! ثم إن هذا الأخ في الواقع، ما يعرف الواقع!، الذين خرجوا على الملوك سواء بأمر ديني، أو بأمر دنيوي، هل تحولت الحال من سيئ إلى أحسن؟! أبدا، بل من سيئ إلى أسوأ بعيدا، وانظر الآن إلى الدول كلها، تحولت إلى شيء أفسد.
أما من لم يحكم بما أنزل الله، فهذا أيضا ليس بصحيح، ليس أكثر السلف على أنه يكفر مطلقا، بل المشهور عن ابن عباس أنه كفر دون كفر، والآيات ثلاث، كلها في سياق واحد، نسق واحد، الكافرون، الظالمون، الفاسقون، وكلام الله لا يكذب بعضه بعضا، فيحمل كل آية منها على حال، يكون فيها بهذا الوصف، تحمل آية التكفير على حال يكفر بها، وآية الظلم على حال يظلم فيها،، وآية الفسق على حال يفسق بها.
فأنت انصح هؤلاء الإخوان، طالب العلم الذي يقول للطلبة ..
قل له: يتق الله في نفسه، لا يَغُر المسلمين، غدا تخرج هذه الطائفة ثم تُحَطّم، أو يتصورون عن الإخوة الملتزمين تصورا غير صحيح، بسبب هذه الفتاوي الغير صحيحة. فهمت].
سبحان الله، انظروا يا إخوة إلى حكمة علمائنا ورسوخهم، لا حدثاء الأسنان، ضعفاء الأحلام.
وصدق النبي صلى الله عليه وسلم [البركة مع أكابركم].
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 04 - 07, 03:09 ص]ـ
في "كشف الخفاء" (1/ 335): (البركة مع أكابركم
رواه ابن حبان والحاكم في صحيحيهما عن ابن عباس مرفوعا
ورواه الطبراني في الأوسط والديلمي وغيرهما عن ابن المبارك قال ابن حبان وليس هذا الحديث في كتب ابن المبارك مرفوعا ولم يحدث به بخراسان إنما حدث به بطريق الروم فسمعه منه أهل الشام
وقال الحاكم صحيح على شرط البخاري وتبعه ابن دقيق العيد في الاقتراح وفي صحته نظر كما في اللآلئ لإعلاله بمثل ما تقدم عن ابن حبان
نعم قال فيها: وله شواهد منها حديث الصحيح أنه قال " كبر كبر " أي ليتكلم الأكبر وحديث " فإن استويا في القرآن والسنة والهجرة فليؤمهم أكبرهم سنا "
ورواه البزار عن ابن المبارك بلفظ: الخير مع أكابركم. [صفحة 336]
ورواه هشام بن عمار عن خالد مرفوعا وله شاهد رواه ابن عدي عن أنس مرفوعا وكذا أبو نعيم عن ابن مسعود رفعه: " لا يزال الناس بخير ما اخذوا العلم عن أكابرهم فإذا اخذوا العلم عن أصاغرهم هلكوا)
وفي "الكامل" (2/ 77): (وهذا لا يروى موصولا الا عن بن المبارك روى عنه نعيم بن حماد والوليد بن مسلم وبقية هذا والأصل فيه مرسل).
¥