تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

امرأة ابتلاها الله بالوسواس في الطهارة، والشعور بعد الوضوء بمدافعة الخبث، وفي ذات مرة شعرت بمن يأمرها بسب القرآن، وسب الله فما كان منها إلا أن بكت، فكيف علاجها والخلاص من هذا الوسواس؟

الجواب:

[هذا الوسواس مبتلى به كثير من الناس، إذا لم يكن السؤال الذي يرد علينا بالتليفون مكرراً من سائلٍ واحد، فما أكثر هذا في الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله، ودواء الوسواس كثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم ولاسيما من قراءة المعوذتين، فإنه ما استعاذ مستعيذ بمثلهما قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ [الفلق:1 - 2] وأول ما يدخل في ذلك شر الشيطان؛ لأنه من مخلوقات الله، وفي سورة الناس: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ [الناس:1 - 4]. فدواء ذلك بكثرة التعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واللجوء إلى الله تبارك وتعالى، والعزيمة الصادقة، بحيث لا يلتفت الإنسان لما يرد على قلبه من الوساوس. مثلاً توضأ مرة واحدة أو مرتين أو ثلاثاً، خلاص يخرج من الحمام، كبّر للإحرام، خلاص، حتى لو شعر الإنسان في نفسه أنه لم يتوضأ مثلاً، أو أنه أخل بشيء من أعضائه، أو أنه لم ينو فلا يلتفت لهذا الشيء. وكذلك لو أنه في صلاته شعر أو وقع في نفسه أنه لم يكبر للإحرام لا يلتفت لذلك، يمضي في صلاته يكملها، وكذلك -أيضاً- لو خطر في قلبه ما ذكرتَ من سب الله عز وجل أو سب المصحف أو غير ذلك من الكفر فلا يلتفت لهذا ولا يضره، حتى لو فرض أنه جرى على لسانه مثل هذا الشيء وهو بغير اختيار فإنه لا شيء عليه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا طلاق في إغلاق) فإذا كان طلاق الموسوس لا يقع؛ فهذا أولى بالعفو، لكن يُعرض عن هذا، ولا يهمه أن يقول له الشيطان: قل كذا، قل كذا، لا يهمه، يستمر ولا يقول.

فوصيتي لهذه ولغيرها -ممن ابتلي بذلك-: الإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، ومن قراءة السورتين العظيمتين: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ [الفلق:1] و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ [الناس:1]، ومن العزيمة الصادقة، يُعرض عن هذا كله ولا يلتفت، حتى لو قال له الشيطان: الصلاة ما تمت!، أو الوضوء ما تم لا يهمه!، ولو أوقع الشيطان في قلبه التشكيك في الله، أو ما أشبه ذلك؛ لا يهمه؛ لأنه ما تألم من هذا الشك إلا لإيمانه، فغير المؤمن لا يهمه شك أو لم يشك؛ لكن الذي يتألم من هذه الشكوك والوساوس يعني أنه مؤمن، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة: (ذلك صريح الإيمان) يعني: أن ما يلقي الشيطان في قلوبكم من مثل هذه الأمور صريح الإيمان -أي: خالصه- جعله من خالص الإيمان مع أن الشك يرد على القلب؛ لأن هذا الذي ورد على قلبه الشك لا يطمئن لهذا الشك ولا يلتفت إليه ويتألم منه ولا يريده،

والشيطان لا يأتي إلا القلوب العامرة حتى يدمرها، فالقلوب الدامرة لا يأتيها؛ لأنها دامرة، قيل لابن عباس أو ابن مسعود: إن اليهود يقولون نحن لا نوسوس في صلاتنا. قال: [نعم. وما يصنع الشيطان بقلب خراب؟!]. فوصيتي لها -وأرجو أن تبلغها أو تشتري لها الشريط لتسمعه- أن تعرض عن هذا كله، وألا يقع في قلبها شك، وهي سوف تتألم أول ما تعمل هذا العمل، سوف ترى أنها صلت بغير طهارة، أو صلت بغير تكبيرة الإحرام، أو ما أشبه ذلك؛ فقل لها: لا يهمها، تصبر ويزول عنها بإذن الله. والحمد لله هناك أناس شكَوا هذه الشكوى، وبُلِّغوا بما ينبغي أن يقاوموها به؛ فعافاهم الله منها، نسأل الله لها العافية].

(لقاء الباب المفتوح) شريط " 46 ".

السؤال:

فضيلة الشيخ: شاب كان يعمل المعاصي كثيراً،والتزم وذهب إلى الدعوة، فأخذت الشياطين توسوس له أن الله ليس حقاً، وأن الرسول ليس حقاً، وأن الصحابة قصص خرافية .. ودائما يدور في فكره هذا الشيء، هل يعاقب على هذا الفكر؟

الجواب:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير