تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

يا أخي هذه الحوادث (والتي لا أظن أنها كثيرة وإلا كم منها مر بك بالضبط) تحدث ممن حرم بركة الدين من هؤلاء الأطباء. وهي حوادث فردية لا يصح ان تبنى عليها شناعات على العلم كله. وإلا فلا يوجد في مقررات الطب النفسي في الجامعات ولا فيما اطلعت عليه من مراجعه العلمية (توصية) بمثل هذه (الوصفة)!

على أن مثل هذه (الفتاوي الطبية) المخالفة كثيرة متوافرة في غير تخصص الطب النفسي. وأعلم من أطباء المسالك البولية في الماضي من كان يوصي مرضاه من أصحاب الحصايا في الكلى بشرب البيرة (الخمر) لأنها تدر البول وتمنع تكلس الأملاح وتبلورها في حصوات! فهل ستقول أيضاً ببطلان طب المسالك البولية وتدعو للأكتفاء عن ذلك بالرقية أو الأعشاب؟

ومن أطباء النساء والولادة ممن حرمه الله الغيرة والفهم في الدين من يغضب إذا طلبت المريضة أن تقوم بالكشف عليها طبيبة من بني جنسها ولربما جن جنونه وطردها من العيادة, فهل ستكتفي بالرقية والطب البديل لمعالجة حالات الولادة؟ هذه فقط أمثلة ولو شئت لسردت منها العشرات!

القصد ان أقول أن مثل هذه المخالفات والطامات موجودة في كل التخصصات وليس حصراً على الطب النفسي وإلا فإني أرجو ان يكون أصحابها قلة و من العاملين في المجال الطبي من هم بصراء بمهنتهم ,فقهاء فيما يتعلق بعملهم وعلى درجة عالية من المهنية والإلتزام.

وإن أخذنا بمثل ذلك لقلنا بمنع الرقية الشرعية لأن كثيراً وكثيراً جداً من المعالجين يخلطون العلاج بالقرآن مع كثير من السحر والدجل والشعوذة والاستعانة بالشياطين! ومنهم من يعتدي على المريض المسكين بالضرب المبرح و الخنق المؤذي بل وسجلت حالات وفاة من الضرب قي بعض جلسات الرقية. ومن المعالجين بالقرآن من متصوفة بعض البلاد من يحبس المريض ويجيعه حتى يصل لمرحلة سوء التغذية! فهل يصح القول ببطلان الرقية لأن من المعالجين من ظهرت منه مخالفات سواءً في العقيدة أو الأخلاق أو الممارسة؟

...............................

ولقد رأيت فتوى مكتوبة من أحد الاستشاريين لأحد المرضى بأن طلاقك لا يقع بسبب الوسواس القهري!

من مكن هذا الطبيب أن يحكم بهذا

إذا كان العلماء يجبنون عن الفتوى بالطلاق ويردون الأمر إلى المفتي كيف يتساهل هو في ذالك

نعم له الحق أن يشخص المرض ويقول فيه كذا وكذا أما أن يفتي فلا

من فروع الطب النفسي الطب النفسي الشرعي وهو يبحث في عوارض الأهلية وإثبات حالات العته والجنون وما يتعلق بهذا من أحكام. ومن هنا فإن الطبيب النفسي الحاذق له دور في مثل هذه المسألة.

أما فعل هذا الطبيب فلا أخاله فتوى كما فهمت شيخنا. وكثير من الأطباء النفسيين جرى على كتابة مثل هذه المذكرات لمريض الوسواس الذي يعرف عنه كثرة البحث عن التطمينات! وقد رأيت من كتب له في ورقة (ليست هنالك جراثيم تسبب تعفن الدماغ في يدك!) وكان وسواسه حول هذا.

وهب أنها فتوى فإن هذا الطبيب لم يغرب ولعه من الفقهاء! فإن له سلف في القول بعدم وقوع طلاق الموسوس, قال البخاري رحمه الله في صحيحه:

باب الطلاق في الإغلاق والكره والسكران والمجنون وأمرهما والغلظ والنسيان في الطلاق والشرك وغيره

وساق فيه الأثر:

وقال عقبة بن عامر لا يجوز طلاق الموسوس

قال الحافظ في الفتح:

(أيْ لَا يَقَع، لِأَنَّ الْوَسْوَسَة حَدِيث النَّفْس، وَلَا مُؤَاخَذَة بِمَا يَقَع فِي النَّفْس كَمَا سَيَأْتِي).

وفي المدونة:

(وَأَنَّ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ كَانَ يَقُولُ: لَا يَجُوزُ طَلَاقُ الْمُوَسْوَسِ ابْنُ وَهْبٍ عَنْ رِجَالٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ وَسُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ وَابْنِ شِهَابٍ وَرَبِيعَةَ وَمَكْحُولٍ أَنَّهُ لَا يَجُوزُ طَلَاقُ الْمَجْنُونِ وَلَا عِتَاقُهُ).

وقال بذلك الحنفية وأفتى بذلك المفتي محمد بن إبراهيم آل الشيخ وفقية العصر العلامة ابن عثيمين رحم الله الجميع.

فلم الشناعة والصياح؟ ألأن طبيباً بلغ ما علم من الدين لأحد مرضاه؟ ومازال صالحو الأطباء يبلغون مرضاهم أحكام الطهارة والصلاة للمريض, وأحكام الأجهاض ومختلف العمليات الجراحية مستهدين في ذلك بما علموا من كلام العلماء الأثبات. فما الفرق هنا يا مقرئ؟

................

نعم له الحق أن يشخص المرض ويقول فيه كذا وكذا أما أن يفتي فلا

وهذا حسن, وجميل منك أن تقر ان تشخيص الأضطرابات النفسية حق للطبيب النفسي وكنت أظنك لا تقول بذلك.

وعندما تجد الطبيب يتكلم عن عالم الغيب وينفي دخول الجني للإنسي أليس دخولا في عقائد المسلمين بغير حجة

.................................................. .

هو كذاك, ولا يقول بنفي المس والسحر والعين من علم عقيدة أهل السنة ودرسها وآمن بها. وهذا أيضاً لا يبطل أصل الطب النفسي ونفعه للناس. والعلماء الذين أوصوا بالذهاب للطبيب النفسي لعلاج مثل هذه الحالات كانوا يعلمون أكثر من غيرهم أن من علمانية وعصرانية الأطباء من ينفي هذه المغيبات.

.......................

وهناك كثير من الأوراق أثبتت جدوى الرقاة مع بعض المرضى مع عدم نفع الطبيب النفسي لها ومع هذا لا يريد الطبيب أن يسلم بهذا

يا اخي الطبيب المسلم لا يحتاج لأوراق أو أبحاث علمية لأثبات فعالية الرقية في المختبر ليؤمن بها! فحسبه إن كان مسلماً ثبوت ذلك عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفعله له.

أما إن كنت تريد الأخذ بالأوراق والبحوث المختبرية لإثبات مثل هذه الحقائق فيمكنني أن آتيك منها ما ستفني بقية عمرك في قراءته ولن تكمله.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير