ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 05 - 07, 09:40 م]ـ
وأنقل نص عبارة القوم
(لوساس القهري
صور ذهنية تفقد الاستقرار
إن كلمة الوسواس في الأدب العربي والكتابات القديمة عن الأمراض النفسية تعني الخوف من المرض أو القلق على المرض والانشغال الزائد بالصحة، وأحيانا توهم المرض والاعتقاد الجازم بوجوده برغم عدم وجود الدليل على ذلك.
وقد وردت كلمة الوسواس في القاموس العربي الطبي الموحد كترجمة لكلمة ( Obsession ( الإنجليزية وهو عرض نفسي يحصل على شكل فكرة أو دافع، أو تخيل متكرر برغم مقاومة المصاب له، ويكون محتواه عادة مزعجاً. أما كلمة القهري فقد وردت كترجمة لكلمة ( Compulsion) وتعني عرضاً نفسياً يتميز بالقيام بعمل أو طقوس وهي سلسة من الأعمال بصورة قهرية أي برغم مقاومة المصاب وأحيانا بصورة متكررة، وغالباً ما تجتمع الوساوس والأعمال القهرية معاً ولذا سميت الحالة الوسواس القهري وبعض الكتب العربية تستعمل كلمة التسلطي بدل القهري.
البدء: تبدأ أغلب حالات الوسواس القهري في سن المراهقة أو بداية الشباب حيث يحصل ثلثا الحالات قبل سن 25، منها 15% قبل سن العاشرة، وحوالي 5% بعد سن الأربعين، وأظهرت الدراسات الإحصائية الحديثة بأنه رابع الأمراض النفسية انتشاراً ويحصل بنسبة 1 - 2% من عدد السكان على مدى الحياة.
الأعراض
الأفكار الوسواسية: وتحصل على شكل أفكار أو كلمات أو تخيلات (صور ذهنية) تفرض نفسها على وعي المصاب ضد إرادته وتكون عادة مزعجة ويحاول أن يبعدها عن وعيه إلا أنها تعود مثل أن يخطر في باله فكرة أو صورة ذهنية له وهو يمارس الجنس مع محرم أو يحاول أن يبعد هذه الصورة ولكنها تعود .. وهكذا وقد تحصل حالة اجترار لمشكلة دينية أو فلسفية فتظل المشكلة تخطر على بال رغماً عنه ويحاول أن يبعدها عن وعيه ولكن سرعان ما تعود، مثلاً هل القرآن مخلوق؟ هل الأرض كروية؟ ويحصل لديه صراع داخلي لا ينتهي الى قرار.
الدافع الوسواسي: في هذه الحالة قد تكون الأفكار والصور الذهنية الوسواسية موجودة لكن الشيء البارز هو وجود دافع للقيام بعمل ما ولا ينفذ هذا الدافع مهما بلغ خوف المريض من أن يفعل الشيء مثلا: قد تتخيل أم نفسها أنها تطعن طفلها بسكين أو تقذف به من الشباك.
السلوك القهري: تبقى الحالة الوسواسية داخل نفس المريض ما دامت في نطاق الأفكار والصور والدوافع ولا يمكن لأي شخص آخر معرفة حدوثها عنده إلا إذا تكلم عنها. ولكن المسألة تختلف عند حدوث سلوك قهري يصعب أو يستحيل إخفاؤه وعادة ما يقتصر السلوك القهري على حين يكون المريض لوحده خشية الإحراج.
وقد تتلو الأعمال القهرية الأفكار الوسواسية، مثلا أن أحد المرضى كلما أطفأ النور خطر في باله أن والده سيموت فصار كلما ضغط على زر وأطفأه عاد إلى لمسه مرة أخرى ويردد "لا لا لن يحدث" وشخص آخر خطر على باله أن والدته المريضة سوف تموت إلا إذا صعد على شجرة عالية ولمس أعلى غصن فيها.
وكذلك تأخذ الأعمال القهرية أشكالا متعددة مثل العد وإعادة العد والتأكد من إغلاق الباب مرة أو مرات أو إطفاء الغاز مرة أو مرات أو التنظيف وتكرار التنظيف والترتيب وإعادة الترتيب والطقوس الغريبة، مثل أن يشرب الماء من كأس على 35 جرعة أو أن يمشي بخطوط مستقيمة ويحرف بزوايا أو يجري بعض الطقوس داخل الحمام للتأكد من أنه لم يتنجس.
والمريض يعرف أن هذه التصرفات أو الأعمال سخيفة لا لزوم لها، لكنه لا يستطيع أن يتجاهلها أو أن لا يفعلها، لأنه إذا تجاهلها شعر بقلق شديد جدا مما يجعله يقوم بها، وقد لا يدرك المريض ولا من حوله معناها.
والأعمال القهرية قد تكون بسيطة غريبة أو مضحكة تتعلق أحيانا بطريقة ترتيب صحون الطعام وملحقاتها عند الجلوس على مائدة الطعام أو طريقة اللبس عند النوم أو ترتيب الأمور التي يعملها عند الصحو من النوم أو عند الاستحمام أو دخول المرحاض .. إلخ.
كمثال: امرأة في أواخر الثلاثينيات من عمرها تسيطر عليها فكرة أن برازها وبولها قد يتسبب في إزعاج الآخرين أو إيذائهم لذلك بعد استعمالها للمرحاض تقوم بغسل نصف جسمها الأسفل وخاصة فوهة الشرج والمناطق التناسلية وبعد ذلك تغسل مقعد المرحاض والحيطان المجاورة ثم تغسل يديها بكل شدة حتى تصبح حمراء من كثرة الغسل وتفعل ذلك في كل مرة تدخل المرحاض.
¥