تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

http://www.alsowr.com/get-4-2007-4tabfadf.gif (http://www.alsowr.com)

المسجد من الداخل، والسهم يشير إلى الصخرة

تأمل كيف عُظم الحجر، وتذكر كيف أنكر ذلك عمر!.

فعجباً لأمة التوحيد: تَنشُد تحرير المسجد الأقصى الأسير، الذي هو ميراث التوحيد والموحدين من لدن إبراهيم عليه السلام، ثم هي ترفع لذلك رايات الشرك. نعم، فإن فشو صورة قبة الصخرة وتعليقها في كل مكان من بلاد المسلمين بهذه الطريقة هو رفع لشعارات الشرك والبدع التي فشت في الأمة. فضلاً عن كونه دليلاً قاطعاً على الجهل الذي حل بتلك الأمة، حتى أنها لم تكد تعرف أصلاً: ما هو المسجد الأقصى الذي ينشدون تحريره!.

إن المسجد الحرام بمكة، والمسجد الأقصى بالقدس، هما ميراث التوحيد، متى حل التوحيد في أمة، كانت أحق بهما وأهلهما. وقد وعد الله تبارك وتعالى الذين آمنوا وعملوا الصالحات بالاستخلاف والتمكين في الأرض بشرط أن يعبدوه وحده فلا يشركوا به شيئاً، ويتبعوا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم فلا يبتدعوا من بعده شيئاً، وتأمل هذه الآيات من سورة النور، لعلها تكون لك نورا:

((قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ {54} وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55} وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ {56} لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ {57}))، النور.

هذا هو الاستخلاف والتمكين والتأمين في الأرض، شريطة توحيد الله واتباع نبيه صلى الله عليه وسلم، فتأمل.

والشيء بالشيء يذكر:

فلا تحسب أنه ليس هناك أثرٌ للشرك في الأمة اليوم إلا بناء مسجدٍ على صخرة، كلا، فإن ما يقع من الشركيات والبدع في هذه المساجد التي بنيت فوق قبور الصالحين والتي ملأت بلاد المسلمين، هو كثيرٌ، بل ومنه ما قد يصل إلى الشرك الأكبر. وغير ذلك من أمور الشرك: كالسحر، والكهانة، والتنجيم، وتعليق التمائم، وخوف الجن، والحلف بغير الله، .. إلخ. فكل ذلك من أنواع الشرك المنتشرة في بلاد المسلمين.

ناهيك عن البدع، واتباع الأهواء، ورفع صوت كل دني على صوت النبي صلى الله عليه وسلم.

فليت كل مسلم اليوم يحرص علي تعلم دينه كما يتعلم دنياه، وينجو بنفسه وأهله، ومن ثم بأمته كلها من الشرك والبدع. فإن ذلك هو السبيل الأوحد إلي النصر والتمكين الذي تنشده الأمة اليوم، ثم هو النجاة يوم القيامة.

سيرة مسجد قبة الصخرة

لا شك أننا لم نتعرض حتى الآن للسؤال الذي عنونت به لهذا الباب، ولا تحسب أنني عنونت لهذا الموضوع بهذا العنوان: (مسجد قبة الصخرة .. هل هو مسجد ضرار؟) لهول ما ذكرته لك حتى الآن! لا، فرغم أن كل ما تقدم يكفي تماماً لدحض فكرة اتخاذ هذه الصخرة مسجداً، إلا أن ذلك ليس هو الدافع الوحيد وراء سؤالي الذي عنونت به.

فدعني أنقل لك الآن قصة بناء مسجد قبة الصخرة، سبب بنائها، وكيف بنيت، وما الذي ترتب على بنائها، فلعلك تعرف سبب ذلك العنوان الذي ربما أكون قد أزعجتك به، ثم تخرج بنفس النتيجة التي خرجت أنا بها، فتسأل معي نفس السؤال: مسجد قبة الصخرة .. هل هو مسجد ضرار؟.

زمن بناء المسجد

بني مسجد قبة الصخرة سنة ست وستين من الهجرة النبوية الشريفة، أي بعد أزمان الخلافة الراشدة، وبناه عبد الملك بن مروان وابنه الوليد بن عبد الملك.

قال ابن كثير في البداية والنهاية: (. . . وفيها -أي في سنة ست وستين- ابتدأ عبد الملك بن مروان ببناء القبة على صخرة بيت المقدس وعمارة الجامع الأقصى وكملت عمارته في سنة ثلاث وسبعين. . .) اهـ

سبب بناء المسجد

قال ابن كثير:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير