110. شخص لا يستطيع الصلاة مع الجماعة لكنه يستطيع أن يصل إلى باب المسجد ويرجع لا يقال إنه يلزمه الوصول إلى باب المسجد ثم يرجع إلى بيته فيصلي فيه, لأن مجرد المشي إلى المسجد ليس مقصوداً لذاته بل من أجل الصلاة.
111. إذا كان هناك شخص لا يستطيع الحج فتبرع متبرع في أن يوصله إلى الميقات أو إلى مكة ثم يرجع لا يقال إنه يلزمه الوصول إلى الميقات أو إلى مكة ثم يرجع لأنه يستطيع الوصول إلى تلك الأماكن ما دام أنه لا يستطيع الحج, لأن الذهاب إلى تلك الأماكن ليس مقصوداً لذاته.
112. إذا كان ما يستطيعه مقصوداً لذاته فإنه يأتي به, وإذا كان ما يأتي به إنما وجد تبعاً لغيره فإنه لا يأتي به.
113. وعلى كل حال كل من القولين له ما يدل عليه, فيأتي بما يستطيع ولو كان من دون الصلاة على جنب, فإنه يصلي بالإيماء للحديث (إذا أمرتكم بأمر ... ) والقراءة مقدور عليها والذكر مقدور عليه والإيماء مقدور عليه, وحينئذ تكون تكبيرات الانتقال من باب الفصل بين الأركان وإن لم يكن لها وجود في الظاهر.
114. حديث جابر (صل على الأرض إن استطعت وإلا فأوم إيماءً واجعل سجودك أخفض من ركوعك): مختلف في رفع ووقفه وله شواهد من حديث ابن عمر وان عباس, صححه بمجموعها بعض أهل العلم مرفوعاً, وصوب أبو حاتم وقفه ولم يصححه مرفوعاً, وأبو حاتم هذه عادته, يغلب عليه الشدة في الأحكام, فإذا تعارض عنده الوصل والإرسال فالغالب أنه يحكم بالإرسال, وإذا تعارض عنده الرفع مع الوقف فالغالب أنه يحكم بالوقف.
115. المريض الذي لا يستطيع الوصول إلى الأرض للسجود كما في هذا الحديث: يفعل ما يستطيعه مما يقرب من السجود حسب القدرة والاستطاعة, فيخفض رأسه بقدر الإمكان للركوع والسجود ويجعل السجود أخفض من الركوع, ولا يلزمه أن يرفع شيئاً ليسجد عليه, وبعض العوام يسجد على يده وهذا غير مشروع, ولذا جاء في الحديث أنه رمى بالوسادة.
116. المريض الذي أجرى عملية في عينيه ينصحه الأطباء بعدم الركوع والسجود, وإذا كان يتضرر بهذا أو يتأخر برءه بسببه فالشرع لا يكلفه بما يضره.
117. ومثل هذا من أُذِنَ له بالصلاة في موضع لا يتمكن فيه من الركوع التام والسجود التام, كمن يصلي على الراحلة وفي السيارة.
تم الشروع في تقييد فوائد هذا الشرح المبارك ليلة الجمعة الثامن عشر من شهر ربيعٍ الأول عام ثمانيةٍ وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية المباركة, وتم الفراغ من تقييد فوائده بعيد غروب شمس يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من الشهر نفسه, وكان ذلك قرب برلين في مدينة من مدن الكفار الحقيرة يقال لها (درسدن) بألمانيا.
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[11 - 04 - 07, 06:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك.
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[11 - 04 - 07, 10:53 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[22 - 01 - 08, 04:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[22 - 01 - 08, 01:02 م]ـ
جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك.
ـ[أحمد الصحاري]ــــــــ[23 - 01 - 08, 06:30 م]ـ
جزاك الله خير