وإن حقيقة الإسلام هو الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد لله بالطاعة، ومحبة التوحيد وأهله، وبغض الشرك وأهله. فمن لم يبغض الشرك وأهله، فهذا لم يوحد، فمن كان لسانه حاله: إن هؤلاء يعبدون الله على طريقتهم!، وكل الطرق تؤدي إلى مكة!، فهذا متبر ما هو عليه وباطل ما هو فيه.
وأنا أنقل هنا كلاما مهما للشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله تعالى – في كشف الشبهات، وشرحا مهما له، وهو شرح حفيده معالي الشيخ صالح آل الشيخ:
[ثم قال (فإن عمل بالتوحيد عملاً ظاهرًا وهو لا يفهمه ولا يعتقده بقلبه فهو منافق) لأن الإيمان كما ذكرنا بتوحيد الإلهية ثلاثة أقسام لابد منها مجتمعة اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالأركان، فإن هو عمل بالتوحيد عملا ظاهرا موافق للناس؛ لكنه لا يعتقد ذلك بقلبه لا يعتقد أن هذا حق وأن ما عليه أهل الشرك هو الباطل، لا يعرف الطاغوت ولم يكفر به؛ يعني لم يتبرأ من عبادة غير الله جل وعلا، فهذا حاله كحال المنافقين؛ لأنه أحسن الظاهر وفي الباطن لم يقم شرط الباطن وهو العلم، المنافق في الباطن مخالف ففاته شرط الاعتقاد؛ لأنه اعتقد اعتقادا مخالفا، وهذا الذي عمل بالتوحيد عملا ظاهرا ولا يفهمه في الباطن ولا يعتقده، هذا فاته أن يكون في الباطن معتقدا للحق أصلا، لم يعتقد خلافه لكنه لم يعتقد الحق وإنما يفعله كما يفعله أهل بلده، فهذا منافق أيضا، قال (وهو شر من الكافر الخالص: ?إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ? [النساء:145].) لأن حاله حال أهل النفاق عمل شيئا بلا قصد، عمل شيئا بحركة آلة دون اعتقاد، وهذا في هذه الأزمنة نادر؛ لأن الذي يعمل للتوحيد مع وجود الشرك وأهله فهو قاصد للعمل للتوحيد.
قال (وهذه المسألة مسألة كبيرة طويلة تتبيّن لك إذا تأملتها في ألسنة النّاس، ترى من يعرف الحق ويترك العمل به لخوف نقص دُنيا) يخاف أن تنقص دنياه، لا أن يصير فقيرا؛ بل حتى نقص الدنيا يوافق أهل الشرك على شركهم ويتعبد معهم بالشرك لأجل ألا تنقص دنياه، مثل ما حصل لأمير العيينة في وقت الشيخ لما قال له والي الأحساء أو أمير الأحساء أنك إذا وافقت الشيخ على ما هو عليه وأقمته عندك سوف أقطع عنك الخراج، قال للشيخ: أنا ما أقدر أن يقطع عني الخراج كيف يعيش أهل البلد. وأوصاه بقتله فأخرجه من البلد وبعث خلفه بأحد العبيد ليقتله، هذا لخوف نقص دنيا، يخاف أن تنقص دنياه أو جاه يخاف أن لا يكون معظما من كل الناس ينقسم عليه الناس، ناس يرضون وناس لا يرضون، هذا فيعمل بالشرك والكفر لكي يرضي طائفة من الناس، وهو يعلم الحق ولكن يريد بفعله الكفر والشرك أن يرضي طائفة، فهذا أيضا لم يعمل بالتوحيد وإنما علم وترك، أو مداراة لأحد؛ يعني مجاملة، جامل شيخه، جامل أمير بلده، جامل رئيس البلد إلى آخره، كما يحصل عند طوائف من الصوفية بعض مريديهم يدركون الحق لكن يجاملون مشايخهم فيما هم عليه من الضلالات الكفرية بالله.
قال رحمه الله بعد ذلك (وترى من يعمل به ظاهرًا لا باطنًا) هذا قسم ثاني من الناس (ترى من يعمل به ظاهرا لا باطنا فإذا سألته عما يعتقده وبقلبه فإذا هو لا يعرفه) يعني وقع منه هذا الشيء اتفاقا يعم بالتوحيد ما أحب هذه الأشياء وما أحب هذه الخرافات؛ يعني ما أحب هذه الأشياء تعتقد التوحيد تعتقد بطلان الشرك؟ فيقول لا، ما أدري، هؤلاء عقولهم ناقصة سميا باللي يسميها، فهو يعمل بالتوحيد لكن لا يعتقد أن التوحيد هو الحق، وأن غيره باطل، لا يتبرأ من الكفر، لا يتبرأ من الطاغوت، لا يكفر بالطاغوت، وهذا فاته شرط لصحة التوحيد وهو الكفر بالطاغوت وهو اعتقاد أن عبادة غير الله جل وعلا باطلة، وأنها شرك؛ لابد أن يعتقد أن عبادة غير الله شرك، فإذا عمل بالتوحيد ظاهرا وهو لا يعتقد أن عبادة غيره شرك، فإن هذا كما ذكر الشيخ منافق، أو له أحكام المنافقين لأنه لم يعتقد بقلبه أن عمله هذا الذي هو التوحيد عمل واجب].
ـ[الضبيطي]ــــــــ[09 - 04 - 07, 02:02 ص]ـ
جزى الله الأخوة علي الفضلي وأبو أنس السندي وأحمدالله وكل الأخوة الذين اطلعوا على هذا الموضوع , وأثروه بإضافاتهم الحسنة الجميلة فجزاهم الله خيرا ورحمهم وسدد خطاهم .... .
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 01:25 ص]ـ
اخي الضبيطي اتحفنا بمزيد من فؤائد دروس الشيخ خالد الهويسين
وفقك الله الى العلم النافع و العمل الصالح
ـ[الضبيطي]ــــــــ[10 - 04 - 07, 02:35 ص]ـ
أبشر بالخير أخي / محمد شليويح وفيه باسمي في هذا المنتدى 15 موضوعا وفائدة أو أكثر. أرجو الله أن ينفعنا وإياك بها.
ـ[بندر لنبهان]ــــــــ[10 - 04 - 07, 07:33 ص]ـ
جزاك الله خير اخي الضبيطي
وأطيب التحيات للشيخ / الهويسين.
نحبه في الله على ما سمعنا من علمه وزهده.
وفي الحقيقه ما رأيته ,وأتمنى ذلك.
لكن بما أنك من ملازمي الشيخ، فقد نقل أحد الاخوة عن الشيخ أنه يرى كفر من يذهب للسحرة والمشعوذين، حتى وإن لم يصدقهم.
فأرجو التأكد، لربما يكون النقل خطأ.
وجزاكم الله خيرا.
¥