فإن جادل مناقش بأن رد النزاع لغير الشراع هو من المحرمات لا من الكفريات (وهذا عندي غير مقبول أبدا وخلاف ظاهر لنصوص القرآن ولكنه لنفرضه هنا تنزلا) فهل سيلتزم بلازم ذلك ويحرم هذه العقود إلا على المضطر؟؟
وأنا أعلم أن الجري على هذا التأصيل يفضي لحرج بالغ لا يمكن تصوره إذا طرد العمل به في كثير من الأماكن, ولكن هذا لا يعني قلب المسلمات الشرعية - عياذا بالله - للوصول للترخيص, ولذلك أبحث عن مخرج شرعي, وعندما أقول شرعي فإني أريد تجنب ما يفعله كثير من طلبة العلم بالتوسع بالفتوى بدون تأصيل للمسألة, فهم بمجرد ملاحظة لوازم المسألة وما فيها من حرج يفزعون لفتح الأبواب فيها على المصراع, وإذا طلبت تأصيلا شرعيا لا تجد غير عبارات كـ (ما ذا يفعل الناس - ستتوقف عجلة الحياة - ... آلخ) من الكلام الذي يليق بالعوام لا بطلبة العلم, فلماذا يعجز حضرات طلبة العلم عن إيجاد تأصيل شرعي لهذه المسائل؟؟
هل الشريعة لم تأتي بأحكام لهذه الأمور توضحها؟؟ حاشا لله
أو إن طلبة العلم تقاعسوا وتكاسلوا وانشغلوا بمسائل مقتولة بحثا للنفخ فيها وتكريرها وشغل أنفسهم والمشايخ بها؟ أظن الجواب واضح, والمسئولية تقع على الجميع
بعض الإخوان يقول أن هذه المسائل هي نتيجة طبيعية للعيش تحت وطأة القوانين الوضعية, ولذلك لا تطلب من الشريعة أن ترخص لك في أن تجاري هذا الكفر, بل إما أن تدافعه أو تهاجر, أما استمرار الوضع وشرعنته بالفتاوى التي ترخص في كل شيء فهذا لم يأت به الشرع
ولكني أقول أن هذا الحل وإن كان مطلوبا من حيث الأصل, ولكن حتى يتحقق هذا الحل الجذري, هل يترك الناس بلا فتاوى وتأصيلات يواجهون بها مشاكلهم؟؟؟
هذا ما أحاول الوصول إليه - (أعنى تصور فقه يعيش به الناس في هذه المرحلة العصيبة التي تمر بها الأمة حتى تنجلي) - من فترة طويلة وأجده في غاية الصعوبة والاستعصاء, لا سيما مع ما هي عليه أحوال أغلب من يفترض فيهم التصدي لهذه المسائل, وبعدهم عن الأولويات التي يجب عليهم معالجتها, وانصرافهم إلى ما دونها من المسائل الأقل أهمية, هذا إن لم يكونوا ممن أصيبوا بالانتكاس الفكري في الأصول والثوابت, ذلك البلاء الذي عم وطم أمام قوة العاصفة التي تريد قلع شجرة هذا الدين العظيم, نسأل الله العفو والثبات
والحديث ذو شجون, وحسبنا الله ونعم الوكيل, وإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[25 - 02 - 08, 03:17 م]ـ
أخي ابن وهب الرابط الذي زودتني به مضغوط, وعند محاولة فكه ظهرت رسالة مفادها أنه معطوب, فما العمل؟
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - 05 - 08, 07:20 م]ـ
الفاضل ابن وهب حفظه الله,
تمكنت من سماع المقطع, والشيخ يتحدث عن ضغط زر مكتوب عليه استغفر الله وأنك لا تكون بضغطه قائلا مستغفرا, وكذلك لو كان هناك زر مكتوب عليه أقسم بالله أو زر مكتوب عليه نذرت كذا
ولكن هناك فرق كما هو معلوم بين المعاملات والتي الأصل فيها الإباحة, وتنعقد بكل لفظ يدل على المقصود, بل بالكتابة والمعاطاة كما هو معلوم, فهناك فرق بين عقد يقتضي نقل الملكية من صاحب البرنامج إلى المستخدم وبين الأمور التعبدية التوقيفية التي جعل لها الشارع ألفاظا معينة وكيفيات لا تنعقد بغيرها, ولذلك فقياس ضغط الزر المكتوب عليه أوافق على العقد على الزر المكتوب عليه أوافق على الاستغفار أو النذر ونحو ذلك قياس مع الفارق, ولذلك لا يستقيم أن يهدر العقد بين الطرفين إذا كان العرف مستقرا على أن ضغط الزر وسيلة للتعبير عن التراضي والموافقة على شروط العقد
جزاكم الله خيرا ونفع بعلمكم
ـ[صالح جلود]ــــــــ[30 - 05 - 10, 01:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا